قصة رائدة الإتجار بالبشر جورجيا تان

الكاتب: رامي -
قصة رائدة الإتجار بالبشر جورجيا تان
"لطالما كانت التجارة ، عمل مهم ومربح للتاجر ، ولكن أن يتاجر بعض البشر بالبشر أنفسهم ، لهذا هو الأمر الذي قد يندهش بسببه البعض ، فنقول كيف يمكن لسيدة مثلاً أن تتاجر بطفل ؟ فنحن نعلم أن الأنثى بوجه عام ، هي منبع الحنان والأمان ، ولكن أن تتحول إلى وحش يتاجر بأطفال ، لا يدركون ما حولهم كليًا ، لهذا هو الأمر الغريب ، ولكن جورجيا تان تاجرة الأطفال ، لم يستغربها البعض فقط ، وإنما تم تكريمها أيضًا! وهذه قصتها .

وُلدت جورجيا تان لعائلة ثرية ومرموقة ، حيث كانت والدتها ربة منزل ، بينما كان والدها يعمل قاضيًا ، ولم يكن لديهما سوى جورجيا ، التي لن تعش طفولة سعيدة للغاية ، وكانت حياتها بائسة.

وعقب تخرج جورجيا من كلية مارثا واشنطن ، بدأت في العمل كمعلمة لفترة قصيرة من الوقت ، إلى أن انتقلت للعمل بالشئون الاجتماعية ، وكانت في هذا الوقت تلك هي الوظيفة ، الأكثر ملاءمة لفتاة أرستقراطية مثل جورجيا ، وكان العمل لفتيات الطبقة الثرية في هذا الوقت ، هو العمل الاجتماعي المتوفر لهن ، إلا أنها لم تكسب مالاً فقط من عملها هذا ، بل فتح لها أفاقًا وأطماعًا جديدة .

لم تكن جورجيا من الفتيات اللاتي تحلمن بأسرة صغيرة ، وأطفالاً مثل أية فتاة أخرى ، فقد كانت مثلية الجنس ، ولم يكن إنجاب الأطفال طموحًا لها ، بقدر كسب المال ، نعم فعلى الرغم من كون جورجيا ابنة لعائلة ثرية ومثقفة للغاية ، إلا أنها كانت ترغب في امتلاك المزيد من المال ، وأتاح لها عملها الاجتماعي تلك الفرصة الثمينة ، حيث كانت تغلب على أفكار جورجيا أن الفقراء ، والمعدمين ليسوا سوى عبئًا على المجتمع ، ويجب التخلص منهم ، ولذلك كانت تحتقر كافة اللاجئين والمشردين .

وأمام تلك الأفكار الشاذة ، علمت جورجيا أيضًا أن التبني ، في ولايات بعيدة عن ولايتها ، يقدر به الطفل بثمن يصل إلى 750 دولارًا ، وهو ثمن عظيم في تلك الفترة ، فبدأت تفكر في كيفية تهريبالأطفال وإحالتهم لعائلات لتبنيهم ، مقابل الحصول على المال .

وبدأت جورجيا أفعالها الشيطانية تلك ، عقب عملها بإحدى دور الأيتام الكبيرة ، فبدأت بفصل الأطفال عن ذويهم بمساعدة والدها ، مستغلة القانون في هذا الأمر ، تحت ادعاء أن تلك المرأة مصابة بالمرض ، وليس لديها من يعولها هي والطفل ، فتبدأ بإجراءات فصل الطفل عن أمه ، مدعية أنها لا تصلح لرعايته على الرغم من اعتراض العديد من السيدات ، في تلك الأمور إلا أن سلطة والد جورجيا باعتباره قاضيًا ، كانت تحكم لصالح ابنته !

بعد ذلك قررت جورجيا أن تقوم بالعمل وحدها ، فافتتحت دارًا للأيتام ، تستطيع من خلالها أن تتاجر ،  بمن يقع تحت يديها من أطفال مشردة ، ولكن مع الأيام بدأت جورجيا بتكوين فريق عمل ، من الممرضات بمستشفيات الولادة ، فكان الطفل يؤخذ من أمه بدعوى أنه ولد ميتًا ، وعندما تعترض الأم أنها قد سمعت صوته .

يقال لها تم دفنه! هكذا بكل بساطة ، بالإضافة إلى فريق من المختطفين ، يستغلون تأخر الأم عن طفلها بالحضانة ، أو ملهى الأطفال ويتم سحب الطفل ، وتغيير اسمه وبعض ملامحه ، حتى لا يستطيع ذويه التعرف عليه فيما بعد ، وتقوم جورجيا بعرض الطفل في إعلان ؛ على صيغة هذا جورج الجميل يود أن يجد عائلة ، في عيد الميلاد فهل ستكون أنت ؟

وهكذا وبدأت تنتعش تجارة الأطفال مع جورجيا ، في الولايات البعيدة ، وفي المقابل كان عملها هذا يتم تكريمه ، باعتبارها الأكثر حنانًا على هؤلاء المشردون ، ورحمتهم من المكوث بالشارع .

بالطبع كان الأطفال حديثي الولادة هم الأكثر تفضيلاً ، بينما الطفل الأكبر عمرًا ، كان يتم تلقينه أن يجلس على ساقي العميل ، وأن يطلق الطفل عليه أبي وأمي ، من أجل استعطافه ، وبذلك استطاعت جورجيا بفضل حملاتها الإعلانية ، أن تجتذب لنفسها أكبر قدر من العملاء ، المتبنين للأطفال المشردين ، فكان من بينهم الكثير من الممثلين ومشاهير هوليوود.

تم التعامل مع جورجيا على أنها سيدة مجتمع أولى ، حتى أن الرئيس هاري ترومان ، قد دعاها لحضور حفل تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة عام 1945م ، وجدير بالذكر ، أن باقي الأطفال الذينلم يرغب أحد في تبنيهم ، كانت تتخلص منهم جورجيا ، بالتجويع أو بالإهمال .

إلى أن بدأت بعض التحريات حول جورجيا ، بعد أن لاحظ بعض المحققين تزايد أعداد الأطفال لديها ، فتمت التحريات بشأنها منذ عام 1928م وحتى عام 1950م ، ليكتشف المحققون اختطافعدد كبير من الأطفال ، في هذا الوقت ، بالإضافة إلى الكشف عم عمليات خطف وبيع جورجيا لأكثر من 500 طفلاً ، كما أنها اعتدت جنسيًا على الكثير من الفتيات الصغيرات ، اللاتي تم اختطافهنبدعوى التبني .

وعقب أن بدأت بعض التحقيقات مع جورجيا ، تبين إصابتها بسرطان الرحم ، وماتت في ثالث جلسة من التحقيق ، دون أن تتم محاكمتها ، كما استقالت القاضية كاميل كيلي ، والتي كانت تساعدها في عملتها الاختطاف ، دون أن تتم محاكمتها ، ويبدو أن الأمر كان جيدًا للعديد من السياسيين ، الذين تورطوا مع جوجرجيا في تلك العمليات التجارية الحقيرة ، وأُغلق ملف القضية ، دون أن تعثر العائلات على أطفالها ، لأن عمليات البحث في هذا الوقت كانت عسيرة للغاية ، خاصة مع بعد المسافات بين الولايات .

"
شارك المقالة:
60 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook