قصة تواضع عمر بن الخطاب

الكاتب: رامي -
قصة تواضع عمر بن الخطاب
يُروى من قصص التواضع المأثورة  في الإسلام ، عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه ، مرّ على المٌعلي بن الجارود ، فلقته امرأة من قريش ، فقالت له : يا عمر ، فوقف لها .. !.

امرأة قريش وأمير المؤمنين :
فقالت له : كنا نعرفك مرة عميرًا ، ثم صرت بعد عمير عمر ، ثم صرت بعد عمر أمير المؤمنين ، فاتق الله يا بن الخطاب ، فانظر في أمور الناس ، فإنه من خاف الوعيد ، قرب عليه البعيد ، وما خاف الموت ، خشى الفوت .

خولة بنت حكيم :
فقال لها المعلى : إيهًا إليك يا أمة الله ، لقد أبكيت أمير المؤمنين ، فقال له عمر : أتدري من هذه ، ويحك ! .. هذه خولة بنت حكيم ، التي سمع الله قولها من تحت سمائه ، فعمر أحرى أن يسمع قولها ، ويقتدي بها .

تواضع عمر بن الخطاب :
وروي الفضل بن عميرة ، أن الأحنف بن قيس قال : قدم على عمر بن الخطاب وفدٌ من العراق ، فقدموا عليه في يوم صائف شديد الحر ، وهو محتجز بعبائته ، ملتف بها ، يهنأ بعيرًا من أجل الصدقة : أي يدهنه بالهناء وهو القطران ، فقال : يا أحنف دع ثيابك وسلم ، فأعن أمير المؤمنين على هذا البعير فإنه  من إبل الصدقة ، فيه حق اليتيم والأرملة والمسكين ، فقال رجل : يغفر الله لك يا أمير المؤمنين ، فهلّا تأمر عبدًا من عبيد الصدقة يكفيك هذا ؟

فقال عمر : يا ابن فلان ، وأيٌ عبدٍ هو أعبد مني ومن الأحنف هذا ؟ إنه من ولى من أمر المسلمين شيئًا فهو عبد للمسلمين ، يجب عليه لهم ما يجب على العبد لسيدة من النصيحة وأداء الأمانة .

تواضع الأمين والمأمون :
كان الكسائي يؤدب الأمين والمأمون ، ابني هارون الرشيد ، فأراد يومًا النهوض من عندهما ، فابتدرا إلى نعله ليقدماه له ، فتنازعا أيهما يقدمها له ؟ فاصطلحا على أن يقدم كل واحدة منهما فرده منها ، فلما رفع الخبر إلى الرشيد وجه إلى الكسائي من يحضره ، فلما دخل عليه ، قال له : من أعز الناس ؟.

قال : لا أعلم أعزّ من أمير المؤمنين ، قال : بلى ! إن أعز الناس من إذا نهض تقاتل على تقديم نعليه له ، وليا عهد المسلمين ، حتى يرضى كل منهما أن يقدم له فردة منها .

فأخذ الكسائي يعتذر حاسبًا أنه أخطأ ، فقال الرشيد : لو منعتهما عن ذلك لأوجعتك لومًا وعتبًا ، ولألزمتك ذنبًا ، وما وضع ما فعلا من شرفهما ، بل رفع من قدرهما ، وبين عن جوهرهما ، ولقد تبنت مخيلة الفِراسة بفعلهما .

فليس يكبر المرء ، وإن كان كبيرًا ، عن ثلاث : تواضعه لسلطانه ، ولوالديه ، ولمعلمه ، ثم قال : وقد عوضتهما مما فعلا عشرين ألف دينار ، ولك عشرة آلاف درهم على حسن تأديبك لهما ، فهكذا يكون عطاء الملوك .

تواضع المعتصم بالله :
يروى أيضًا عن المعتصم بالله انفرد عن أصحابه ، في يوم ممطر ، فبينما هو يمسي إذ رأى شيخًا معه حمار عليه شوك ، وقد توحل الحمار ووقع الحمل ، وهو ينتظر من يمر عليه ويساعده على رفع الحمل ، فنزل المعتصم بالله عن دابته وخلّص الحمار ، ورفع معه الحمل عليه ، ثم لحقه أصحابه ، فأمر لصاحب الحمل بأربعة آلاف درهم ، فهكذا يكون تواضع الملوك وحسن صنيعهم .

شارك المقالة:
79 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook