قصة حامل الكفن ينقذ اللورد

الكاتب: رامي -
قصة حامل الكفن ينقذ اللورد
تدور أحداث القصة عن إحدى الظواهر الخارقه للطبيعة ، والتي حيرت العلماء في تفسيرها ، وتحديدًا بفندق جراند أوتيل بباريس ، مع اللورد دوفرين الذي نجا من حادث فظيع كاد أن يودي بحياته ، بسبب وجه شبح رآه منذ عشرة أعوام مضت .

بداية القصة :
يحكي أنه في عام 1898م ، قد أقيم أول وأضخم حفل استقبال دبلوماسي ، بباريس تحديدًابجراندأوتيل ، وقد تجمع عدد ضخم من الدبلوماسيين وكبار رجال السفارات ، عند أحد المصاعد في انتظار أن تحملهم لقاعة الاستقبال ، وكان من بينهم لورد دوفرين السفير البريطاني بباريس .

وعندما وصل إلى المصعد ، وقبل أن يخطو الخطوة التي ستقوده إلى المصعد ، توقف وقد شحب وجهه بل ومد يده لمنع سكرتيره للمضى إلى المصعد ، ثم استدار مبتعدًا وقد بدى عليه الاضطراب الشديد .

واندهش جميع من حوله من تصرفه الغريب وعلت الهمهمات ، وعندما أغلق باب المصعد ، كان حاملًا معه اثنتي عشر رجلًا كانوا يمضون لإلى حتفهم ، وهكذا أنقذ اللورد دوفرين نفسه ومن معه من مصعد الموت ، والسبب في ذلك يرجع إلى انه رأى داخل المصعد وجها ، وكانت ذكرى ذلك الوجه تطارده منذ عشرة أعوام  ، كان وجها قبيحًا ممسوخًا مشؤمًا ينبض منه الشر ، وقد رأى لورد دوفرين ملامح تلك الوجه على شبح من الأشباح في الماضي .

منذ عشرة أعوام مضت :
لم يكن اللورد دوفرين رجلًا عاديًا ، بل كان شخصية هامة ومرموقة ، فكان يعمل حاكمًا في كندا ، ونائبًا للملك فى الهند ، وسفيرًا لبلاده فى روما وفي موسكو ، وكان طوال حياته ينكر بشدة أى ظاهره من الظواهر الخارقه للطبيعة والأشباح ، أو كان تفكيره هكذا حتى عام 1888م عندما رأى ذلكالوجه القبيح لأول مرة منذ عشرة أعوام مضت ولم يفارق مخيتله أبدًا .

في عام 1888م جاءت دعوة إلى اللورد دوفرين من أحد أصدقاءه للنزول عليه بقصره بريف ايرلندا ، وبالفعل قام دوفرين بتلبية الدعوه وسافر إلى هناك ، وفي مساء يوم 14 يونيو ذهب دوفرين إلىفراشه ، ولكن أصابه أرق منعه من النوم ليلتها ، ولكنه غفى عند منتصف الليل غفوة لم تدم طويلًا ، فقد استيقظ منها على فجأة ، ليجد تغيرًا ملحوظًا في جو الغرفة ، أحس بأن جو الغرفة كما لو انه مشحون بطاقة كهربائية شديدة .

أول ظهور للشبح :
كان ضوء القمر المنعكس على جانب من الحديقة المغطي بالحشائش ، والذي يلقي بانعكاسه على الاشجار الكثيفة من خلفه ، ميز دوفرين صوت أنين ممطوط وسط أصوات الريح ، فنهض من فراشه واتجه إلى النافذة المطلة على الحديقة وفتحه وخرج منه إلى الحديقة باحثًا عن مصدر ذلك الصوت .

وبينما كان اللورد دوفرين يحدق في الظلام ، ومع استمرار سماعه لصوت الأنين والأنفاس اللاهثة ، رأى وسط هذا الظلام شيئًا يتحرك ، ثم خرج جسم من بين تلك الأشجار وقد انعكس عليه ضوء القمر المكتمل ، ليميز شكله لقد كان رجلًا ، وكان يترنح في مشيته وكان حاملا لشيء أشبه بالكفن .

أسرع اللورد دوفرين خلف ذلك الرجل مناديا له وطالبًا منه الانتظار ، فقد كان مقتنعا أنه رجلاً يحمل شيئا يلتف حول جسده وينسدل على رأسه ، وفي تلك المواجهه استدار ذلك الرجل ، ورفع رأسه من وسط الأحمال التي كانت تغطى رأسه .

فرأى دوفرين أقبح وجها منفر الى أبعد الحدود ، مما جعله يرجع بظهره خطوة إلى الخلف من شدة الاضطراب ، واستجمع دوفرين شجاعته ، ثم قال للرجل متسائلًا أين تمضي بهذا الذي معك ، وعندما تقدم عدة خطوات نحو الرجل مرة أخرى ، كانت دهشته بالغة عندما اختفي الرجل من أمامه دون أن يتحرك من مكانه .

ولاحظ دوفرين عدم وجود آثار لأقدام على أرض الحديقة الرطبة بالندى ، لاشيء غير ضوء القمر وأصوات الليل المألوفه ، عاد دوفرين إلى حجرته وسجل في مفكرته تفاصيل الحدث الغريب الذي حدث معه .

وفي صباح اليوم التالي من تلك الليله ، سأل اللورد دوفرين مضيفه فعلم منه أنه لم تحدث وفاة في القصر ولم تجر أي عملية دفن في أي مكان في القرية القريبة القصر منذ زمن طويل ، ولم تلاقي صورة الرجل الحامل للكفن معرفة أي أحد ، فبقى غموض تلك الواقعة التي حدثت مع اللورد دوفرين على حاله ، ورغم تلاشيها قليلًا من ذاكرته على مدار العشرة أعوام ، إلا أن ملامح ذلك الوجه القبيح انحفر في ذاكرته .

عودة الى جراندأوتيل باريس :
أن ما حدث للورد دوفرين ، عندما اقترب الى المصعد فى جراند أوتيل باريس ، عازمًا الصعود وقعت عيناه على عامل المصعد فتذكر الوجه ، وقد انتابه رعب شديد لاحظه الجميع ، كان وجه عامل المصعد ، هو نفس وجه ذلك الشبح القبيح المملوء بشر لا يصدقه عقل ، والذي رآه دوفرين منذ عشرة أعوام مضت فى الحديقة ، نفس الوجه الممسوخ ونفس الجسم المربوع المدكوك ، واستطاع دوفرين عند رؤيته امتلاك نفسه بمعجزة .

النجاة من الحادث:
فاستدار معتذرا عن الصعود بحجة إصابته بمرض مفاجئ ، وابتعد مستندًا على سكرتيره إلى مقعد قريب ، وعندما أغلق باب المصعد مرتفعًا ، اتجه اللورد دوفرين مباشرة إلى مكتب مدير الفندق ، وكان مصرًا على معرفة هوية ذلك الرجل ، من أين أتى ومنذ متى وهو يعمل في الفندق وسأله عن تفاصيل كثيره .

ولكن قبل أن يتفوه مدير الفندق  للإجابة على استفسارات اللورد دوفرين ، وصل إلى أسماعهم صوت ارتطام فظيع ، هز أركان الفندق ، وفي ذلك الحين ، اندفع سكرتير دوفرين إلى مكتب مدير الفندق حاملا الخبر اليقين ، لقد وقع حادث فظيع .

فعندما كان المصعد مرتفعًا للدور الخامس ، انقطع السلك الغليظ الذي يحمل المصعد بشكل غير مفهوم ، وسقط المصعد وتحطم في البئر السفلي ، وأصيب بعض الموجودين داخل المصعد إصابات بالغه ومات البعض الآخر ومن بينهم عامل المصعد .

الشبح :
وعند البحث فى هوية ذلك الرجل ، وجد أنه لم يكن مقيد بين قوائم العاملين بالفندق ، ولم يعرفه أحد ، ولكن اللورد دوفرين كان يعلم أنه رأى منذ عشرة أعوام ، شبح ذلك الرجل الذي مازال على قيد الحياة .

شارك المقالة:
56 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook