قصة تاريخ أرض فلسطين

الكاتب: رامي -
قصة تاريخ أرض فلسطين
فلسطين تلك البقعة من الأرض العربية ، والتي أغتصبها الكيان الصهيوني ، وأدعى أنها أرض يهودية لذلك سوف نتعرف على تاريخ أرض فلسطين .

الموقع :
فلسطين هو الاسم الذي أطلق قديمًا على الجزء الجنوبي الغربي لبلاد الشام ، وتقع في غرب قارة آسيا ، تحديدًا على الساحل الشرقي من البحر الأبيض المتوسط ، وتعتبر فلسطين هي همزة الوصل بين قارة إفريقيا وقارة آسيا .

هناك العديد من الآثار والحفريات التي تدل على قدم تاريخ هذه الأرض ، وأكد علماء الآثار أن عمر هذه الأرض يعود إلى ثمانية آلاف سنة قبل الميلاد .

الأصل :
عرفت فلسطين قديمًا باسم أرض كنعان ، حيث أن أول من سكنها هم الكنعانيون ، واستقروا فيها منذ عام 2500 قبل الميلاد ، أيضًا ورد ذكر فلسطين في النقوش الفرعونية بالحروف “ب ل س ت ” ،ويقال أن كلمة فلسطين تعود على بعض القبائل التي تعيش في البحر والتي جاءت من غرب آسيا الصغرى .

ويذكر التاريخ أن هذه القبائل استقرت مع الكنعانيون في فلسطين ، واندمجوا معهم تمامًا وأضيف حرف النون لتتحول إلى اسمها الحالي فلسطين .

الحدود الجغرافية :
تم توضع الحدود في عهد الاحتلال البريطاني تحديدًا بين عام 1920م إلى 1923م ، فقد شهدتفلسطين العديد من النزاعات على مر التاريخ ، مما جعل حدودها تضيق وتتسع في كل فترة ، ولكن هناك اتفاق أن الأرض الفلسطينية تمتد على الأرض بين البحر المتوسط والبحر الميت في الأردن .

وفي عصر الدولة الإسلامية كانت حدود فلسطين من رفح على الحدود المصرية إلى اللجون في منطقة جنين ، ولكن فلسطين في هذا الوقت كانت دائمًا تابعة لبلاد الشام ، ولم تمثل هذه الحدود أي مشكلة بالنسبة لأبناء بلاد الشام ، أو أبناء العالم العربي .

المساحة و المناخ :
تبلغ مساحة فلسطين 27009 كيلو متر مربع وهذا حسب أخر التقسيمات ، وتتمتع فلسطين بمناخمعتدل بشكل عام ، وتنقسم الأراضي الفلسطينية إلى ثلاثة قطاعات ، هذه المناطق هي السهل الساحلي ، والمرتفعات الجبلية والأخدود الأردني .

ويتركز أغلب أهل فلسطين في منطقة السهل الساحلي حيث أن هذه المنطقة هي الأبرز ، لأن فيها المواني والمراكز التجارية وكذالك مناطق الأعمال الاقتصادية والزراعية.

أما منطقة المرتفعات الجبلية فهي التي تشمل منطقة الجليل ونابلس والخليل ، كذالك هضبة النقب وجبل الجرمق ، ويسكن هذه المنطقة العاملين بالزراعة ، حيث أنها أفضل مكان لزراعة الخضروات والفاكهة والحبوب .

أما عن القطاع الثالث  الأخدود الأردني فهي منطقة مصب نهر الأردن في البحر الميت ، وهذه المنطقة أكثر الأماكن انخفاضًا عن مستوى البحر في الكرة الأرضية كلها ، فهي تقريبًا تنخفض عن سطح الأرض حوالي أربعمائة متر ، وهذه منطقة حارة طوال العام ويكثر فيها زراعة النخيل والموز والخضروات .

مكانة فلسطين في الإسلام :
ذكرت أرض فلسطين في القرآن في أكثر من موقع فقد ذكرت في سورة المائدة {يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى? أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ } الآية 21 .

كذالك ذكرت في سورة الإسراء { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى? بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ? إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1) }.

كذالك ذكرت في سورة الأنبياء { وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ? وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ} الآية 81.

فلسطين بها المسجد الأقصى القبلة الأولى للمسلمين ، وثالث مسجد من حيث المكانة في الإسلام ، وقد شهد المسجد الأقصى جزءًا من رحلة الإسراء والمعراج ، وتعد فلسطين أرض الأنبياء فقد عاش فيها سيدنا إبراهيم ، ولوط و إسماعيل وإسحاق ويعقوب ، ويوسف وداوود وسليمان ، وصالح وذكريا ويحيي وأخيرُا سيدنا عيسى بن مريم عليهم السلام .

وقد جاء في السنة النبوية عن ميمونة بنت سعد قالت للنبي صلّ الله عليه وسلم يا نبي الله ، أفتنا في بيت المقدس  فقال النبي صلّ الله عليه ولم  أرض المحشر والمنشر أتوه فصلوا فيه رواية الإمام أحمد وأبو داوود وابن ماجه .

تاريخ أرض فلسطين :
هناك أبحاث تؤكد أن تاريخ فلسطين يعود إلى 500 ألف سنة قبل الميلاد بناء على العديد من الدلائلالتي تثبت حياة الإنسان في فلسطين في العصر الحجري ، كذالك وجدت أحجار يعود عمرها بين أربعة عشر ألف إلى ثمانية آلاف عام قبل الميلاد وتوجد على وجود حضارة في هذه الأرض .

وقد سبق وتحدثنا عن الكنعانيون عام 2500 قبل الميلاد ، والذين أسسوا حوالي 200 مدينة فيفلسطين أشهرها عكا وعسقلان وحيفا والخليل وبيت لحم ، استقر في فلسطين العديد من القبائل والتي انصهرت سويا لتكون النسيج الحالي لأهالي فلسطين.

دخل سيدنا إبراهيم عليه السلام فلسطين عام 1900 قبل الميلاد واستقر فيها ، وتوفي في مدينةالخليل التي حملت اسمه فيما بعد ، كذالك عاش هناك سيدنا إسماعيل عليه السلام ، وسيدنا اسحاق ويعقوب عليهم السلام ، حينها كان الأسباط يتبعون سيدنا يعقوب ، والأسباط عرفوا ببني إسرائيل ، وقد هاجروا إلى مصر واستقروا فيها .

اضطهد بني إسرائيل في مصر ، فأرسل الله تعالى لهم سيدنا موسى عليه السلام ، وبعد أن هلك فرعون ، رفض بني إسرائيل العودة إلى فلسطين وسخروا من سيدنا موسى عليه السلام .

توفي سيدنا موسى وكتب التيه على بني إسرائيل أربعين سنه ، ثم قادهم يوشع بن نون عبر نهر الأردن واستقروا في الجزء الشمال شرقي من أرض فلسطين عام 1190 قبل الميلاد ، واستمر وجودهم هناك حوالي 150 عام ، بعدها شاع الانحلال بين بني إسرائيل وتفرقوا من جديد ، ولكن بعث لهمطالوت ملكًا وتمكن من جمع شملهم.

ظهر سيدنا داوود عليه السلام وبدأ في إقناعهم بالتوحيد حوالي عام 1004 قبل الميلاد ، وخاضالكثير من الحروب من أجل السيطرة على فلسطين ما عدا المناطق الساحلية ، واستمر في الحكم حتى 963 قبل الميلاد.

وتولى سيدنا سليمان عليه السلام الحكم حتى 933 قبل الميلاد ، حينها ازدهرت أرض فلسطين ،وشهدت تطورا عمرانيا كبيرا ، حين توفي سيدنا سليمان عليه السلام انقسم قومه إلى دولتين منفصلتين وبينهم عداء ، دولة إسرائيل من 923 قبل الميلاد إلى 721 قبل الميلاد ، ودمرت هذه الدولةبعد فساد حكامها .

أما مملكة اليهود فاستمرت من 933 قبل الميلاد إلى 586 قبل الميلاد ، وكانت عاصمتها القدس ، ودمرت هذه المملكة بسبب الحروب الخارجية تحديدًا من شيشق فرعون مصر، في الفترة من 539 قبل الميلاد إلى 332 قبل الميلاد عاد اليهود إلى فلسطين وعاشوا مع الفلسطينيين ، تحت الحكم الذاتي و السيطرة الفارسية ، بعدها جاءت الفترة الهللينية الإغريقية والتي استمرت من 332 قبل الميلاد إلى 63 قبل الميلاد .

وتمكن اليهود من الحصول على الحكم الذاتي عام 164 قبل الميلاد ، في عام 63 قبل الميلاد سيطر الرومان على فلسطين وخضعت للحكم المباشر منذ عام 6 ميلاديًا ، حينها ألغي الحكم الذاتيلليهود .

من عام 66 : 70 ميلاديًا ثار اليهود ، ولكن القائد الروماني تيتوس أخمد ثورتهم وقام بتدمير الهيكل ، ثار اليهود مجددا بين 132 : 135 ميلاديًا ، حينها قام جوليوس سيفروس القائد الروماني باحتلالالقدس وتدميرها ، وأقام الإمبراطور هادريان الروماني مدينة جديد على أنقاض القديمة أطلق عليها إيليا كابيتولينا .

منع اليهود من دخول المدينة الجديدة لأكثر من 200 سنه بعدها  ، و بدأت أعدادهم تتناقص داخل فلسطين لمدة ثمانية عشر قرن ، استقر فيها الكنعانيون والقبائل الأخرى جنبًا إلى جنب ، عام 394 ميلاديًا ، تولت دولة الروم – الدولة البيزنطية – الحكم واستمر حكمها حتى 636 ميلاديًا حيث جاءالفتح الإسلامي ودخلها عمر بن الخطاب وحمل مفاتيح القدس .

شارك المقالة:
58 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook