قصة حرب أوسيتيا الجنوبية 2008م

الكاتب: رامي -
قصة حرب أوسيتيا الجنوبية 2008م
"إن أوسيتيا الجنوبية تتواجد في منطقة الوسط بجورجيا من ناحية الشمال ، وتحاذي حدود جمهورية أوسيتيا الشمالية ، وأغلب من يعيشون بأوسيتيا الجنوبية ينتمون إلى الديانة المسيحية ، قامت روسيا بالاستيلاء على جمهورية أوسيتيا كلها عام 1878م ؛ ثم عملت على تقسيمها بعدوقوع الثورة البلشفية إلى جمهوريتين ؛ انتمت الجمهورية الشمالية إلى روسيا ؛ بينما أصبحت الجمهورية الجنوبية تابعة إلى جورجيا .

وقفت جورجيا حائلًا لمنع التوحد بين أوسيتيا الجنوبية والشمالية ، وقد بدأت موجة التوترات تشتعل بين أوسيتيا الجنوبية وجورجيا ؛ منذ أن سعت جورجيا لإعلان الاستقلال عن الاتحاد السوفيتي ، وفي بداية فترة التسعينات قامت أوسيتيا الجنوبية بالإفصاح عن نيتها للإعلان بأنها منطقة تتبع الحكم الروسي ؛ وهو ما ترتب عليه الاعتراضات داخل برلمان جورجيا ، وحدثت على إثره مواجهات عنيفة بين شرطة جورجيا والانفصاليين من أوسيتيا ؛ ونتج عن ذلك مقتل أكثر من عشرة أشخاص .

أعلن الأوسيتيون أن استقلال جورجيا وضعهم تحت وطأة ضغط شديد ؛ حيث قامت جورجيا في مطلع عام 1991م بفرض اللغة الجورجية على جميع هيئات أوسيتيا ؛ وذلك ما أثار غضب الزعماءالانفصاليين الذين يسعون إلى استخدام اللغة الأوسيتية كلغة أساسية لمنطقتهم .

حدثت الكثير من التوترات في العلاقات بين الطرفين بنهاية عام 1991م ؛ حيث عانت أوسيتياالجنوبية من الاضطهاد الذي أدى إلى إحراق وتدمير العديد من منشآتها مما أدى إلى سقوط العديد من القتلى ؛ كما رحل العديد من الجورجيين عن أوسيتيا إلى اتجاهات بعيدة .

بدأت أعمال العنف بين الطرفين تتوقف خلال عام 1992م ، وحاول الطرفان الوصول إلى حل سلميلتلك النزاعات ، فعقدوا اتفاقية سلام ؛ غير أنها كانت اتفاقية هشة ، وتجددت الخلافات خلال عام 2004م ، قام رئيس جورجيا “ميخائيل ساكاشفيلي” بعرض اقتراحات بلاده في المجالس الدولية للوصول إلى حل ذلك النزاع مع أوسيتيا .

صرحت أوسيتيا الجنوبية خلال عام 2006م أنها ستُجري استفتاء ليحدد مصيرها ؛ ولكن جورجيااعترضت بشدة على ذلك التصريح ؛ بينما اعتبرته روسيا أنه يعبر عن الحرية لتحقيق الاستقلال ، وبدأت أوسيتيا بمعرفة طريقها إلى الانتخابات الرئاسية خلال ذلك العام نفسه الذي سعت فيه للاستفتاء ، وتم تنصيب “ديمتري ساناكويف” كرئيسًا لأوسيتيا .

ازدادت الأمور تعقيدًا بين الطرفين ؛ مما أدى إلى اشتعال حرب رسمية خلال عام 2008م ؛ وتحديدًا يوم 8 أغسطس ، وقامت فيه القوات الجورجية بهجمات عسكرية على مقاطعتي أوسيتيا الجنوبيةوأبخازيا ؛ مما جعل روسيا تقوم بالرد بهجوم مضاد استهدفت من خلاله مطار مارنبولي العسكري ومدينة غوري بجورجيا ؛ ثم نددت روسيا بعمليات التطهير العرقي ، وبدأت حملة النداءات الدولية من أجل وقف القتال ؛ كما عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعًا لحل ذلك الصراع ؛ غير أنه باء بالفشل .

اندلعت المعارك الضارية بين أطراف النزاع ؛ والذي قامت فيه روسيا وأوسيتيا الجنوبية بقصف لمرفأ بوني بجورجيا الذي يقع على البحر الأسود ، شعرت جورجيا بأن الحرب شديدة ؛ فأمرت بسحب جنودها من العراق ؛ وكان عددهم 2000 جندي .

أعطى رئيس الوزراء الروسي “فلاديمير بوتين” مبرراته للتدخل الروسي في ذلك النزاع ؛ وقال انه بسبب السياسة الإجرامية التي تنشرها جورجيا ، وعلى الجانب الآخر قامت جورجيا بمطالبة المساعدات الدولية العاجلة ، قدّم الاتحاد الأوروبي تحذيرات إلى روسيا لوقف العمليات العسكرية .

قامت العديد من المحاولات الدولية لحل تلك الأزمة التي اشتدت نزاعاتها العسكرية ؛ غير أن القتال لازال مستمرًا برغم كل التحذيرات التي وُجهت إلى روسيا ، وأعلن الصليب الأحمر الدولي إجلاء نحو 40 ألف مواطن من منازلهم جراء ذلك الصراع .

تدخل وزير خارجية فرنسا “برنار كوشنير ” بتقديمه خطة سلام مدعومة من الاتحاد الأوروبي ؛ وتكونت الخطة من ثلاث نقاط وهي : وقف إطلاق النار ؛ واحترام سيادة جورجيا ووحدتها ؛ وعودة الوضع على ما كان عليه قبل اندلاع الحرب .

"
شارك المقالة:
57 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook