قصة حجة الوداع ووفاة الرسول صلى الله عليه وسلم

الكاتب: ولاء الحمود -
  قصة حجة الوداع ووفاة الرسول صلى الله عليه وسلم

  قصة حجة الوداع ووفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.

 

كان العام العاشر هجريا بعد هجرة الرسول الكريم  صلى الله عليه وسلم ، من مكة غلى المدينة المنورة مع أصحابه ابتعادا من بطش واذية المشركون  لهم والتضيق عليهم ،  ، وحتى ينشرون ويدعون الناس إلى الإسلام ورفع رايات الحق ، وقد حان موعد وموسم الحج ، تجمع الناس من المسلمين من الأنصار والمهاجرين ، ومن القبائل الاخرى ، اكثر من مائة الف شخص ، يديدون الحج ، قاد الرسول الكريم صلى الله علية وسلم هذا العام قافلة الحجاج ، ومعه الكثير من الصحابة مثل عمربن الخطاب ، وابو بكر الصديق ، وبلال والكثير من النساء وفيهن نساء الرسول في هوادجهن .

 

واحرم المسلمون في منطقة ذو الحليفة ، ولبسوا الملابس البيضاء وساروا في طريقهم الى مكة المكة لاداء فريضة الحج مع رسولهم الكريم محمد ابن عبد الله عليه الصلاة والسلام  ، لم يكن المسلمون يحملون معهم سلاحا ، فالطريق مفتوح امامهم لا يمنعهم احد وليس لهم اعداء وكلهم مسلمون ، وما كاد المسلمون يقتربون  من مكة ، حتى علت اصواتهم وهو يهتفون :

 

لبيك اللهم لبيك …لبيك لا شريك لك لبيك …ان الحمد والنعمة لك والملك …لا شريك لك .

ولما راى المسلمون الكعبة بيت الله ..علت اصواتهم يرددون  بخشوع وفرح :

 

  • اللهم زد هذا البيت تشريفا وتعظيما وتكريما ومهابة ، ودخل المسلمون المسجد الحرام ، واستلم الرسول صلى الله علية وسلم الحجر الاسود ، وقبله وطافوا جميعا حول الكعبة ، واتجه المسلمون يتقدمهم رسول الله الى منى ، ونصبوا الخيام فلما كان الصباح اتجهوا الى جبل عرفات  ، وفي عرفات خطب الرسول الكريم خطبة الوداع ، وضح للمسلمين فيها كثيرا من حقوقهم وواجباتهم ، ونصحهم بالطاعة والسمع لله ورسوله .

 

ومن عرفات اتجه المسلمون  باحرامهم الى المزدلفة ، وصلوا فيها وبقى المسلمون في منى ثلاث ليالي كانوا يلقون فيها الجمرات  ليرجموا الشيطان الرجيم ، وهم يذكرون الله ويتذكرون جدهم سيدنا ابراهيم  عليه الصلاة والسلام ، عندما لقي ابليس اللعين ورجمة بالحجارة  ، عندما حاول ان يصرفه  ابليس اللعين عن طاعة ربه  ، وعدم ذبح ابنه اسماعيل عليه الصلاة والسلام .

انتهى موسم الحج وعاد الرسول صلى الله علية وسلم والمسلمون الى المدينة المنورة ، علم الرسول صلى الله عليه وسلم ان الرومان يستعدون بجيش لمهاجمة المدينة ، لم يستطع المسلمون ان ينتقموا لمواتهم في مؤته لان الرومان هربوا من معسكراتهم في تبوك وتركوزا كل شيء للمسلمين فلم يقتص المسلمون لموتاهم ولم يأخذوا بالثأر لموتاهم  ، لذلك جهز الرسول  صلى الله عليه وسلم ، جيشا  كبيرا وجعل فيه اسامة ابن زيد قائد للجيش العظيم  ، رغم ان اسامة ابن زيد كان صغير السن  في ذلك الوقت وهناك الكثير من الصحابة اكبر منه سنا ، ، الا ان النبي عليه الصلاة والسلام جعله قائد الجيش ، لينتقم ممن قتلوا اباه ، استعد الجيش للرحيل وزود الرسول اسامة بالنصائح الكثيرة ودعى له .

وفي ليلة احس النبي بالحنين لزيارة البقيع ، حيث مقابر المسلمين هناك ، فركب بغلته وصحبة خادم له ومضى وصل الى البقيع فنادى :

السلام عليكم يا اهل المقابر هنيا لكم ما اصبحتم فيه ، انتم السابقون ونحن الاحقون .

ثم وقف النبي الكريم علية الصلاة والسلام ، يقرا ايات القران الكريم ويدعوا الله للشهداء من امته ، كان الخادم ينظر للرسول متعجبا وهو يخاطب الموتى ثم انصرف الرسول عائدا لداره ، شعر بعد قليل بالالم في راسه بسبب الحمى التى اصابته ، استند الرسول صلى الله عليه وسلم الى ذراع عمه العباس وابن عمه على ابن ابي طالب ، واتجه الى دار السيدة عائشة لتعتني بيه في مرضه .

وحان موعد الصلاة فلم يستطع الرسول علية الصلاة والسلام ان يقوم من الفراش بسبب الحمى والمرض  ، ولم يستطع ان يؤم الناس كعادته بصلاتهم ، فنادى صلى الله عليه وسلم الى ابو بكر حتى يصلي بالناس ، وبينما ابو بكر يصلي بالناس اماما تحامل النبي وترك الفراش ودخل المسجد ، احس ابو بكر بدخول الرسول فحاول ان يخلي له مكان الامام لكن الرسول ، اشار له بيده ان يستمر في الصلاة ، بعد الصلاة اجتمع المسلمون حول الرسول عليه الصلاة والسلام ، فقال لهم : ايها الناس ، ان عبدا من عباد الله خيره الله بين الدنيا ومبين ما عنده ، فاختار ما عنده .

 

قال ابو بكر الصديق :

  •  رسول الله نحن نفديك بانفسنا وارواحنا ، وعاد الرسول صلى الله عليه وسلم الى فراشه وقد اجهده المرض ، اشتدت الحمى فكانت فاطمة ابنته وزوجته عائشه تصبان الماء على راسه ، حتى تنخفض حرارته ، كان الرسول يستفيق ثم يغمى عليه فاذا افاق نظر للسماء واشار باصبعة قائلا :
  • الرفيق الاعلى ، الرفيق الاعلى

 

فادرك من كانوا حوله انه يعاني سكرات الموت ، فلما كان يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الاول سنه 11 من الهجرة توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم .

 

انتشر خبر وفاة الرسول خارج المسجد ، جاء عمر بن الخطاب مسرعا وهو ينادي :

  • من قال ان محمد رسول الله قد مات ضربت عنقه بسيفي
  • واقبل ابو بكر الصديق رضى الله عنه ،  فدخل غرفة الرسول الكريم  عليه الصلاة والسلام وكرم الله وجهه ، فكشف وجهه وقال بحزن كبير وهو يبكي  :
  • طبت حيا وميتا يا رسول الله

 

اتجه ابو بكر الصديق رضى الله عنه بحزن  الى الناس  وهو يبكي  وقال لهم بصوت عالي وقوة :

  • من كان يعبد محمدا فمحمدا قد مات ، ومن كان يعبد الله ، فان الله حي لا يموت ، ثم قرأ قوله تعالى  بسم الله الرحمن الرحيم ” وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسول افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ” صدق الله العظيم ، وهنا ادرك الناس  حقيقية الامر فما محمد صلى الله عليه وسلم الا بشر ، ومنهم عمر ابن الخطاب رضى الله عنه  ، ان الرسول رحل الى خالقه  وقد مات وجهز المسلمون الرسول وغسلوه وكفنوه وصلوا على جثمانه ثم دفنوه في حجرة السيدة عائشة ، واجتمع المسلمون في سقيفة بني ساعدة ليختاروا خليفة للرسول صلى الله عليه وسلم ، تناقش الابصار والمهاجرون ، كل يحاول ان يكون خليفة اقبل عمر ابن الخطاب ، فبايع ابو بكر خليفة للمسلمين وتبع عمر المسلمون يبايعون ابا بكر ليكون خليفة لرسول الله ، فكان ابو بكر خر خليفة للمسلمين بعد وفاة الرسول الكريم محمد عليه افضل الصلاة والسلام  ، وكانت الاية الكريمة تخبر المسلمون بموت النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ، سورة النصر  بسم الله الرحمن الرحيم  ” اذا جاء نصر الله وفتح ، ورايت الناس يدخلون في دين الله افواجا ، فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا ” صدق الله العظيم.
  •  
شارك المقالة:
214 مشاهدة
المراجع +

الكاتبة منى حارس

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook