كان لجحا أرض يحرتها ويزرعها ، ويفرح كلما رأى حبة القمح التي بذرها ودفنت في التراب ، تخرج سنبلة صغيرة تكبر وتكبر وتكبر ، تمتليء بحبات كبيرة تصير صفراء ، وترفض مع أخواتها السنابل يلاعبها الهواء .

جحا في الصيف :
وفي الصيف كان يحصد السنابل بالمنجل ويكومها ثم يلف كل كومة بحبل ويحملها إلى البيدر للدارس وكان يحصد ويغني ويسلي الحاصدين ، وفي الليل كان يسهر مع أصحابه على البيادر يحكون حكايات .

القمر يمشي :
مرة كان جحا راجعًا في الليل ، من السهرة على البيدر ، كان يغني ويتطلع إلى السماء ، إلى النجوم ويتطلع إلى السماء مرة أخرى .. وإلى النجوم والقمر ، تعجب جحا : القمر يمشي معه !

القمر يقلد جحا :
وقف جحا فوقف معه القمر وقال : هذا القمر يلعب معي ! صار جحا يمشي في خط متعرج ليصعب على القمر لكن القمر يقلده تمامًا ، قال جحا للقمر: تعال نتسابق ، ركض فركض معه ، لكن جحا وهو ينظر كل الوقت إلى السماء عثرت رجله بحجر وقع توجع ، ولكنه قام بسرعة ، ثم قال : لا أريد أن يقع القمر معي اعتذر للقمر ، وسأله : هل توجعت  !

حجا وصاحبه والشمس والقمر :
كان القمر يلمع مبتسمًا ، ثم قال لجحا : أنت شجاع مثلي أنا وقعت وما همني ، واستمر جحا بتطلع بالقمر ، مشي إلى وراء ، ثم مشى معه القمر إلى الوراء ، يومين سأله صاحبه : يا جحا ما الأقوى الشمس أم القمر ؟ وقال جحا : طبعًا القمر ، سأله صاحبه : كيف يا جحا ، أجاب جحا : لأن القمر يطلع بالليل ، هو شجاع أما الشمس تطلع بالنهار فهي جبانة وتخاف من العتمة !

جحا والكلب الصغير :
فكر جحا : هذا القمر يلحقني إلى البيت فهل هو جوعان ؟ تذكر كيف لحقه قبل شهر كلب صغير ، تطلع إليه بحزن ، صار يحك فروته برجله ، كان الكلب جوعان ، ودخل مع جحا إلى بيته أطعمه حجا ، قال له : هل تحب أن تكون صديقي ، وتعيش معي في بيتي ؟ .. هز الكلب ذيله بفرح ، والتصق بساق جحا ، وقال جحا : أنا اسمي جحا وأنت ؟ وقال جحا : تقول اسمك أصيل ! تشرفنا ، هذا بيتي وبيتك .

فكر جحا : هذا القمر مثل كلبي أصيل ، جوعان ! فقال جحا للقمر : تعال معي لتتعشى ، تعال أعرفك على أصيل ، لا أربطك بحبل ولا أحبسك بقفص ، لا لابد أن تعرف حكايات كثيرة نتسلى بها .

جحا والقمر وبئر الماء :
وصل جحا إلى بئر الماء ، كان هناك سطل مربوط بحبل طويل عند باب البئر ، ، قال : أغسل يدي وأشرب ، مسك الحبل ، وحنى جسمه فوق باب البئر ورمى السطل لينشل الماء ، صاح : آه .. مسكين هذا القمر ! وقع في البئر ، كيف كيف لم أنتبه ، القمر يلمع في البئر لكن وجهه تجعد ، فقال جحا : شد يا جحا .. اسحب .. اسحب ، ولكن الحبل توقف ، القمر ثقيل ! شد يا جحا شد ..! السطل علق بحجر كبير في حائط البئر ، شد جحا بقوة ، وهو يرجع إلى الخلف ، قال : يا قمر لا تهتم أنا أسحبك ، وأسحب الأكبر منك .

محاولات جحا لإنقاذ القمر :
ظل جحا يشد الحبل ويحني جسمه إلى الخلف ، شد أكثر وشد أكثر ، فلت السطل ووقع جحا منبطحا على ظهره ، صاح : آآآخ ، يا رأسي .. أغمض عينيه من الوجع ، وبعد قليل فتح عينيه ، تطلع إلى السماء .

عظيم يا جحا :
هييييه القمر عاد إلى السماء ، عظيم يا جحا عظيم ! صحيح أنا توجعت لكني نشلت القمر من البئر ، نجيته من الغرق ، اسمع يا قمر ، انتبه في المرة القادمة ، يمكن أن لا أكون معك .. من ينجيك ! .. وقف جحا نفض التراب عن ثيابه وقال الحمد لله على سلامتك يا قمر مشى إلى البيت وعاد القمر يمشي معه ، هل هو جوعان ! يريد أن يتعشى أم يريد أن يتعرف على جحا وكلبه أصيل .