قصة تجسد أروع معاني الرجولة

الكاتب: ولاء الحمود -
 قصة تجسد أروع معاني الرجولة

 قصص تجسد أروع معاني الرجولة.

 

في زمن الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب دخل إعرابي بستاناً ليستريح ويستظل بظله، أناخ ناقته بجانبه ثم جلس أسفل شجرة وغلبه النوم وقامت الناقة وأحدثت فساداً وضجة كبيرة بالفستان، وعندما جاء صاحب البستان شاهد ما فعلته الناقة فأخذ يضربها بقوة حتي ماتت الناقة، استيقظ العرابي وأخذ يبحث عن ناقته فوجدها مقتوله وعلم أن صاحب البستان هو من فعل ذلك .

 

تشاجر الإعرابي مع صاحب البستان وضربه حتي لقي مصرعه فأقبل اولا صاحب البستان وأمسكوا بالإعرابي يطالبون بالقصاص فطلب منهم الاعرابي أن يمهلوه حتي يرجع إلي قبيلته وأولاده ليطمئن عليهم ويوصي لهم ثم يعود ليأخذوا القصاص منه .

 

فقال الأولاد ومن يضمن لنا انك ستعود، وبينم هم كذلك مر بهم الصحابي الكريم ابا ذر الغفاري وعلم بأمرهم فقال : أنا أضمن الرجل، وفعلاً ذهب الرجل إلي أهله ووعدهم بالعودة في يوم محدد، جاء هذا اليوم ووقف الجميع بإنتظاره ولكن تأخر الإعرابي ولم يأت في الموعد المحدد .

 

ذهب أولاد القتيل إلي ابا ذر الغفاري فقالوا لهم : كيف تضمن رجلاً لا تعرفه ولا تعرف بلده ؟ فقال لهم ابا ذر الغفاري : حتي لا يقال إن أهل المروءه قد ولوا وبينما هم كذلك ظهر الرجل وأقبل حتي وقف بينهم فسالوه في دهشة بعد أن ظنوا انه هرب ولن يعود : لماذا عدت وكان بإمكانك أن تنجو بنفسك ؟ فقال لهم : حتي لا يقال إن أصحاب الوفاء قد ولوا .

عندما قال أولاد القتيل : ونحن قد عفونا عنك، حتي لا يقال إن اهل العفو قد ولوا .. اللهم أحي فينا مكارم الاخلاق، فأنت سبحانك ما بعثت نبيك محمد صلي الله عليه وسلم إلا ليتمم مكارم الأخلاق .

 

قصة الحب في الله :

 

يحكي أن في يوم من الأيام مرض لإمام أحمد ولازم الفراشه فجاء صديقه الإمام الشافعي لزيارته والإطمئنان عليه فعندما رأي الإمام الشافعي علامات المرض الشديد علي الإمام أحمد اصابه الحزن الشديد حتي مرض الشافعي أيضاً حزناً لمرض صديقه .. وعندما علم الإمام أحمد بذلك تماسك نفسه وذهب علي الفور لزيارة الإمام الشافعي في منزله فلما رآه الشافعي قال :

ﻣﺮﺽ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻓﺰﺭﺗﻪ
ﻓﻤﺮﺿﺖ ﻣﻦ ﺍﺳﻔﻲ ﻋﻠﻴﻪ
ﺷُﻔﻲ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻓﺰﺍﺭﻧﻲ
ﻓﺸُﻔﻴﺖ ﻣﻦ ﻧﻈﺮﻱ ﺇﻟﻴﻪ

ما أجمل الحب والتآخي في الله

 

قصة ليته كان جديداً :

 

كان أحد الصحابه رضوان الله عنهم علي فراش الموت وكان لا ينطق إلا بثلاث كلمات فقط ” ليته كان جديداً ” ثم يذهب في غفوه فيفيق بعد ذلك ليردد من جديد ” ليته كان بعيداً ” ثم يذهب في غفوه ثم يفيق ليردد : ” ليته كان كاملاً ” وبعد ذلك فاضت روحه، فذهب الصحابة رضوان الله عليهم إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم ليسألوه عن سر هذة الكلمات العجيبة، فقال لهم رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم : هذا الرجل كان يمشي في يوم من الأيام وكان يلبس ثوباً قديماً تحته ثوب جديد، وبينما هو في طريقة وجد مسكيناً يشتكي من البرودة وضيق الحال فأعطاه الثوب القديم، فلما حضرته الوفاه ورأي قصراً من قصور الجنه وقالت له الملائكة هذا قصرك، فقال : لأي عمل عملته ؟ فقالوا : لانك تصدقت ذات ليلة علي مسكين بثوب، فتذكر الرجل وقال : إنه كان بالياً فكيف لو كان جديداً ؟ ” ليته كان جديداً ” .

 

وكان يوماً ذاهباً إلي المسجد فرأي مقعداً يريد أن يذهب للمسجد فحمله حتي المسجد فلما حضرته المنيه رأي قصراً من قصور الجنه وقالت له الملائكة هذا قصرك فقال لأي عمل عملته؟ فقالوا : لأنك حملت مقعداً ليصلي في المسجد، فقال الرجل : لقد كان المسجد قريباً، فكيف لو كان بعيداً .. ” ليته كان بعيداً ” .

 
وفي يوم آخر كان يمشي ومعه رغيف وبعض رغيف فوجد مسكيناً جائعاً فأعطاه بعض الرغيف فلما حضرته الوفاه رأي قصراً من قصور الجنة فقالت له الملائكة هذا قصرك فقال لأي عمل عملته، فقالوا : لانك تصدقت ببعض رغيف علي مسكين، فقال الرجل : إنه كان بعض رغيف فكيف لو كان كاملاً ؟ ” ليته كان كاملاً ” .. قال تعالى : « لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّون » صدق الله العظيم 

 

شارك المقالة:
94 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook