قصة حديقة الألحان

الكاتب: رامي -
قصة حديقة الألحان
فكت أنغام جديلتها وأطفأت المصباح واندست في فراشها وراحت في النوم ، وفي المنام رأت نفسها في حديقة بيتها فجاءها طائر الكروان وحط على شجرة الورد قائلًا مرحبًا أيتها الحلوة ماذا تفعلين في الحديقة نظرت حولها فشاهدت على شجرة الورد طائرًا ذات ريش ملون ابتسمت له وقالت أن أكل البوظة تفضل معي فقال شكرًا لك فالثلج يؤثر على حنجرتي وأغشى أن يبح صوتي .

فقالت لو إذا سمحت غرد لي قليلًا فأنا أحب صوت الطيور حرك الكروان حنجرته وشذا كانت تتمايل أغصان الوردة طربًا وصفقت الفتاة وسقطت البوظة على الأرض وذابت فتوقف الكروان وقال هل أعجبك تغريدي فقال له نعم إنه رائع ولكن أين تعلمت الغناء فقال تعلمته في حديقة الألحان فقالت له وهل أستطيع أن أتعرف إليها فقال بالتأكيد إنها حديقة رائعة ، ثم رفع الكروان صوته للسماء وشذا بصوت عال فجاء سرب من الكروان يحمل سلة قش صغيرة مربوطة بخيوط ملونة وقد أمسك كل كروان طرف خيط بمنقاره .

هبطت الكراوين بالسلة ووقف صديق أنغام الطائر على كتفها ثم طار بها نحو السماء ، شاهدت أنغام أطفال يلعبون على أسطح البيوت كانوا صغار كالدمى بينما بدا النهر مثل خيط أزرق مر السرب على غيمة بيضاء فحاولت أن تكمش بيدها قطعة صغيرة ولكنها لم تستطيع لأن ذرات البخار كانت تفر من بين أصابعها ، وصل السرب إلى الحديقة وأعطى الكروان أوامره بالنزول فهبطت وقفزت أنغام من السلة شكرت الكروان وصارت نحو مدخل الحديقة .

كانت حديقة الألحان وصممت بأعواد القصب وكان الطريق مفروش بأزاهير بيضاء ، أما الأزاهير الحمراء فقد شكلت خمسة خطوط متوازية ، سألت أنغام الكروان ما هذه الخطوط أيها الصغير إنها السلم الموسيقي ، دخل الحديقة فرحت الأشجار واهتزت مصدرة أصوات حلوة ناعمة ، رفعت أنغام عينيها فشاهدت أعداد كبيرة من الأجراس معلقة على الأشجار ، فسألت مدهشة لماذا تحمل الأشجار أجراس ، ابتسم الكروان وقال لكي تشارك الطيور في ألحانها .

وصلت أنغام إلى ساحة الحديقة والكروان مايزال يقف على كتفها فتوقف فجأة أمام مكان له شكل غريب فالتفت إلى صديقها وسألت ما هذا الشكل ، فقال أنه مفتاح صوت وفجأة سمعت صوت حزينًا كصوت أمها ينبعث من ورائها فالتفت لترى آلة الكمان تحرك قوسها فوق أوتارها وتصدر لحنًا شجيًا ، طار الكروان إليها ووقف على قوسها وسألها مستفسرًا لماذا تعزفين بمفردك يا صديقتي أين العود والطبلة فقالت الكمان في الصباح الباكر عندما كنت في المدينة ، جاء العود وأهانني اتهمنني بأن زندي قصير وأوتاري أربعة إنما يملك هو خمسة أوتار فقال وماذا اجبته فلت له إن الإبداع لا يتعلق بكثرة الأوتار وقلتها فأنا أصدر طبقات صوتيه عالية لا يستطيع غيري وإن كان له ستة أوتار أن يصدرها .

وقال الكروان للقوس المستاء يجب ألا نقابل الإساءة بالإساءة ثم طار الكروان واختفى بين الأشجار وبعد مدة قصيرة عاد بصحبة العود والطبلة ، فاعتذر العود من صديقته الكمان دق قلب الطبلة وأصدرت دقات فرحة ثم قالت لا تختلفا بعد اليوم وعرفت الآلات وشذا الكروان ، فتحت أنغام حوليها ونظرت حولها فلم تجد الحديقة ولكن عزف الألحان ظن في أذنها ..

شارك المقالة:
65 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook