قصة دافنشي متعدد المواهب

الكاتب: رامي -
قصة دافنشي متعدد المواهب
"كان ليوناردو دافنشى رجلاً متعدد المواهب ، وهو يعد أحد أعظم المخترعين علي مر التاريخ ، فقد كان فنانًا عبقريًا ونحاتًا لا يضاهى ، وقد درس التشريح والهندسة المعمارية ، والهندسة المدنية وعلومًا أخري ، ويعد دافنشي من أشهر فنانين عصره ، وتعتبر الموناليزا هي أشهر لوحاته الفنية التي مازالت لغزًا يحير الملايين في العالم .

نشأته :
ولد دافنشى عام 1452م في بلده فنشى في ايطاليا ، ومن هنا جاء اسمه ، وبعدها انتقل من فنشي إليميلانو ؛ حيث أصبح مهندسًا يعمل في خدمة الدولة ، وربما ساهم تخطيطه للمدينة في وقف انتشار وباء الطاعون ؛ الذي وقع بعد ذلك بعامين .

وعندما قام الجيش الفرنسي بغزو ميلانو ؛ انتقل إلي فلورنسا حيث أصبح معماريًا ومهندسًا لدي قيصر بورجيا ابن البابا ، وفي عام 1516م غادر ايطاليا واستقر في فرنسا ؛ حيث عاش في ضيافة الملك ، وقد ملأ ليوناردو أكثر من 40 دفترًا بأفكار ورسوم تخطيطية ، ولكن بعد وفاته فقدت بعض هذه الرسوم ، وظل مكانها مجهولًا حوالي 400 سنة .

حبه للرسم والتشريح :
أمضي ليوناردو أوقات طويلة في العمل ؛ فقد كان يهوي الإتقان حتى أن بعض أعماله لم يحالفه الحظ أن ينتهي منها ، وقد استغرق العمل في لوحه الموناليزا الشهيرة أربع سنوات ، وكان ليوناردو مغرمًا بتشريح الجسم البشرى ؛ لذا قام بتشريح أكثر من 30 جثه ورسم العديد من الأشياء التيلاحظها ، كما رسم دافنشي تصميمات للطائرة المروحية ، والطائرة ذات الجناحين .

كل تلك الأشياء سبقت عصرها بمئات السنين ، ورغم أن كثيرًا منها لم يكن يصلح للتنفيذ حينها ، إلا أنه حاول أن يبدع فيها ، ولم يكتفي ليوناردو فقط بهذه المجالات ؛ فقد قضي ليوناردو أوقاتً طويلة يصمم آلات الحرب ؛ لأن المدن المستقلة التي تكونت منها ايطاليا كثيرًا ما كان يحارب بعضها البعض .

فكان يفكر في صناعة أسلحه أفضل لحماية مدنه ؛ التي يعيش فيها ، ولهذا صمم مركب مصفحة تتحرك بعجلات ، وكذلك مدفع هاون يمكنه أن يطلق أجسامًا ضخمة.

دافنشي فنان متعدد المواهب :
واخترع دافنشى أشياء كثيرة حتى أننا لا نستطيع أن نقول أيها أفضل من الأخر ، فقد كان مهما بالطيران والطيور ؛ لذا اخترع آلة طائرة ومظلة هبوط ، ونجحت مظلة الهبوط إلي حد ما ، بينما أثبتت الآلة الطائرة أنه يعرف مبادئ ديناميكا الهواء أو الانسياب والارتفاع في الهواء .

إلى جانب كل هذا كان دافنشي أيضًا مهتمًا باستكشاف أعماق البحار ، وقد رسم دافنشي سترة غوص مزوده بخوذة خاصة للتنفس ، وترك لنا ملاحظات ورسومًا تخطيطية لسلسلة من الأدوات والأجهزة ، كانت أفكاره تعتمد علي عناصر وأدوات بسيطة مثل :

المسمار اللولبي القلاوظ ، والبكرات ، والترس المسننة ، والرافعات وترس السقاطه ، وهو جهاز مسنن يسمح بالحركة في اتجاه واحد فقط .

أعمال لم يكتب لها الحياة :
وقبل وفاته اعتذر دافنشي لخالقه ولأخواته في البشرية أنه ترك أعمالًا كثيرة لم تنجز ، وعندما ولد ليوناردو دافنشي كانت أوروبا تشهد حركه جديدة بارزة عرفت باسم النهضة أو إعادة الميلاد.

كانت عقول البشر حينها تموج بالأفكار الجديدة وأيضًا بإعادة تعلم الأفكار المنسية القديمة ، وكانت الفنون في حاله ازدهار ، وقطع العلم أشواطًا إلي الأمام ، وبخاصة في الهندسة والطب وأصبح دافنشي رمزًا لكل هذه النهضة .

عصر النهضة :
ساعد سقوط القسطنطينية البيزنطية في أيدي الأتراك العثمانيين علي بدء حركه النهضة ، فقد كانت القسطنطينية مدينه علم وفكر ؛ لذا بعد سقوطها نقلت كتب كلاسيكيه كثيرة إلي ايطاليا ، وكانت آلة الطباعة قد اخترعت في ألمانيا ؛ مما سمح بطبع هذه الكتب وتوزيعها بين كثير من العامة ، وفي تلك الإثناء بدأت طبقه جديدة من التجار ، والمصرفيين في تكوين ثرواتهم ، وكان هذا الأمر من الأهمية بمكان بالنسبة للفنانين والعلماء من أمثال ليوناردو ؛ الذين اعتمدوا علي كفاله هؤلاء الأثرياء .

وفاته :
توفي الفنان متعدد المواهب ليوناردو دافنشي في فرنسا عام 1519م بعد أن ترك إرثًا كبيرًا في كافةالمجالات ، وتعد لوحه الموناليزا التي رسمها ليوناردو دافنشي هي أشهر لوحه لفنان حيث أنها اشتهرت حتى اليوم بسبب ابتسامتها الغامضة وشكلها الوديع الهادئ .

"
شارك المقالة:
69 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook