قصة تصبح على خير أيها الغول

الكاتب: رامي -
قصة تصبح على خير أيها الغول
جاء الليل والجميع في الفراش ، كذلك الطفلة ريم ذات العينان البنيتان ، تستلقي تحت البطانية بهدوء ، تخاف من الأحلام ، تقول أمها : الأحلام خيال ، عندما نفتح أعيننا تختفي في الحال ، ينظر أبوها إليها يداعب شعرها ، ويقبل وجنتيها .

ريم والغول :
تقول ريم  : أنتم لا تدرون ، يوجد غول أزرق له أنف برتقالي ، وعندما أغمض عيني  يدخل أحلامي ، ينزل والدها من الرف فلفول صديقها الفيل ، فتحتضن ريم الخرطوم الناعم تهدأ وتنام ، تصبحين على خير ياريما .

في الليل :
جاء الليل ، الجميع في الفراش ، وحده الفيل فلفول يستلقي تحت البطانية بهدوء وعيناه مفتوحتان ، فهو يخاف من العتمة كثيرًا ، وفي طرف الغرفة يراعه مضيئة تلمع وتنظر إليه ، يهمس الفيل فلفول وينادي اليراعة كي تنام ، إلى جانبه في الفراش ، هدأ فلفول ونام ، تصبح على خير يا فلفول .

الظل الأسود :
جاء الليل والجميع في الفراش ، فقط ضوء اليراعة مازال مشتعل ، تستلقي اليراعة تحت البطانية بهدوء ، تخاف من ظل أسود يظهر على الحائط ثم يختفي ، ثم يعود ويرقص ، ويغير شكله في أي لحظة ، اليراعة الشجاعة تلمع لمعان ضعيفًا ، تنادي الدمية رنيم ، تعانق رنيم اللطيفة اليراعة ، تضمها إلى جسمها الوردي ، داخل رنيم علبة موسيقى تغني ، واليراعة تطلب المزيد .

رنيم والليل :
خيط طويل خيط طويل ، مربوط في ظهري شديه واسمعي ، أنت أيضًا نشيد قلبي ، قلبي بسيط يردد منذ مئة سنة نفس النشيد ، ضمي جناحيك يا يراعة ، وأنيري بضوئك الناعم طريق الأحلام ، تصبحين على خير يا يراعة .

الساعة والأحلام :
الليل والجميع في الفراش ، فقط رنيم لا تستطيع أن تنام ، تستلقي مستيقظة وجميلة وخائفة ، منذ الذي يهمس هناك خلف الستار ، الساعة معلقة قبالتها على الحائط ، تريد رنيم أن تنام إلى جانبها ، تتدحرج الساعة فرحة ، وتحضنها بعقاربها ، تنتشر الساعة في أركان الغرفة ، تقفز الدقائق من مكان إلى مكان ، ولا يمكن أن نعرف الآن ، ان كان حقيقيًا أم من أحلام  هذا الزمان ، رنيم تنام ، تصبحين على خير يا رنيم .

الساعة والصوت الغريب :
جاء الليل والجميع نائمًا ، وحدها الساعة ظلت مستيقظة في السرير ، ولأنها أبدًا لا تستريح ، ولا لحظة واحدة ، فهي لا تستطيع أن تنام ، تبحث الساعة عن شخص يفسر لها ، كيف بالضبط ممكن أن ننام ، لكن جميع أصدقاؤها نائمون منذ وقت طويل ، فجأة سمعت صوتًا غريبًا ، في زاوية الغرفة يقف مرتجفًا ، غول أزرق ، تناديه الساعة بإلحاح ، لينام إلى جانبها في الفرا ش ، إلى جانب الساعة استلقى الغول ، يقربها من جسمه المرتجف ، نامت الساعة وهي تضحك ، تصبحين على خير أيتها الساعة .

ريم والغول الأزرق :
جاء الليل والجميع نائم في الفراش ، وحده الغول الأزرق ذو الأنف البرتقالي ، يستلقي مستيقظُا تحت البطانية ، من شدة الخوف لا يستطيع النوم ، يخاف من العتمة ، ومن ظل مشاكس ومن خشخشة غريبة في الستارة ، يخاف أن يتحرك وأن يتكلم وأن ينام ، فتسيل دمعة على خد أزرق وتبلل غطاء السرير ، وتلتقي بين الفيل واليراعة والدمية ، كف يد ريم … تمد ريم يدين حالمتين ، إلى بطن رخوة مدورة ، وتحضن في نومها بقوة ، الغول الأزرق ، تصبح على خير أيها الغول .

نهار يوم جديد :
يعلو الصبح تستيقظ ريم ، تطل أول خيوط النور ، لا تذكر ريم الآن أبدًا ، أنها حضنت في الليل الغول الأزرق ..

شارك المقالة:
71 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook