كان العام العاشر هجريا بعد هجرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، من مكة غلى المدينة المنورة مع أصحابه ابتعادا من بطش واذية المشركون لهم والتضيق عليهم ، ، وحتى ينشرون ويدعون الناس إلى الإسلام ورفع رايات الحق ، وقد حان موعد وموسم الحج ، تجمع الناس من المسلمين من الأنصار والمهاجرين ، ومن القبائل الاخرى ، اكثر من مائة الف شخص ، يديدون الحج ، قاد الرسول الكريم صلى الله علية وسلم هذا العام قافلة الحجاج ، ومعه الكثير من الصحابة مثل عمربن الخطاب ، وابو بكر الصديق ، وبلال والكثير من النساء وفيهن نساء الرسول في هوادجهن .
واحرم المسلمون في منطقة ذو الحليفة ، ولبسوا الملابس البيضاء وساروا في طريقهم الى مكة المكة لاداء فريضة الحج مع رسولهم الكريم محمد ابن عبد الله عليه الصلاة والسلام ، لم يكن المسلمون يحملون معهم سلاحا ، فالطريق مفتوح امامهم لا يمنعهم احد وليس لهم اعداء وكلهم مسلمون ، وما كاد المسلمون يقتربون من مكة ، حتى علت اصواتهم وهو يهتفون :
لبيك اللهم لبيك …لبيك لا شريك لك لبيك …ان الحمد والنعمة لك والملك …لا شريك لك .
ولما راى المسلمون الكعبة بيت الله ..علت اصواتهم يرددون بخشوع وفرح :
ومن عرفات اتجه المسلمون باحرامهم الى المزدلفة ، وصلوا فيها وبقى المسلمون في منى ثلاث ليالي كانوا يلقون فيها الجمرات ليرجموا الشيطان الرجيم ، وهم يذكرون الله ويتذكرون جدهم سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام ، عندما لقي ابليس اللعين ورجمة بالحجارة ، عندما حاول ان يصرفه ابليس اللعين عن طاعة ربه ، وعدم ذبح ابنه اسماعيل عليه الصلاة والسلام .
انتهى موسم الحج وعاد الرسول صلى الله علية وسلم والمسلمون الى المدينة المنورة ، علم الرسول صلى الله عليه وسلم ان الرومان يستعدون بجيش لمهاجمة المدينة ، لم يستطع المسلمون ان ينتقموا لمواتهم في مؤته لان الرومان هربوا من معسكراتهم في تبوك وتركوزا كل شيء للمسلمين فلم يقتص المسلمون لموتاهم ولم يأخذوا بالثأر لموتاهم ، لذلك جهز الرسول صلى الله عليه وسلم ، جيشا كبيرا وجعل فيه اسامة ابن زيد قائد للجيش العظيم ، رغم ان اسامة ابن زيد كان صغير السن في ذلك الوقت وهناك الكثير من الصحابة اكبر منه سنا ، ، الا ان النبي عليه الصلاة والسلام جعله قائد الجيش ، لينتقم ممن قتلوا اباه ، استعد الجيش للرحيل وزود الرسول اسامة بالنصائح الكثيرة ودعى له .
وفي ليلة احس النبي بالحنين لزيارة البقيع ، حيث مقابر المسلمين هناك ، فركب بغلته وصحبة خادم له ومضى وصل الى البقيع فنادى :
السلام عليكم يا اهل المقابر هنيا لكم ما اصبحتم فيه ، انتم السابقون ونحن الاحقون .
ثم وقف النبي الكريم علية الصلاة والسلام ، يقرا ايات القران الكريم ويدعوا الله للشهداء من امته ، كان الخادم ينظر للرسول متعجبا وهو يخاطب الموتى ثم انصرف الرسول عائدا لداره ، شعر بعد قليل بالالم في راسه بسبب الحمى التى اصابته ، استند الرسول صلى الله عليه وسلم الى ذراع عمه العباس وابن عمه على ابن ابي طالب ، واتجه الى دار السيدة عائشة لتعتني بيه في مرضه .
وحان موعد الصلاة فلم يستطع الرسول علية الصلاة والسلام ان يقوم من الفراش بسبب الحمى والمرض ، ولم يستطع ان يؤم الناس كعادته بصلاتهم ، فنادى صلى الله عليه وسلم الى ابو بكر حتى يصلي بالناس ، وبينما ابو بكر يصلي بالناس اماما تحامل النبي وترك الفراش ودخل المسجد ، احس ابو بكر بدخول الرسول فحاول ان يخلي له مكان الامام لكن الرسول ، اشار له بيده ان يستمر في الصلاة ، بعد الصلاة اجتمع المسلمون حول الرسول عليه الصلاة والسلام ، فقال لهم : ايها الناس ، ان عبدا من عباد الله خيره الله بين الدنيا ومبين ما عنده ، فاختار ما عنده .
قال ابو بكر الصديق :
فادرك من كانوا حوله انه يعاني سكرات الموت ، فلما كان يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الاول سنه 11 من الهجرة توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
انتشر خبر وفاة الرسول خارج المسجد ، جاء عمر بن الخطاب مسرعا وهو ينادي :
اتجه ابو بكر الصديق رضى الله عنه بحزن الى الناس وهو يبكي وقال لهم بصوت عالي وقوة :
الكاتبة منى حارس