يحكي أنه في أحد الأيام ، قالت زوجة جحا له : خذ هذا الحرير يا جحا وبعه لنا في السوق ، فرد عليها جحا قائلًا : اطمئني فإني سوف أذهب للسوق لبيعه ، وسوف آتي لك بثمن كبير ثمن له .

السوق:
ذهب جحا في اليوم التالي ، إلى السوق بنية بيع الحرير ، ووقف في السوق ينادي على الحرير ، فأراد أهل الطمع أن يشتروا منه الحرير بثمن بخس ، فدبروا له حيلة .

الحيلة:
فقال أحدهم لجحا ، يا جحا هذا الحرير رديء جدًا ، ولا يستحق هذا الثمن الذي تطلبه ، وعلى مقربة من جحا ، وقف اثنان منهم يتهامسان وقالا : إن الحرير الذي يبيعه  جحا ، حرير ممتاز ، ولكن هيا بنا نضحك عليه ونشتريه منه بثمن قليل ، لعلنا نفوز به ، فتقدما إليه ، وقال أحدهما : يا جحا هذا الحرير رديء ، وحجمه قليل ، وقال الآخر : هيا يا جحا وافق على بيعه لنا ، قبل ألا تجد له مشتري .

ذكاء جحا وحيلته :
أدرك جحا غاية التجار ، فقال في نفسه ، ما دام يلحون في شراؤه هكذا ، فيجدر بي أن أعاملهم بنفس معاملتهم ، فعاد جحا إلى البيت ، وقال لزوجته هاتي الأحذية القديمة التي عندك بسرعة ، فتعجبت زوجته واندهشت كثيرًا ثم قالت : أراك قد عدت بالحرير يا جحا ، ما الخبر يا جحا ، قال : سأدبر أمرى مع هؤلاء الطماعين ، فلا تقلقين ، فقامت زوجة جحا بجمع الأحذية القديمة التي لديها ، وفك جحا لفة الحرير ، وشرع بوضع الأحذية القديمة داخل الحرير .

فسألته زوجته متعجبة : ولماذا تفعل ذلك يا جحا ، قال لها : لكي يصبح لفة كبيرة ، ثم أعاد جحا لف الحرير ، وبداخله الأحذية ، وربط عليه جيدًا ، فصار كأنه مغزل كبير من الحرير ، وقال : هكذا سوف أستطيع أن أحصل على ثمنه الحقيقي .

بيع الحرير:
ثم عاد جحا مرة أخرى ، إلى السوق ، فلما رآه التجار مرة أخرى ، تجمعوا حوله ، ثم قدم له أحد التجار ثمنا قليلًا جدًا ، وقال آخر لجحا : يا جحا ، هذا النوع من الحرير غير مطلوب ، فوافق على بيعه له ثم قال تاجر غيره : اننا لا نستطيع يا جحا الشراء منك بأكثر ، من ذلك الثمن الذي حدده لك .

ففكر جحا وقال في نفسه هذا الثمن بالنسبة إلى الحرير والأحذية القديمة مناسبا جداً ، ثم قال للمشتري هيا أخرج من كيسك وعد الثمن ، فشك التاجر المشتري في جحا ، أيعقل أن يبيع جحا كل هذا الحرير وكل هذه الكمية بهذا الثمن القليل فقط .

فسأل التاجر جحا : هل هذا الحرير شغل أهل بيتكم ؟ ، فأنا أخشي أن يكون به شيء ،
فقال له جحا بكل جدية : نعم فيه أحذية  ، ضحك المشتري وقال : يا لك من رجل مهزار ،
وقال الآخر : أحذية في الحرير ، ثم ضحك ، أخرج المشتري كيسه ، وأخذ يعد نقوده ، وأخذ الحرير من جحا وهو مسرور .

عتاب وغضب:
وعندما فحص المشتري الحرير ، وحله من اللف رأى فيه أحذية كثيرة بالفعل ، فذهب لبيت جحا بالبضاعة المشتراه ، وقال له : يا جحا أيليق بك أن تقول لي ، ليس في الحرير شيء وتغشني .

جحا يلقنه درس :
فرد عليه جحا ضاحكًا وقال : لو كنت دفعت لي ، الثمن الحقيقي للحرير ، ولم تحاول خداعي ، والعمل على أخذ الحرير مني بالحيلة ، بعد أن بذلت فيه زوجتي نور عينيها ما فعلت ذلك معك ، وأنا بالفعل قلت لك فيه أحذية ، فلم أغشك وأنت قد اشتريته على حاله.

من نوادر حجا .