قصة ثمرة التواضع

الكاتب: رامي -
قصة ثمرة التواضع
"في إحدى القرى الهندية القديمة كان هناك شاب فقير يدعى راجيف ، كان فقيرًا جدًا لدرجة أنه لم يستطيع الزواج لضيق حاله ، وكان يعمل بجد واجتهاد شديدين ، كان يعمل في كل شيء ولا يسأل أبدًا عن أجرته ، واعتاد أن يأخذ ما يعطيه له صاحب العمل ، ولا يرفض أي نوع من الأعمال أبدًا حتى لو كانت عملًا شاق .

فكان الجميع يفضلون راجيف للعمل عندهم ، اعتاد راجيف أخر كل يوم بعد انتهاء العمل الشاق ، وقبل أن يعود للمنزل أن يأخذ حمامًا في النهر ، ويقوم بزيارة المعبد ؛ ليشكر الإله الذي يعبده هناك.

وفى يوم من الأيام شعر راجيف بأن الإله متعب ، وغير قادر على تحمل دخان البخور الذي يملأ المكان ، ويصعب عليه تحمل كل أكاليل الورود التي على صدره ، فقال للإله يبدو أنك متعب اليوم ، لم لا تأتي معي إلى البيت لكي أخدمك وأقدم لك الطعام اللذيذ ، ابتسم الإله على بساطة راجيف ونظافة قلبه الطيب ، فاندهش راجيف لرؤية الإله يبتسم ، وفى تلك الأثناء قال له الإله : عد إلى البيت وأعد لي الطعام ومن ثم تعالى لتأخذنني معك .

شعر راجيف بالفخر والسعادة لأن الإله تكلم معه ، بالرغم من كل ذلك الحشد الموجود بالمعبد ، وبالفعل ذهب راجيف إلى منزله وأعد الطعام للإله ، وبعدها خرج ليحضره من المعبد ، وأثناء خروجه من منزله قال له رجل كبير في السن : يا بني إنني جائع ولم أكل من فترة طويلة ، هلا أعطيتني بعض الطعام ؟

فقال له راجيف تعالى معي واصطحبه إلى منزله ، وقدم له من الطعام الذي أعده ، وبعد أن فرغ العجوز من الأكل دعي له بالخير والرخاء وانصرف ، بعد ذلك هرع راجيف مرة أخرى لدعوة الإله لمنزله ، ولكن قابلته سيدة مسنة وقالت له : يا بني إني جائعة وليس في بيتي طعام ، هل يمكنك أن تطعمني مما لديك من طعام ؟

فأطعمها راجيف أيضًا من طعامه وبعدها انصرفت وهي تدعي له بالخير والزيادة ، خرج  راجيف مرة أخرى ليحضر الإله إلى منزله ، ولكن تلك المرة قابله صبي يتيم ، وقال له عمي إنني جائع وليس لي مكان أبيت فيه ، فأشفق راجيف صاحب القلب الطيب على الصبي وأطعمه من طعامه ، ودعاه للمبيت معه في منزله .

ولكن الصبي انصرف بعد أن أكل وشرب من طعام راجيف ، فخرج راجيف مسرعًا إلى المعبد لإحضار الإله ، وحينما وصل هناك اعتذر كثيرًا للإله على تأخره عليه ، فقال له الإله : لا داعي للاعتذار راجيف لقد أطعمتني بالفعل ، فاندهش راجيف وقال له : كيف هذا إنك لم تحضر معي إلى منزلي حتى الآن .

فقال له الإله : لقد أطعمت اليوم اثنين من كبار السن ، وبعدهم صبى يتيم وهم في الواقع كلهم أنا ، إنك شاب رائع يا راجيف وأنا حقًا سعيد بك ، اندهش راجيف من ذلك وأصر أن يأتي معه الإله إلى منزله ؛ لكي يباركه وبالفعل ذهب معه الإله ، ولكن لم يكن هناك طعام فأحضر راجيف بعض الفاكهة وقدمها للإله ، سعد راجيف جدًا بزيارة الإله الذي دعا له بالخير العظيم .

ومن ناحية أخرى علم ملك القرية ، بأن الإله ذهب إلى بيت راجيف فشعر بالغيرة من ذلك حيث أن الإله ذهب إلى بيت راجيف ولم يحضر إلى بيته وهو الذي أنفق الكثير من المال لتجديد المعبد ، فذهب ملك القرية إلى الإله يطلب منه أن يحضر إلى منزله ويأكل معه ويباركه مثلما فعل مع راجيف ، فقال له الإله اذهب إلى بيتك وأعد الطعام لي وبعدها تعالى لتأخذنني .

فذهب ملك القرية إلى بيته ، وأعد مأدبة عظيمة من كل أصناف الطعام الشهي والفاكهة المختلفة ، وبعد تجهيز الطعام خرج مالك القرية لإحضار الإله ، وبينما هو سائر قابله رجل مسن وطلب منه بعض الطعام وتوسل إليه أن يعطيه من طعام بيته ، لكن الملك غضب منه ووبخه أن لا يتسول في القرية ولم يطعمه .

وفي طريقه أيضًا قابل سيدة مسنة طلبت منه الطعام والشراب ؛ لأنها مريضة ولا تستطيع العمل لتحصل على طعامها ، لكنه تجاهلها ومضى في طريقه غير عابئ بها ، كما قابل صبى صغير قال له أنه يتيم وتوسل إليه أن يحضر له الطعام والمأوى ، لكنه تركه ومضى إلى المعبد .

وحينما وصل إلى هناك دخل المعبد لإحضار الإله ، وقال له إن الطعام جاهز وقد جئت لأخذك معي كما وعدتني ، فقال له الإله لقد ذهبت إلى بيتك بالفعل ولكنك لم ترحب بي ، فأنا الرجل العجوز وأيضا المرأة المسنة والصبي اليتيم ، الذي رفضت أن تطعمهم وتؤويهم جميعًا .

لقد تصرفت بوقاحة شديدة أيها الملك ، وبعدها اختفى الإله من أمامه وهو غاضب ،  فشعر ملك القرية بالأسف على سلوكه السيئ ، وأدرك خطأه ومن وقتها أخذ تعهد على نفسه بمعاملة الناس بالحسنى ، والسعي في خدمة الضعفاء والمساكين مثل راجيف .

"
شارك المقالة:
54 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook