قصة ذكاء زوجة

الكاتب: رامي -
قصة ذكاء زوجة
كانت الزوجة فتاة لأسرة مرموقة في أحدى دول الخليج ، وكان والدها مثقف ويعمل في وظائف مرموقة ، كان لها أخا أكبر وأخت أصغر ، تعلمت الفتاة ودرست الإعلام ، وعملت كمحررة في أحد الصحف وبدأت مشوار الشهرة ، كانت أيضا تهوى تصميم الأزياء فاتخذتها هواية تربح منها المال .

كانت حياتها مرفهة مدهشة وكريمة ، لا ينقصها أي شيء ، في أحد الأيام تواصل معها أحد المعجبين بما تكتبه ، ناقشها وأعجبت به ، تقدم لخطبتها وتم الزواج ، كان مستواه المادي والاجتماعي أقل منها كثيرًا لكنها لم تهتم ، كان موظفا حكوميًا عاديًا .

بعد الزواج فكر أن يمتلك عملًا خاصًا به ، فعرضت عليه أن تساعده رفض في البداية ولكن مع إصرارها عليه وافق على أخذ المال ، وكانت الحياة صعبة خاصة أنه كان يغار كثيرًا عليها ، فطلب منها أن تترك عملها ، وافقت رغم اعتراض أسرتها ، بعدها بدأ يغار من صديقاتها فتوقفت عن التواصل معهن ، وبعد هذا بدأ يعترض على ذهابها إلى منزل والديها فاكتفت به عن الدنيا .

وأنجبت مرتين ولدًا وفتاة ، كانت ربة منزل وهو رجل أعمال يعمل طوال النهار والليل ، وبدأ يبتعد عنها كثيرُا ، لا يحضر على الوجبات الأساسية ، ولا يسهر معها ويحرمها من الخروج ، ولا يعطيها أي أموال من حقها .

في كل مرة كانت تطلب منه المال كان بتحجج بالفقر ، على الرغم من أنه كان يغير سيارته كل مدة قصيرة ، وتخيلت هي أنه يمر بضائقة مالية بالفعل لكنها تراه يشتري لنفسه ملابس جديدة باستمرار وأيضا ساعات اليد والهواتف الباهظة.

وبات الزوج ينتقدها في كل شيء في طريقة إعداد الطعام ، وترتيب المنزل ، وفي تربية الأطفال ، وفي ملابسها وحديثها وكل شيء ، وبدأ النقاش ويتحول الأمر إلى شجار ، كان يرفض أن يخرج معها حتى تخيلت أنه ويستاء من مظهرها .

وفي أحد المرات اشتدت المشادة وانتهى الأمر به يقول لها ، أنه مل منها وأنها لا جديد لديها ، شعرت هي بأن حياتها تنهار ، نظرت إلى نفسها وارتعدت حين رأت أن ملامحها تغيرت وأنها لم تعد تهتم بنفسها مثل الماضي .

تحدثت إلى والدتها التي طلبت منها أن تصبر وأن تحاول أن تغير في شكلها ، فعملت بنصيحة والدتها ، لكنه حتى لم يلتفت أو يلاحظ أي تغيير ، وكان هناك صمت كئيب يسيطر على المنزل .

في نفس الوقت أرسل لي أخي مبلغ من المال ، أرباح لبعض المشاريع التي يديرها والتي أشترك معه فيها ، وطلب مني ألا أخبر زوجي بأي شيء عن أموالي والأعمال التي أشارك بها ، وضعت المال في الخزانة ، وحين رأى زوجي المال سألني عنها ، كانت أول مرة يتحدث إلى منذ شهور .

فأخبرته أنها كانت تشارك أخيها وحين انتهت الشراكة أعطاها أموالها ، لكنها اخفت عنه أنها لديها الكثير من الأعمال الأخرى ، عاد الزوج إلى زوجته محبًا رومانسيًا يتحدث معها ، ويجلس بالمنزل وكأن شيئًا لم يكن ، وحين طلبت الزوجة أن تذهب لتودع المال في البنك ، عرض أن يضعه هو .

وبدأ الزوج يماطل حتى مر شهر كامل من الدلال ، بعدها عاد للمنزل وهو حزين يخبرها بأنه يحتاج المال لأنه خسر في أحد استثماراته وقد يذهب إلى السجن ، شعرت أنه يستغلها ولكنها أعطته المال .

كانت حالة الزوجة تزداد سوءًا يوميًا خاصة بعد أن ابتعد عنها الزوج من جديد ، حتى أنها ذهبت لطبيب نفسي ، لكنه لم يساعدها ، تحدثت إلى أختها التي شعرت بالحزن لأجلها ، لكنها أيضا لم تستطع مساعدتها .

في أحد الأيام التقيت الزوجة بصديقة قديمة منذ الدراسة ، شعرت الزوجة بالحنين إلى الماضي فبكت فرحًا وحزنًا ، اتفقتا على تكرار اللقاء وبالفعل تقابلت مع صديقتها كانت جميلة منهدمة ، حتى أطفالها أجمل وأكثر هدوء ، كانت الزوجة تشعر بالدونية والخجل من مظهرها .

وكانت الصديقة لا تهتم إلا بحالة صديقتها وليس مظهرها ، شعرت أنها بحاجه للحديث وطلبت منه أن تبتسم ، شعرت الزوجة بحال أفضل بعد رؤية صديقتها ، حتى أنها عاملت أطفالها بشكل أفضل .

في اللقاء الثاني اعترفت الزوجة لصديقتها بكل شيء ، فطالبتها الصديقة أن تأتي معها للقاء استشارية في أمور الحياة الزوجية ، فرفضت الزوجة ، ولكن كل شيء تغير حين شعرت الزوجة أن منزلها ينهار ، لم تتحمل الأمر فأصيب بانهيار عصبي .

حين خرجت الزوجة أصر والدها على أن تأتي إلى منزله ، ولا تعود لمنزلها إلا بعد أن يسترضيها الزوج ، جاء الزوج إليها معتذرًا وأعادها إلى المنزل ، ولكنه غادر على الفور ولم يعد إلا اليوم التالي ، حاولت الزوجة أن تناقشه لكنه نهرها وهددها بالطلاق ، بل أيضا دفعها بقوة .

قررت الزوجة أن هذا الزوج لابد وأن يخرج من دائرة اهتماماتها ، حتى تتمكن من الحياة ، تواصلت مع صديقتها التي حددت ميعاد مع استشارية الحياة الزوجية ، وبعد أول نصف ساعة من الجلسة أكدت الاستشارية أن لدى هذا الزوج امرأة أخرى .

صدمت الزوجة وأنكرت ، ولكن الاستشارية طلبت منها أن تتأكد أولًا وتأتي لها مرة أخرى ، ولكن طلبت منها إن اكتشفت أي شيء ألا تقوم بأي تصرف دون تفكير ، بالفعل وجدت الزوجة أن كل ما قيل عن زوجها صحيح ، كانت نيران الغيرة تأكل في قلبها ولكنها لم تقل أي شيء  .

تحدثت الزوجة مع الاستشارية التي أخبرتها بما حدث ، ولماذا وصلت إلى هذه المرحلة ، أكدت أن هذا الزوج يبحث عن امرأة قوية مستقلة لها كيان ، أما زوجته فهي مجرد ربة بيت لا اهتمامات لها ولا كيان لها ، شعرت الزوجة بالغضب لأنه هو من حولها إلى هذا النموذج الذي لا يعجبه .

وبدأت الزوجة في دروس تعلم الاهتمام بالنفس ، وبدأت تمارس الرياضة وتؤسس لعمل جديد ، كان زوجها يعلم أن هناك تغيير ما لكنه لم يعرف الحقيقة ، تواصلت الزوجة مع أحد العاملات في شركة زوجها تثق بها ، فعرفت كل شيء .

أن هناك علاقة ما بين زوجها وأحد الموظفات الأجنبيات في شركته فقررت أن تلقنهما درسًا قاسيًا ، بدأ عمل الزوجة يكبر ويزدهر ، وبدأ الزوج يعود من جديد إليها ، كانت تحاول أن تتعامل معه بطريقة عادية حتى لا يعرف أنها كشفت الحقيقة .

بعد فترة طلبت الزوجة من زوجها أنها تريد موظفة جديدة للتسويق ، فطلب منها أن تعلن عن الوظيفة لكنها رفضت بحجة أنها لا تملك وقت ، طلبت أن يرشح أحدًا ما من شركته ، رشح لها أكثر من اسم ، لكنها كانت تبحث عن موظفة بعينها .

حين طلبت الزوجة هذه الموظفة تردد الزوج لكنه أخبرها بأن تجري معها مقابلة أولًا ، حين أجرت الزوجة المقابلة عاملتها بكل لطف وأغرتها بالراتب الكبير والإجازات في أي وقت ، وافقت الموظفة ، ومع الوقت نقلت كفالتها من زوجها إليها .

في أحد الأيام سافر الزوج وكان من المفترض أن تذهب معه الموظفة ، ولكنها طلبت منها أن تسافر إلى عمل ما في دولة مجاورة ، وأغرتها بحافز كبير ، وبالفعل سافرت ، وكانت الزوجة قد صنعت نسخة من مفاتيحها .

فور سفرها ذهبت الزوجة إلى شقة زوجها والموظفة ، فاكتشفت أن زوجها تزوجها عرفيًا ، ووجدت ملابسه وأشياؤه في كل مكان بالمنزل ، كذالك وجدت العديد من الصور لزوجها مع الموظفة ، جمعت الزوجة كل شيء في أكياس وحملتها معها إلى منزلها ، وطلبت من شركة أثاث مستعمل أن تشتري أثاث الشقة الفاخر .

حين وصلت الموظفة لم تستطع أن تجد مقر الشركة التي كان من المفترض أن تذهب إليها ، تحدثت تليفونيا مع الزوجة التي طلبت منها أن تبحث جيدًا ، في نفس الوقت ذهبت الزوجة إلى الوزارة وقررت إلغاء الكفالة ، وقدمت بلاغًا في الموظفة بأنها تحاول أن تغوي زوجها وقدمت الصور دليلًا .

ألغيت الكفالة واكتشفت الموظفة الأمر حين وصلت في المطار ، تحدثت مع الزوجة التي أخبرتها بأنها تعرف كل شيء وهذا هو عقابها ، أما عن الزوج فحين دخل منزله وجد زوجته تنتظره وهي تضع ملابسه وصوره وأشياؤه أمامها ، صدم الزوج وسألها كيف عرفت .

أخبرته أن الموظفة هي من أخبرها بكل شيء ، فبدأ يسبها ويلعنها ، سجلت الزوجة كل شيء وأرسلته إلى الموظفة التي طردت نهائيًا من الدولة ، طلبت الزوجة من زوجها بكل هدوء أن يطلقها ويرد لها أموالها .

لم تكن تنوي الطلاق فعلًا لكنها كانت تريه أنه ممسكة بزمام حياتها ، وتمكنت الزوجة الذكية من استعادة كل شئ مالها ومنزلها وزوجها ، زوجها الذي عاد من جديد يحبها ويعاملها مثل أيام الخطبة بكل تقدير وإعجاب .

أصبح يصر على وجودها معه دائمًا وأصبح يجلب لها الكثير من الهدايا ويعاملها بشكل ممتاز ، تعلمت الزوجة أنها كيان يجب أن تحافظ عليه ، وألا تتوه أبدًا في أمور المنزل وكيان الزوج ، تعلمت أن تفكر بعقلها قبل أن تتصرف ، وأن تصبر على الابتلاء حتى تنال كل ما تريد .

شارك المقالة:
57 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook