قصة ذكر ابن ظالم وظلمه

الكاتب: رامي -
قصة ذكر ابن ظالم وظلمه
هو الحارث بن ظالم بن جذيمة بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان ، وكان من خبر الحارث بن ظالم وفتكه أن زهير بن خذيمة بن رواحة ، كان سيد غطفان وكان له إتاوة ، على هوازن كل سنة بعكاظ ، فحضر زهير بسنة من السنين ، فأتته عجوز من هوازن بسمن في نحي ، واعتذرت إليه وشكت السنين التي تتابعت على الناس ، فذاق زهير السمن فلم يرض طعمه ، فدفع في صدرها بقوس كانت في يده ، فاستلقت على قفاها فبدت عورتهات ، فغضبت هوازن وحميت أنوفها من ذلك .

مع ما كان من زهير يسومهم به من الخسف قبل ذلك ، واتفقت كلمتهم مع رئيسهم خالد بن جعفر بن كلاب العامري على قتل زهير ، فتطلب خالد زهيرًا مدة حتى أخبر أنه في إبل له مع بعض عشيرته ، قريبًا من حي بني عامر ، فخرج خالد في فوارس من قومه ، حتى كبسوا زهيرًا على حين غفلة .

وصمد إليه خالد فاقتتلا مليًا على ظهور فرسيهما ، ثم اعتنقا وسقطا على الأرض ، وحمل حندج بن البكاء وهو ابن امرأة خالد على زهير فضربه بالسيف على رأسه ، حتى خلص إلى دماغه فقتله وثار خالد وعادت هوازن إلى منازلها ، قم علم خالد بن جعفر ، أن غطفان سوف تطلبه بسيدها فسار إلى النعمان بن امريء القيس ملك الحيرة فاستجار به ، وقيل استجار بغيره والله أعلم بالصواب .

وكان خالد قبل مقتل زهير قد أغار على بني يربوع بن غيظ بن مرة ، رهط الحارث بن ظالم في واد لهم يقال له حراض كغراب فقتل الرجال وبقيت نساء بين يربوع أيامي ، فنشأ الحارث على البغض له والحرد ، ثم جاء إلى بني زهير بن جذيمة وهم يجمعون لغزو بني عامر ، فقال لهم : اكفوني حرب هوزان وأنا أكفيكم خالد بن جعفر ، فقال له قيس بن زهير : وكيف تصل إليه وهو في جوار النعمان بن المنذر ؟

فقال لأقتله ولو كان في حجره ، ثم أخذ فرسًا من عتاق خيل بني مرة فأهداه للنعمان وأعجبه فأقبل عليه ورفع منزلته ، ثم إن النعمان دعا يومًا خالد بن جعفر في رهط من عشيرته والحارث بن ظالم وقدم لهما تمرًا فطفق خالد يأكل ويبلقي النوي بين يدي الحارث فلما فرغ القوم قال خالد : أبيت اللعن انظر ما بين يد الحارث من النوى فما ترك لنا تمرًا إلا أكله ، فقال الحارث : أما أنان فأكلت التمر وألقيت النوى ، وأنت يا خالد فأكلته بنواه فغضب خالد وكان لا ينازع ، فقال: أتنازعني يا حارث وقد قتلت حاضرك وتركتك يتيمًا فسي جحور النساء؟ فقال الحارث ذلك يوم لم أشهده وأنا مغن اليوم بمكاني .

قال خالد : فهلا تشكر لي إذا قتلت زهير بن جذيمة وتركتك سيد غطفان؟ قال : بل أشكرك وأخذه الغضب ، وافترق القوم فلما كان الليل أشرج خالد قبته عليه وعلى أخيه وناما ، فلما هدأت العيون خرج الحارث شاهرًا سيفه ، فهتك شرج قبة خالد بالسيف وقتله وهو يقول : يا خالد أظننت أن دم زهير كان سائغًا لك ؟

وانتبه أخوة عتبة فقال له الحارث : لئن نبست لألحقنك به ، وانصرف فركب فرسه وشرد ، وخرج عتبة صارخًا وأسوء جاراه واخفرتاه ، فأجيب : لا روع عليك ، فقال : قتل الحارث خالدًا وأخفر الملك فيه ، فوجه النعمان في أثره جماعة ، فلحقوا به فقتل منهم أفرادًا ورجع عنه الباقون ثم لحق بأهله .

شارك المقالة:
61 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook