قصة رب ضارة نافعة

الكاتب: رامي -
قصة رب ضارة نافعة
"قد يحزن الإنسان لأمر كتبه الله عليه ، أو شيء حرمه الله منه فحكمة الله غلبت كل شيء ورب ضارة تنفع الإنسان أو نفع لا ينتفع به ، فالله سبحانه وتعالى مسير الأمور بالخير والشر ، ولهذا الكلام مختزل في جملة أطلقها العامة وهي رب ضارة نافعة .

قصة المثل :
ذات يوم خرجت سفينة تبحر في عباب البحر ، وعلى متنها من البضائع والركاب الكثيرون ، وإذا بريح عاتية وعاصفة شديدة تهب على السفينة فتقلبها رأسًا على عقب ، وقد نجا من الركاب رجلٌ أخذت تتلاعب به الأمواج وتسيره كيف تشاء حتى ألقت به على جزيرة مجهولة ومهجورة لا يوجد بها أحد .

وما كاد الرجل يستفيق من إغمائه ويلتقط أنفاسه ؛ حتى جثا على ركبتيه طالبًا من الله عزوجل العون والمساعدة ، وسأله أن ينقذه من الخطر المحدق به ، مرت عدة أيام والرجل يقتات من ثمار الشجر وصيد الأرانب البرية ، ويروي ظمأه من مياه الجداول القريبة ، واستقر به الحال حتى أنه بنى كوخًا صغيرًا من أعواد الشجر ليحتمي به في من برد الليل القارص .

وذات يوم وضع الرجل طعامه لينضج على نار أشعلها بأعواد الخشب ، وذهب يتجول حول الكوخ ، ولكنه حينما عاد فوجئ بأن النار أكلت الأخضر واليابسة والتهمت ما حولها حتى الكوخ الذي كان يرقد به احترق ، فأخذ الرجل يندب حظه العاثر ويبكي على ما آل إليه حاله .

ويهو قول: كل شيء احترق ، لم يعد لي في هذه الدنيا شيء ، لماذا يارب يحدث معي كل هذا ، ونام على حزنه وهو جائع ، وفي الصباح كانت هناك مفاجأة كبيرة في انتظاه ، حيث وجد سفينة تقترب من الجزيرة التي يمكث بها ، وتنزل قاربًا من قوارب النجاة لإنقاذه ،ففرح الرجل كثيرًا وحمد الله على النجاة .

ولما صعد على متن السفينة سألهم كيف وجدوه ؟ فقالوا : لقد رأينا دخانًا كثيفًا منبعث من الجزيرة ، فعرفنا أن هناك شخصًا على قيد الحياة يطلب الإنقاذ ، فتعجب الرجل من رحمة الله به ، وكيف أنه كان ناقم على ما جرى له ، وظنه شرًا ولكنه ما كان إلا خيرًا ، لذا إذا ساءت ظروفك فلا تخف ، فقط ثق بأن الله له حكمة في كل ما يحدث من أمور ، وأحسن الظن بالله .

"
شارك المقالة:
64 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook