قصة جلباب أبيض

الكاتب: ولاء الحمود -
قصة جلباب أبيض

قصة جلباب أبيض.

 

تبدل نعاسي لسعادة غمرتني حملتني من الفراش الي ارض الغرفة، ربت ابي علي ظهري ورفع راحتيه الي السماء وراح يتمتم بكلمات، ابتسم لي واتجه ناحية الدولاب، دس يده ثم اخرج جلبابي الناصع البياض والطاقية البيضاء، توضأ ابي ففعلت مثله، ولبس كل منا جلباباً ابيض وطاقية بلون الجلباب، اعطاني ابي مسبحة صغيرة وامسك هو بمسبحته وعصاه الطويلة وفي الشارع قالي الي والدي والجو بارد والظلام باهت : الصلاة خير من النوم، امسك بيدي وراح يخبط بعصاه علي الابواب ويهتم بصوت منغم : الصلاة يا نائمين الصلاة .. الصلاة يا عباد الله .. نسمات الهواء الجميلة تداعبنا ونحن نمر علي منازل الحارة منزلاً منزلاً، وابي يهتم باسم اصحابها، ويقرأ آيات من القرآن الكريم ثم لا يلبث ان يخرج الرجال الواحد بعد الآخر .

 

وفي المسجد الجميع قيام ركوع وسجود، وقفت بجانب ابي انظر اليه وافعل مثله، احياناً اسبقة في الركوع او السجود انظر الي فمه فأجد سفتيه تتمتم ولكن لا اعرف ماذا نقول، احاول تحريك شفتي مثله واتمتم بكلمات لا افقه لها معني، وتشدني عبرات ودموع تتساقط من اعين ابي، فاقف حائراً ثم تتجول عيناي بين المصلين، اجدهم علي رؤوسهم الطير إلا من تمتمات تعلو وتنخفض وصوت شيخ يقف في الامام .

 

وعندما سجدنا رأيت نفسي اخرج من البيت وبيدي عصا ورحت ادور علي البيوت انادي علي اصحابي هاتفاً : الصلاة يا نائمين الصلاة، احسست بيد تمتد وترفعني ، كان ابي وعندما خرجنا قبلني بابتسامة ناعمة قائلاً : إن صلاة الفجر لها ثواب عظيم عند الله ولأنك ايضاً صغير، قلت له سأذهب معك كل يوم يا ابي وستنادي انت علي الكبار اما انا فسوف انادي علي اصحابي الاطفال، تورد وجهه وتمتم إن شاء الله يا بني وبدأ ابي يعلمني في طريق العودة الي المنزل معني الكلمات التي يتمتم بها وكيفية قراءتها حتي استطيع الصلاة بشكل صحيح في اليوم التالي ان شاء الله .

شارك المقالة:
102 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook