قصة جورج باروت

الكاتب: رامي -
قصة جورج باروت
يمكن أن نقرأ كثيرًا ، بشأن أطباء قاموا بالتعدي على مرضاهم ، أو من يسرقون جثثًا من المقابر منهم ، بغرض عمليات التشريح والفحص وغيرها ، ولكن أن يسرق طبيب جثة شخص ، من أجل أن يحوله إلى حذاء يرتديه!! هذا هو الغريب .

جورج باروت هو مجرم محترف ، لا يعرف عنه الكثيرون شيئًا عن حياته السابقة ، أو نشأته بوجه عام ، فربما لم يرتكب من الفظائع ، ما يجعله مجرمًا شهيرًا ، أو سفاحًا يركض الصحافيون لمعرفة نشأته وبداياته ، التي أثرت على طبيعته الفطرية .

ولكن أهم المعلومات بشأن هذا الرجل ، هو أنه أميركي الجنسية ، وعاش في فترة القرن التاسع عشر ، حيث ترأس إحدى عصابات السرقة وقطع الطرق ، وفي إحدى المهام الفاشلة لسرقة قطار ، تابع لشركة خاصة ، قامت الصحف بالكتابة عنه ، من أجل التهكم والسخرية فقط .

ولكن تلك المحاولة دفعت عمدة مقاطعة وايومينج ، وصديقه التحري الخاص ، لدى الشركة واسمه هينري فينسينت ، بمطاردة باروت وتشكيل عصابته ، ومحاولة إلقاء القبض عليه ، وتقديمه للعدالة.

إلا أن محاولاتهما معًا كانت قد باءت بالفشل الذريع ، في إلقاء القبض على الباروت الذي أجاد التخفي ، عن أعينهما ولكنهما كادا أن يمسكا به ، عندما طارداه في منطقة بالقرب من جبل إيلك ، ولكن علم باروت من رجاله بقدومهما ، وتمت المواجهة وأردى باروت العمدة والمحقق قتيلان ، بعد أن أمطرهما بسيل من الرصاص ، ثم أخفى هو ورجاله الجثتين على عجل ولاذوا جميعًا بالفرار .

لم تلبث أيامًا معدودة ، حتى عثر رجال الشرطة على الجثتين ، وقاموا بوضع مكافأة كبيرة لمن يدلي بأية معلومات بشأن باروت ، أو يأتي برأسه ، وعلى الرغم من حجم المكافأة التي وصلت ، إلى عشرين ألف دولار ، في هذا الوقت ، إلا أن باروت عاش بشكل جيد ، لبضعة أعوام أخرى ، لم يستطع فيها أحدهم أن يلقي القبض عليه ، ولكن لكل جواد كبوة ، وكانت كبوة باروت كأس من الخمر .

في إحدى الليالي توجه باروت إلى إحدى الحانات ، وقام باحتساء الخمر برفقة صديق له ، وظلا يتناولان الخمور حتى أذهبت عقليهما ، وأثناء تلك الجلسة تحدث باروت عن كيفية قتله للعمدة والمحقق ، فقام أحد الحضور بالإبلاغ عنه ، وألقي القبض عليه ولم يستفق سوى وهو ملقى بالسجن .

ظل باروت داخل محبسه لبضعة أيام ، وحكم عليه بالإعدام شنقًا ، وفي هذا الوقت لم يكن قد تم تنفيذ الحكم ، فقام باروت بمحاولة للهروب ، فطعن الحارس بمطواة وخرج هاربًا ، ولكن صراخ الحارس أتى بزوجته ، التي هددت باروت ببندقيتها ، فعاد إلى السجن مرة أخرى .

علم سكان المنطقة بما فلعه باروت ، فواجه غضبًا شعبيًا ، دفع السكان لاقتحام محبس باروت ، وسحبوه وقاموا بشنقه على أحد أعمدة التلغراف ،لم تنتهي قصة باروت هكذا ، بل انتقل باروت لحياة أخرى عقب موته! فبدلاً من دفن جثة باروت ، قام أحد أطباء التشريح ويدعى جون أوزبورن ، بالحصول على جثة باروت ، نظرًا لأنه بلا عائلة تتسلم جثته ، وقام أوزبورن بإهداء جمجمة باروت إلى مساعدته ، ليليان هيلث التي كانت تبلغ من العمر ، خمسة عشر عامًا في هذا الوقت .

حصلت ليليان على الجمجمة وقامت بفصل الجزء العلوي منها ، وتخلصت من الآخر ، لتستخدم الجزء العلوي من الجمجمة، كمطفأة سجائر ، ومسند للباب ، ومكانًا لوضع الأقلام على مكتبها .

بينما قام أوزبورن ، بما هو أكثر فظاعة من ذلك ، فقام بسلخ جلد باروت ، بعد أن قام بعمل قناع لوجهه كما هو سائد ، في تلك الفترة ، وذهب بجلد باروت إلى أحد صانعي الأحذية ، وطلب منه أن يصنع له حذاء ، من هذا الجلد وقام الرجل بالفعل ، بصناعة زوج من الأحذية ، مستخدمًا فيهما جلد باروت البشري !

كان أوزبورن يتجول ، ويقوم بحضور المناسبات الخاصة ، وهو يرتدي حذائه البشع ، المصنوع من جلد باروت ويذهب به هنا وهناك ، حتى أنه قد حضر به ، حفل تنصيبه حاكمًا لولاية وايومينغ .

مضت الأعوام ومات أوزبورن ، وعثر الناس في عام 1950م ، على باقيا أشلاء باروت موضوعة فيبرميل وتم حفظها بالملح ، فورًا تذكروا قصة باروت ، والحذاء المصنوع من جلده ، وبالطبع ذهبوا إلى مساعدة أوزبورن ليليان هيلث ، التي قدمت لهم الجزء العلوي من جمجمة باروت ، وبالمضاهاة علم الجميع ، أن البقايا لباروت بالفعل ، تم جمع أشلاء باروت وحفظها ، بعدد من المتحف حيث تفرقت أشلائه ، ويمكنك أن تجد أيًا منها في المتحف ، عند زيارتك لمقاطعة كاربون في ولاية وايومينغ .

شارك المقالة:
69 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook