كثيرًا ما نتقاتل على أشياء صغيرة لا تستحق عناء الصراع ، ومع مرور الوقت تتضخم وتأخذ حيزًا أكبر مما تستحق ، الأمر الذي يجعل حلها أمرًا ليس بالسهل اليسير ، لذا يجب علينا محاولة إيجاد الحلول قبل تفاقم المشكلة وتعقدها ، ولعل الحل الأمثل يمكن في تغيير تلك النظرة التي ننظر بها إلى المشكلة .
ذات مرة كان يعيش في إحدى القرى البعيدة شقيقين متجاورين ، كان الأخ الأكبر يدعى جيمي أما الأصغر فيدعى جاكسون ، اعتاد الاثنان العيش في حب وسعادة بجوار بعضهما البعض ، فقد كان كلاهما يمتلك مزارعًا بجوار الأخر ، ولمدة أربعين عامًا اعتاد الأخوان العيش بسعادة وسلام ، وهم يتبادلون الآلات الزراعية والعمالة والتجارة .
ولكن في أحد الأيام وقع سوء تفاهم صغير فيما بينهما ، ولأنه لم يحل على الفور تطورت المشكلة ، ودخلا في صراع كبير مع بعضهما حتى وصل بهما الأمر إلى أن تلفظا بكلمات نابية ، تجرح كل منهما و بالطبع أدى ذلك إلى خصومة كبيرة فيما بينهما ، ومما زاد الأمر سوءًا أنهم توقفا تمامًا عن التحدث إلى بعضهما ، ولم يحدث بينهما أي تواصل منذ ذلك الحين .
وفي أحد الأيام طرق نجار باب الأخ الأكبر جيمي وقال له أنا أبحث عن عمل ما أتقوت منه ، ربما يكون لديك بعض الوظائف الصغيرة التي تناسبني ، رجاءً إذا كان لديك أي عمل صغير هنا أخبرني فقد أتمكن من مساعدتك في القيام به ، ففكر الأخ الأكبر وقال له : نعم لدي وظيفة لك ! وقال له : انظر إلى هذا الجدول الذي يسير به الماء ، فنظر النجار ناحية الجدول المنسدل .
فقال له جيمي : في الناحية الأخرى من الجدول أرض أخي الأصغر جاكسون ، أريدك أن تبني سياجٌ خشبي على حدود أرضي من ناحية أخي لكي لا أراه ولا يعبر عندي ، فوافق النجار وقال : أعتقد أنني أفهم ما تريد ولكنني أحتاج إلى بعض المسامير والأشياء الأخرى التي تعينني على اتمام هذا العمل .
فكان علي الأخ الأكبر جيمي أن يذهب إلى المدينة ، لإحضار بعض الأدوات التي يحتاجها النجار كي يتمكن من بناء السياج بينه وبين أخيه ، وبالفعل دار جيمي في أنحاء المدينة بحثًا عن طلبه حتى وجده ، وبعد غروب الشمس عاد إلى أرضه ولكن لم يكن هناك أي سياج ولا حتى جزءٌ بسيط منه ، فلم يقم النجار بعمل شيء مما طلبه .
ولكن على مرمى البصر وجد جسرًا جميلًا يمر من فوق الجدول ، ويربط بين أرضه وأرض أخيه الأصغر ، كان جسرًا خلابًا به قطع من الدرابزين الخشبية التي تمكنه من الصعود عليه بسلاسة ويسر ، فصعد عليها كي يتبين سر وجود الجسر ، وهناك استطاع أن يرى أخيه عن قرب في نهاية الجسر .
فاقترب منه وهو يمد يده له ويقول : بعد كل ما قلته وما فعلته لك ما زلت تبني هذا الجسر الجميل ليربط بيننا ؟ كم كنت مخطئًا في حقك ثم تصافحا الأخوان ، وتعانقا سويًا وهنا فطن جيمي إلى أن النجار هو من بنى ذلك الجسر بدلًا من السياج .
فالتفت يبحث عنه وإذا به يراه وهو يهم بالانصراف مبتعدًا ، فصاح يناديه كي ينتظر لأن لديهم الكثير من الأعمال من أجله ، ولكن النجار قال له : أحب أن أبقى ولكن لدي العديد من الجسور لبنائها .
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
العربية
