يحكى أنه كانت هناك معلمة ، تتسم بذكاءها ، وحبها لطلابها ، وطالباتها ، كما كان الطلاب يكنون إليها أسمى مشاعر الحب ، والاحترام ، والتقدير ، اعتادت تلك المعلمة على أن تعلم طلابها دروسًا رائعة ، وطريفة في كثير من الأحيان ، وفي يوم من الأيام ، همت المعلمة الذكية ، ودخلت بدورها إلى الفصل المراد شرح الحصة التالية إليه .

دخلت المعلمة إلى الفصل ، وألقت التحية على طلابها ، وطالباتها ، فوقف الطلاب ، تبجيلًا إلى معلمتهم الفاضلة ، وردوا التحية ، بعد ذلك بدأت المعلمة الحصة ، وطلبت من جميع الطلاب ، والطالبات الموجودين في الفصل ، أن يخرج كل منهم وريقة صغيرة ، وبعد أن أخرج جميع الطلاب الوريقات الخاصة بهم ، طلبت المعلمة من كل واحد منهم ، أن يقوم بكتابة جميع أسماء الطلاب الموجودين في الفصل .

واستأنفت المعلمة ، وطلبت من الطلاب ، أن يتركوا مسافة بين كل اسم ، وآخر ، يقومون بكتابته من أسماء الطلاب في الفصل ، ثم أردفت المعلمة ، وطلبت من طلابها أن يقوموا بكتابة أجمل شيء يمكن أن يتم قوله ، من كل زميل إلى زميله ، بشرط أن تتم كتابة الجملة في الفاصل ، الذي يتم تركه ، بين كل اسم والآخر .

بعد أن أخبرت المعلمة الطلاب ، بما يجب أن يفعلوه بالضبط ، أخبرتهم أخيرًا ، بأنها سوف تقوم بتجميع الأوراق ، بعد انتهاء الطلاب منها ، وذلك بعد انتهاء العطلة الأسبوعية ، عكف جميع الطلاب ، كل منشغل بتحضير الورقة الخاصة به ، وقام كل طالب بالفعل ، بكتابة ما قد طلبته المعلمة ، وجاء اليوم التالي بعد يوم العطلة الأسبوعية ، وقامت المعلمة على الفور بتجميع جميع الأوراق من طلاب الفصل .

قامت المعلمة بتدوين كل اسم طالب ، على الورقة التي قام بتدوينها ، وقامت بكتابة كافة ما قام كافة الطلاب بكتابته عن كل زميل لهم في الفصل ، ثم أعطت المعلمة لكل طالب من طلاب الفصل ، الورقة التي تم تدوين كافة ما تم كتابته عنه ، من قبل زملائه ، الموجودين معه في الفصل ، وبعد أن مرت فترة قصيرة من الوقت ، وبدأت الابتسامة تبدو على وجوه الطلاب جميعهم .

وبدا اندماجهم بما يقرأونه مما تمت كتابته عنهم ، من زملاؤهم ، غمرت السعادة قلوب الطلاب ، لأنهم شعروا أنهم محبوبون من قبل بعضهم البعض ، ومن هنا علمت المعلمة الذكية طلابها درسًامهمًا عن قيمة التعبير عن الحب والاحترام للآخرين ، لأن الإنسان يشعر بالزهو ، والسعادة الغامرة ، حينما يعبر له أي أحد عن حبه ، وتقديره له ، فلا تبخلوا بكلمة ، تتسبب في سعادة غيركم ، وابتسامته العريضة ، فالكلمة الطيبة صدقة .