قصة حصة من المكافأة

الكاتب: رامي -
قصة حصة من المكافأة
قديمًا في إحدى المدن الجميلة ، كان رئيس المدينة رجلٌ ودودٌ وسخيٌ ، كان أغنى شخص في المدينة كلها ، وكان كريمًا سخيًا يساعد الناس دائمًا ، ويقف إلى جوارهم ويقدم لهم احتياجاتهم لذا أحبه الجميع .

وقد كان هذا الرجل متزوجًا من عشر سنوات ، ورزقه الله أخيرًا بمولود جاء بعد عدة سنوات من الصبر والحرمان ، فقرر أن يقيم حفلًا كبيرًا للاحتفال بالمولود الجديد مع كل سكان المدينة ، وعين طهاة مشهورين من أرجاء البلاد ، وأمرهم بإعداد أكثر من مائة صنف من الأطعمة اللذيذة وتقديمها للقرويين .

فبدأ الطهاة ومساعديهم في الطبخ للاحتفال الكبير ، وتمكنوا من الحصول على معظم الأطعمة المختلفة من لحوم ودجاج وخبز ، ولكنهم لم يستطيعوا الحصول على الأسماك ، وهذا الأمر لم يكن ليعجب رئيس المدينة الذي كان يريد على مأدبته كل أصناف الطعام وخاصًة الأسماك .

وحينما وصل الأمر إلى مسامعه أعلن للشعب ، أنه سوف يكافئ  الشخص الذي سيجلب له السمك بمكافأة كبيرة ، لكي يستكمل فرحته بعيد المولود الجديد ، وبالفعل تم الإعلان عن هذا الأمر في أرجاء المدينة والقرى المحيطة بها ، وحاول الكثير من القرويين نصب شباكهم والحصول على الأسماك ، لكنهم فشلوا جميعًا .

باستثناء رجل واحد في منتصف العمر ، استطاع الحصول على سمكة كبيرة جدًا ، فذهب بها مسرعًا إلى رئيس المدينة ليحصل على المكافئة التي أعلن عنها الرئيس ، وبينما كان على وشك الدخول إلى القصر ، أوقفة حارس البوابة ومنعه من الدخول ، عندما علم بأن هناك مكافئة ضخمة في انتظاره .

فأخبره الرجل أنه إن سمح له بالدخول ، سيجعله يحصل علي نصف المكافئة ، فتركه الحارس يدخل بالسمكة إلي رئيس المدينة ، فلما رآه رئيس المدينة الثري صار في شدة السعادة ،  لحصوله على تلك لسمكة الكبيرة وأمر الطهاة بطهيها وتقديمها مع بقية الأكل .

وسأل الرجل عن المكافأة التي يريدها قائلًا : اطلب ما تريد فيمكنني مكافئتك بأي شيء تطلبه ؟ هل تريد حقيبة من العملات الذهبية ؟ أم تريد منزلًا ؟ أو أنك تريد أرضًا تزرعها ؟ أخبرني فقط ماذا تريد وسأمنحه لك ؟ فقال الرجل أريد مائدة جلدة علي ظهري !

تفاجئ الجميع لدى سماعهم هذا الكلام وظنوا أن كلامه هذا نوعًا من الدعابة ، ولكن الرجل أصر على طلبه مائة جلدة بالتمام والكمال ، وما هي إلا لحظات حتى تم استدعاء الجلاد لينفذ طلبه ، وفي تلك اللحظة طلب الرجل من رئيس المدينة أن يحضر حارس البوابة ليكون معه ، تفاجئ  الرئيس من طلبه وسأله عن علاقة الحارس بطلبه هذا ؟

فقال الرجل : إنه شريكي في المكافئة لم يسمح لي بالدخول ، فاضطررت إلى وعده بأن يكافئ بخمسين في المائة من قيمة المكافئة التي ستمنحني إياها ، فسمح لي بالدخول حينها ، هنا فهم رئيس المدينة سر هذا الطلب الغريب الذي يخص المائة جلدة ، وعلم أن الحارس الطماع ليس لديه أخلاق ، ويبتز الناس في محاولة خبيثة منه لكسب المال .

ولما حضر الحارس سأله رئيس المدينة : هل أنت شريك في مكافئة هذا الرجل ؟ فقال الحارس نعم وهو لا يدري أي مكافئة تنتظره ، فقرر رئيس المدينة أن يتم جلد الحارس مائة جلدة على فعلته تلك.

أما الرجل صائد السمكة ، فقد تم مكافئته بعملات ذهبية كثيرة ،  وهكذا أعطى رئيس المدينة درسًا كبيرًا لسكان مدينته ، وعلمهم أن الطمع يضع الفرد في ورطة كبيرة قد لا يستطيع الخروج منها ، لذا يجب عليهم الرضا بما قدره الله وعدم السخط .

شارك المقالة:
58 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook