قصة حيل أبناء شاكر

الكاتب: رامي -
قصة حيل أبناء شاكر
بالتأكيد سمعت عن مربع روبيك أو الكرات المعدنية المتأرجحة على الأسلاك ، عند ارتطامها تحدث صوتًا ، بالطبع لو كنت من هواة فك الألغاز والحيل فيهمك اقتناء تلك الألعاب التي تشكل مصدر سعادة للكثيرين عند حل لغزها .

تعلم كلًا من محمد وأحمد والحسن أبناء شاكر علوم الرياضيات ، وقاموا بترجمة العديد من الكتب الإغريقية ، وقاموا أيضًا باختراع أجهزة ميكانيكية عجيبة جدًا ، فقد كانوا أعضاءً في مؤسسة دار الحكمة العلمية التي قام الخليفة المأمون ببنائها في مدينة بغداد حاضرة الدولة العباسية ، فكانت تلك الاختبارات بمثابة بشائر ظهور الروبوتات الحالية .

وقد أشيع عن الأخوات الثلاث اهتمامهم وحبهم لتصميم مخترعات وحيل بارعة الصنع ، فقام الأخوه الثلاث بتأليف كتاب الحيل ، والذي يضم أكثر من مائة اختراع وكان بمثابة قفزة هائلة في تطوير التكنولوجيا الميكانيكية في عصرنا الحالي ، وكان شأن تلك الحيل شأن الألعاب في وقتنا الحالي .

احتوت تلك الآليات على أشكال حيوانات تصدر صوتًا ، مثال الثور الذي يخرج صوتًا بعد ارتوائه وانتهائه من الشرب ليدل على الاكتمال وتلك استخدام تلك الحيلة في الحاويات التي تملأ بالماء وعوامات وأجهزة التفريغ ، فكان الماء يدخل بشكل مبدئي من الصنبور إلى الحجرة ويحبس بها وعندما تمتلئ الطاسة بالماء فترتفع العوامة مع مستوى سطح الماء لتسحب السدادة من الصمام .

ثم ينصرف الماء من الحجرة الأولى للحجرة الثانية ، فترتفع العوامة ويتفرغ الهواء تمامًا ولا يتاح الدخول إليها وعندما ينفذ الماء من الطاسة يشفط الهواء تمامًا فيُسمع صوت الثور ليدل على الارتواء ، وعند فراغ الماء منها تطفو السدادة وتنغلق وتبقى مفتوحة لتفريغ الحجرة الأولى غير ثقوب صغيرة فيتاح للهواء الدخول بحرية .

كان هذا الابتكار من الابتكارات المعقدة التي تُذهل العقل ، وقام أبناء شاكر بابتكار عدد أخر من الحيل التي أحدثت طفرة في زمانهم مثل الدورق ذو الأنبوبيين ، حيث كان يصب في كل أنبوب ماء ملون وعندما يتم صب الماء يخرج اللون المخالف للون الأنبوب ، مثلهم مثل الساحر .

فكان ما فعلوه أنهم قاموا بتقسيم الدورق رأسيًا لقسمين مختلفين منفصلين تمامًا عن بعضهم البعض ، حيث يدخل السائل إلى الجانب الأيمن من المحقن الأيمن ومن الجانب الأيسر من المحقن الأيسر ، ولا يغادر الماء ثانية وبدل من ذلك قاموا بإدخال أنبوب آخر لإخراج الماء ، وبالطبع المشاهدون كانوا لا يروا أي من ذلك ، ولكن كانت الحركات تؤثر عليهم وتدهشهم كثيرًا على الرغم من بساطتها الشديدة .

وكان لهم عدد من الآلات تميزت بالبساطة والتشابك في الوقت ذاته ، وكان خيال شاكر للتسلية في البداية هو من قادهم لابتكار النوافير العجيبة في ذلك الزمان البعيد وغيرها من الابتكارات التي خلدت ذكرهم على مر التاريخ ، ورفعت من شأن الحضارة الإسلامية العربية على مر الأزمان .

شارك المقالة:
76 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook