المحتوى

قصة تحطم الطائرة وأكلي لحوم البشر

الكاتب: رامي -
كان روبرتو كانيسا وناندو برادو عضوين في طائرة سلاح الجو من طراز 571 بدولة أوروغواي ، وعندما سقطت الطائرة اضطر الناجون إلى اللجوء إلى أكل لحوم البشر ، هم و 17 من الركابالآخرين الذين كانوا أعضاء في فريق الرجبي بأوروغواي ، وكانوا جنبًا إلى جنب مع زملائهم في الفريق وأفراد الأسرة .

وعندما كانوا يسافرون فوق جبال الأنديز في طائرة مستأجرة للعب مباراة في شيلي ، لم يكن كانيسا وبرادو يتخيلون عندما استقروا في مقصورة الطائرة ، أنهم سيقضون 70 يومًا في درجات حرارة تحتالصفر في قمة الجبل ، بل أنهم أيضًا سوف يتناولون الطعام  من لحوم المحيطين بهم من البشر .

تحطم طائرة سلاح الجو أوروغواي 571 :
أدرك روبرتو وكانيسا لأول مرة الخطر الذي كانوا عليه أثناء عبورهم طريق ممر بلانكون ، حيث يقولا كنا نسافر في غطاء سحابي كثيف ، لدرجة أن الرؤية كانت تقترب من الصفر وتم إجبارنا على الطيران على طريقة الآلات الموسيقية ، ويبدوا  أن الطيارين أخطئوا في قراءة الإحداثيات ولم يروا سوى قمة جبل يرتفع أمامهم ،وهنا كان الأوان قد فات بالفعل وتحطمت الطائرة .

وفي ذروة الاصطدام اندلعت الأجنحة على الفور و اشتعلت بالنيران وقتل العديد من الركاب ، وظل الناجين الذين تقطعت بهم السبل في درجات الحرارة المتجمدة على قمة جبال الأنديز ، ولقد كان البرد هو المشكلة الأكثر إلحاحًا للناجين ، فلم يرتدي الفريق ملابس شتوية نظرًا لارتفاعات درجات الحرارة ببلدهم أوروجواي  ، وأدفأ ملابس كانت موجودة هي ستراتهم الرياضية .

ما أدي إلى أنهم كانوا يرتجفون حتى تدهورت عضلاتهم ، ومع ذلك قدمت الطائرة شبه المدمرة تغطية كافية لحمايتهم من الرياح الباردة المميتة ، وبعد البرد كان الظمأ هو أكبر مخاوفهم ، فعلى ارتفاعات عالية يصاب البشر بالجفاف بمعدل مرتين أكثر ممن يتواجدون على مستوى سطح البحر ، دون أن يدركوا ذلك في كثير من الأحيان .

ومع ذلك تمكن أحد أعضاء الفريق البارعين من إنشاء حوض مائي ، باستخدام الألمونيوم من الحطام لإذابة الجليد على الجبل لكن كان الجوع هو أسوأ مشكلة واجهتهم على الإطلاق ، ومع مرور الأيام دون وجود أي علامة على الإنقاذ ، شعر الناجون بأن الشهوات التي تم قمعها بسبب الصدمة والخوف تعود ببطء ، ومع نفاذ حصصهم الغذائية الصغيرة وجد ناندو برادو نفسه يحدق في ساق مصابة في الطائرة .

وبينما كان يحدق في الدم المجفف حول الإصابة ، شعر فجأة بارتفاع في الشهية الحيوانية للحوم لديه ، وبصرف النظر عن الطريقة التي وجد بها برادو  الأمر من الناحية الأخلاقية ، اشتعلت لديه الفكرة حيث يقول : ( لقد حدث شيء لم أستطع إنكاره ، لقد نظرت إلى اللحم البشري واعترفت به غريزيًا كغذاء) .

ناندو برادو يقول ما يفكر فيه الجميع :
في البداية كان الناجون الآخرون يشعرون بالخجل الشديد من الاعتراف بأفكارهم لبعضهم البعض ، ولكن مع استمرار العزلة في الجبال شديدة البرودة ، كان الموت قادم لا محالة وأدركوا جميعًا أنهم سيتعين عليهم اختيار البقاء على قيد الحياة عما قريب ، و أخيرًا  تطرق برادو إلى موضوع المحرّمات مع ناجٍ آخر ، وأثناء النقاش حول كيف أنهما أضعف من أن يحاولا التسلّق بأنفسهما دون تغذية .

أعلن برادو قائلًا : (هناك الكثير من الطعام هنا ، لكن يجب أن تفكر فيه فقط كلحم ) ، واعترف صديقه بهدوء قائلًا : لقد كنت أفكر في نفس الشيء ، فليساعدنا الرب وبعد أن أصبح الناجون المتبقون غير قادرين على تأجيل ما لا يمكن تجنبه ، انضم الناجون المتبقون وقدموا الإذن باستهلاك جثثهم ، إذا ما لقوا حتفهم في الجبل وبعد لحظات أخذوا أول لقمة من لحم الإنسان ، وكما أشار برادوا قائلًا لم أشعر بالذنب أو الخجل ، كنت أفعل ما كان علي فعله من أجل البقاء .

وقد تأكد الناجون من تحطم الطائرة بعد وقت طويل ، من عدم وجود أي دليل علي السعي لإنقاذهم وفي الواقع هذا ما حدث فعلًا ، فقد ألغت السلطات الأوروجوانية والشيليّة البحث عن الطائرة المفقودة بعد 11 يومًا فقط من تحطم الطائرة ، لأنهم اعتقدوا أنه كان من المستحيل على أيشخص أن يبقى على قيد الحياة ، لفترة طويلة في جبال الأنديز بدون طعام أو مأوى .

وعلى الرغم من أن بعض أفراد عائلة الفريق حاولوا مواصلة البحث ، إلا أن برادوا اعترف قائلاً  ” لقد أدركت في أعماقي دائمًا أنه علينا إنقاذ أنفسنا ” ، و بعد حوالي 60 يومًا من التحطم اقترب روبرتوكانيسا من ناندو برادو ، وقال ببساطة : لقد حان الوقت للذهاب وجنبًا إلى جنب مع ناجٍ آخر قد عاد لاحقًا إلى الحطام بعد أن نفذ الطعام ، بدئوا العمل الشاق ونزلوا إلى أسفل الجبل في محاولة يائسة لإعادة المساعدة .

وخلال الرحلة البائسة التي دامت 10 أيام ، أعلن برادوا لكانيسا أنه ربما كنا نسير إلى حتفنا لكننيأفضل أن أمشي لموتي من الانتظار حتى يأتي الموت لي ، فأجاب كانيسا  لقد مررنا بالكثير و الآن دعونا نموت معًا ، وفي نهاية رحلتهم لم يجدوا الموت بل وجدوا الأمل ، وفي 20 ديسمبر كانون الأولعندما كانوا بجانب النهر ، صاح كانيسا فجأة قائلًا : أرى رجلاً !”

رغم أن ناندو كان يعتقد في البداية أن صديقه كان يرى الخيالات ، لكنه سرعان ما سمع صوت إنساني لا لبس فيه فطلبا منه المساعدة ، وبالفعل وافق الرجل وذهب لاحضار المساعدة لهم ، وبعد عودته في اليوم التالي أتي بالطعام للناجين ، حيث ركب الرجل 10 ساعات للحصول على المساعدة في 22 ديسمبر ، ووصلت أول مروحية إلى موقع التحطم ومن بين 45 شخصا كانوا على متن الطائرة  نجا 16 شخصًا فقط .

ولقد تصدرت عمليات الإنقاذ المذهلة عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم ، و على الرغم من أن قصة بقائهم كانت معجزة ، إلا إنه سرعان ما طغت عليها تقارير أكل لحوم البشر ، وعلى الرغم من ردة فعل الجمهور في البداية بالرعب من أكل لحوم البشر ، فقد أعُلن أن الناجين لم يخطئوا حينما لجئوا فقط إلى أكل لحوم البشر للنجاة .

وقدم الفريق مؤتمًرا صحفيًا صريحًا و بدأوا بشكل ملحوظ يشرحون فيه مشاعر اليأس والخوف والموت الذي كان يحيط بهم ، ثم بعد أن تم ذلك توقف الغضب واتضحت الرؤية في المعاناة والأسباب وراء ذلك السبيل ، وهدأت الثورة عليهم واعتبرت الجماهير أن ما حدث كان أمرًا ضروريًا للنجاة ، ويقول روبرتو لا يمكنك أن تشعر بالذنب لقيامك بشيء لم تختر القيام به .

شارك المقالة:
64 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook