كان هناك حصان صغير يطوق دائمًا أن يكون متحررًا ويسابق الريح ، ولكن كان عليه الانتظار ، كان الحصان الصغير جواد سباق كان مرحًا ومفعمًا بالنشاط يستطيع العدو بسرعة ، أحب أن يجعل تراب الصحراء يطير ، أما الجمل العجوز وفكان فقط يأكل وبعد الأكل يشرب كميات كبيرة من الماء ، قال له الحصان أننا سوف نرحل من هنا سمعتهم يقولون ذلك هل باستطاعتك البقاء معي فقال الجمل له حسنًا سنرى .

وعندما وصل صاحب الجمل قام بتحميل كل الأثقال على الجمل ثم ركب على ظهره وقال له هيا انهض ، نهض الجمل ببطء شديد أما الحصان فقد صهل معبرًا عن نفاذ صبره  لأنه لا يستطيع الانتظار ، وأخيرًا بدأت الرحلة ولكنها كانت رحلة طويلة وبطيئة وكان على الحصان الصغير أن يركض دائمًا ، قال الحصان للجمل أسرع يا صديقي أسرع الخطى لا أريدك أن تنهار إن صاحبنا لا يرحم أبدًا .

ولكن الجمل استمر في المشي بنفس التثاقل وقال هذا ما أقدر عليه واتجه الحصان الصغير لقمة التلة وقال له أسرع إما تخلفت عن القافلة وفجأة شعر بألم حاد في حافره عندما اصطدم بحجر حاد الرأس ، وعندما تابعوا المصير بدا الجمل للحصان وكأنه يسير بسرعة كان الحصان يعرج وشعر بظمأ شديد وتسبب الجو الحار والجاف في زيادة ظمأه توقف الجمل ونزل الرجل وصب بعض الماء للحصان لكي يشرب ، أما الجمل فلم يشعر بالظمأ أبدا .

وبعد قليل ازدادت درجات الحرارة فأصيب الحصان الصغير بصداع شديد وتثاقلت خطواته وبدت السماء وكأنها تحولت لبحر من الومضات الحارة وأدرك الجمل ما يحدث لذا فقط برك على الأرض واستلقى الحصان بجانبه وفي الليل شعر ببرودة شديدة وامتلكته الدهشة فالصحراء كانت صافية وباردة جدًا وعند الفجر تابعوا المصير ثانية ، وتقدم الجمل والحصان الصغير يتبعه كظله ميل بعد ميل يومًا بعد يوم .

وفي أحد الأيام هبت عاصفة رملية هوجاء كان عليهم أن يتوقفوا أما الجمل فقد رفع رأسه عاليًا من دون أن يتأثر أما الحصان الصغير فقد دفن رأسه في فراء الجمل الكثيف محاولًا أن يحمي أنفه ونفسه من الريح الشديدة ولما هدأت العاصفة انطلقوا ثانية وكان الجميع مرهقين باستثناء الجمل الذي عرف إلى أين يتجه وإلى أين يقودهم ، لبحيرة وأسرع الحصان لكي يشرب ، فرأى صورته معكوسة في الماء ولم يعرف نفسه ثم نظر للجمل والذي لم يظهر عليه أي نوع من التعب نظر إليه طويلًا ثم عرف أنه صديق يمكن الاعتماد عليه .