قصة حذاء الطنبوري

الكاتب: رامي -
قصة حذاء الطنبوري
حكايتي من أغرب حكايات الزمان لم تجري مع إنس ولا جن ، فأنا حذاء ولكن حظي في الدنيا قليل ، كنت في زماني أجمل حذاء تغار مني جميع أحذية النساء والرجال ، فقد تعب الإسكافي في صناعتي ليكسب الكثير من بيعي فجعلني متين وقوي ، ورغم ذلك ناعم وطري ، جلست في أحد الزوايا فخورًا بما في من مزايا متأكد أننى سوف أرى من قبل أمير أو وزير ، انما اشتراني رجل عطار بخيل .

وضعني في الدار واستعاض بي عن أشياء كثيرة فقمت بكل صغيرة وكبيرة لم يكتفي بعملي كمداس بل حكك بي ظهره أمام الناس وضرب بي ولدًا ووضعني عند الباب ، فلم يتركني أتاح ولا مسحنى ولو لمرة واحدة ، وبدلًا من التلميع بُليت بالترقيع ناهيك عن المسامير الصغير منها والكبير ، لذلك أصبحت أسوء حذاء وصرت أضحوكة النعال ومضرب الأمثال ، أشار نحو العيال واجتمع لأجلي الرجال وجاءوا لصاحبي الطنبوري وقالوا ألا تخجل أن تمشي بين الناس بمثل هذا المداس  ، كفاك بخلًا واشتري غيره ، لو كنت تعاني من الفقر لن نفاتحك في ذلك ولكن يفعل ذلك عطار ولله إنه عار.

سمع صاحبي الكلام ولم يعرهم أي اهتمام ، بل ذهب ليصلي الجمعة ، قابل قرب الجامع أبا الحسن وكان رفيقه منذ زمن ، أشار الرجل إلي باستهزاء أما زلت تمشي بهذا الحذاء ، لم يتكلم الطنبوري وركنني عند الباب بلا اهتمام ، فقال له صاحبة تخلص يا رجل منه ، ثم قال اسمع لو رمته أعدك أن اقول لكما يفرحك جدًا ، ثم علا صوت الأذان .

ذهب الناس للصلاة و ظللت مع النعال وقالوا لي يا عرة الأحذية لا نريدك أن تنتمي لنا ، لأنك أخزيتنا فأنت لا تصلح في هذا العمر إلا للراحة في القبر ، وبدأت افكر في مصيري انتهت صلاة الجمعة وخرج الطنبوري بسرعة ، عندما عثر على حذاء جديد قال انه من أبي الحسن بكل تأكيد ، فلبسه وغادر على الفور وانا أشعر بالقهر ، بعدها خرج القاضي ولم يعثر على نعليه ولم يجد ما يضعني في رجليه ، وعندما لمحني عن قرب فقال هذا حذاء العطار ، فقد عثرت على السارق المحتال.

سأعاقبه في الحال لبسني وركض أمام الناس ولما وصل قال للحراس أحضروا الطنبوري إلي ، ودخل الطنبوري مكبل بالحديد ودوى صوت القاضي بالحكم ، حكمت عليك أن تدفع خمسين درهمًا ، ودفع صاحبي الغرامة ووجه لي الملامة وقال اللعنه عليك سأتخلص منك لقد عزمت على الأمر .

سوف أرمي بك في النهر ، ولو كان يعرف أنني سأسد المصرف لم يرمي بي من الأساس ويتجنب الشتم من الناس ، فاستدعاه القاضي في الحال ليدفع مزيدًا من المال ، واستمد به الغضب وقال أنت السبب ماذا أفعل بك ، ثم صعد بي إلى سطح الدار وأصر على القرار سأحرقك بالنار ، لأنجو من العار وامتلأ الجو بالدخان ونفد لبيوت الجيران وبدأ القاضي بالعطس والكح وصعد للسطح وسأل من في الطريق فأخبره بأمر الحريق ، صاح القاضي يتحداني أنا أحضره في الحال هنا .

وجاء الطنبوري من بيته كمن يساق إلى موته وفي هذه المرة فرض القاضي عليه من الذهب 100 قطعة، فحملني الطنبوري ودخل بي البيت قائلًا إما أنا وإما أنت وبعدها خرج على الفور وقذف بي إلى البحر وداعًا أيها الحذاء العجيب ، وسعدت لهذا المصير فهل هناك مصير أفضل للحذاء من أن يبقي بقيه عمره بالماء .

ولكن النحس وقف لي بالمرصاد فقد علقت بشبكة صياد ، ما إن رآني حتى بدأ بالضحك وقال هذا أفضل من السمك سأعيده لطنبوري ، وقال الرجل الأمين ربنا بسبب فقده حزين ، لابد أنه سوف يجزل لي العطاء فقد أخرجت حذائه من الماء ، وركض بي المسكين كأنني صيد ثمين ، ولكنه لم يجد الطنبوري بالدار فجلس هناك بالانتظار ، وعندما طال الوقت بالرجل بدأ يشعر بالملل وقال ارميه داخل البيت من الشباك لأكمل صيد الأسماك وفي الغد أعد لأخذ المكافأة .

وبالفعل رماني لأكسر كل شيء وها هو صاحبي يعود متأخرًا ليجد كل شيء مكسر ، قال الطنبوري وكأن جنون قد مسه بعدما رآني بعد ما رماني ، وانتشلني من الخراب واتجه كالمسعور للباب وقال عليك اللعنة أيها الحذاء .

وبعد أن رماني حلقت عاليًا ونزلت على رأس القاضي الذي كان خارجًا للتو ، وصاح من شدة الألم وبعدها تم استدعاء الطنبوري للعقاب ، وحدد يوم المحكمة وفي هذا اليوم أغلقت المدارس والمحال واجتمع الناس لسماع الحكم ، قال الطنبوري الرحمة أيها القاضي المحترم إني اعترف وكان القاضي يسمع ولا يجيب ، وبعد أن ظله الجميع هالكًا فجأة انفجر القاضي ضاحكًا ، قال القاضي اسمع يا طنبوري انسى ما قد جرى في الماضي وتعلم من أخطاءك يا رجل ، قال انه السبب قال ليست المشكلة في النعل بل إنها في البخل ، ولذلك يكون حكمي مختلف ، لذلك احكم أن يُعمل للحذاء نصب وعليه تُكتب قصته بحروف من ذهب حتى تكون عبرة لمن اعتبر .

شارك المقالة:
66 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook