المحتوى

قصة بين أروقة المحاكم

الكاتب: رامي -

قصة بين أروقة المحاكم

 

عادةً يلجأ الطرفان المتخاصمان بسبب الأموال إلى القضاء ، وقد يكون هذان الشخصان إما آخين أو صديقين أو شريكين ، ولكن ما يبدو غريبًا في الأمر أن يقف ابن وأمه بين أروقة المحاكم لإلقاء التهم على بعضهما ، وكأن هذا الابن ليس ابنها ، وكأن هذه الأم ليست أمه ، ربما ما يحدث هذا هو نتاج خلل مجتمعي أصبح موروثًا ثقافيًا يتفاقم بمرور الزمن ، لقد حدث بالفعل في جدة حينما لجأ شاب إلى المحكمة ليقاضي أمه ، فما هي قصته مع أمه .

شراء معرض :
اتفق الشاب مع أمه أن يقوم بشراء معرض منها بكل ما يحتوي من مستلزمات ، وقام الطرفان بتحديد دفعات لدفع المبالغ التي اتفقا عليها ، والقيام بتصفية المعرض وجرد ما به من بضائع ، ولكن الابن رأى أن والدته قد سلمّت إليه هذا المعرض شكلًا فقط ، حيث أنه شعر بكثرة تدخلاتها في كل شؤون المعرض ، وهو ما أوحى إليه أنها قد استولت عليه دون وجه حق .

شعر الابن أن أمه لازالت هي المالك الأصلي للمعرض على الرغم من شرائه ، لأنه رأى تدخلاتها في رواتب الموظفين وتسيير أمور العمل ، كما أنها كانت تتولى مهمة تحصيل الإيرادات ولا تعطيه المبالغ المقررة بينهما ، وهو ما أغضبه بشدة من أمه ، حيث أقام كشف حساب ليؤكد أن أمه مديونة إليه بمبالغ هائلة .

دعوى ضد الأم :
حينما فشل الابن أن يسترد المبالغ التى رأى أن أمه مديونة بها ؛ اتجه على الفور ودون تراجع إلى القضاء لرفع دعوى ضد أمه ، حيث طالبها فيها بسداد كشف حساب بلغت قيمته 650 ألف ريال ،وقد قام الشاب بتوضيح سبب دعواه في مذكرة قال فيها أن أمه كانت تقوم بتحويل المكاسب التي كانت تأخذها من المعرض إلى صالونات تجميل خاصة بها ، وهي بذلك تستولى على أمواله ، حيث اتهمها بعدم الوفاء وخيانة الأمانة .

موقف الأم :
لم يختلف الأمر كثيرًا لدى الأم ، فهي الأخرى كانت قد رفعت دعوى عقوق ضد ابنها في وقت سابق ، وحينما رفع ابنها دعواه نفت كل ما قاله الابن متهمة إياه بالعقوق ، حيث بدت العلاقة بينهما مضطربة للغاية ، ثم قامت بعرض محضر صلح بينهما ، وهو ما أجازته المحكمة في وقت سابق ، والذي بمقتضاه يقوم الطرفان بالتنازل عن دعوى كل منهما ضد الآخر ، وألا يقوم الابن بتقديم أي دعوى حقوقية ضد أمه .

وفيما يبدو أن الابن كان لديه الإصرار على استرداد المبلغ الذي رأى أنه حقه ، حتى أنه استمر في دعواه ضد أمه على الرغم من إقرار الصلح بشكل رسمي ، حتى استمرت قضيته سارية بين أروقة المحاكم ، ولكن بعد مرور ثلاثة أعوام وأربعة أشهر أسقطت المحكمة دعواه ضد أمه ، مستندة بذلك إلى محضر الصلح الذي تم بين الطرفين بشكل رسمي ، حيث تم تأييده من محكمة الاستئناف بصورة نهائية ، فعاد الابن خائب الأمل بعد أن تسبب في تزلزل علاقته بأمه .

وهكذا بدت الأموال شبحًا يخيم على أقوى روابط العلاقات الأسرية ، والتي جعلت الابن وأمه يترنحان بين أروقة المحاكم ، يقفان ضد بعضهما بدلًا من الوضع الطبيعي لكونهما سندًا لبعضهما البعض ، ولكن الأمور قد انقلبت رأسًا على عقب ، حتى كاد لا يوجد شيء غريب في هذا المجتمع الذي تزود بالسموم القاتلة .

قصة بين أروقة المحاكم

 

شارك المقالة:
75 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook