قصة رجل بلا مأوى

الكاتب: رامي -
قصة رجل بلا مأوى
هذه إحدى القصص الحقيقية التي وقعت مع جون واطسون حيث يقول فيها : أحكي هذا للجميع لأنني شعرت بأنني مجبر على مساعدة أحدهم ، كان رجل بلا مأوى غيرني تمامًا وبسببه بدأت أساعد المحتاجين وأصبحت شخصًا أخر لم أكن أعرفه من قبل .

فعند مغادرتي للعمل في المساء ، وأثناء نزولي لركوب السيارة لاحظت أن هناك رجلًا يقف بجانب صندوق القمامة خارج المتجر القريب من العمل ، وبينما آنا أمشي إلى سيارتي شاهدته وهو يسحب أكياس القمامة في سرعة ، ويفحص كل ما كان فيها ، استرعى اهتمامي المنظر ووقفت أرقبه لقد فعل هذا لعدة دقائق .

وبالفعل وجد عدد قليل من البطاطس في كيس واحد أو اثنين وبعض من بقايا الهامبرجر في كيس آخر ، حيث يمكنني رؤية غلاف الهمبرغر يتدلى من فوق ركبته حيث كان يضع المواد الغذائية التي وجدها ، لم يزعج أحدًا أبدًا أو حاول أن يوقف أحد أو يتسول للحصول على المال أثناء دخول الناس إلى المتجر أو الخروج منه .

و بعد أن فحص كل النفايات قام بتنظيف المنطقة بعناية شديدة ، ولف الطعام الذي وجده في كيس الهمبرغر فقد كان يبدو أن يحمله لأحد ما ربما أطفاله أو زوجته أو حتى يحتفظ به لنفسه لأنه ربما لا يجد سواه في وقت لاحق ، كان قلبي يؤلمني حرفيًا حينما وقعت عيني على هذا المشهد .

رغم  أني لست الشخص الذي يساعد الناس بالمال أو بأي طريقه أخرى للأسف هذه حقيقتي ، فأنا حتى لم أساعد المحتاجين ، ربما لأني لم أشاهد من قبل أي شخص في الواقع يقف على سلة قمامة في محاولة للعثور على بعض الطعام ، لقد أثر في المشهد كثيرًا .

وهنا أدركت أنني يجب أن أساعده فخرجت من سيارتي ، وسألته إن كان بإمكاني أن أشتري له شيئًا يأكله ، فأخبرني أنه سيقدر أي شيء يمكنني الحصول عليه من أجله ، كان يركب درجه متهالكة فقلت له إذا كان من الممكن أن تتبعني فسأشتري لك وجبة في مكان الوجبات السريعة الموجودة في نهاية الشارع .

فتبعني بالفعل واشتريت له أكبر وجبة لديهم في القائمة ، والطلب الوحيد الذي طلبه مني بعد ذلك هو إن كان بإمكانه الحصول على كوب كبير من الشاي الحلو ليشربه مع وجبته! ، وعندما أحضرت له الطعام كان شاكرًا للغاية ، حينها أخبرني أن اسمه ستيف وهو رجل بلا مأوى منذ أن ماتت شقيقته في سبتمبر الماضي .

كان يحاول كثيرًا أن يترك الشارع لكن كان الأمر صعبًا للغاية ، فلم يساعده أحد وهو عليل لا يستطيع العمل ، فقلت له أن الله يحبه وسيفعل الخير دائمًا من أجله ، شكرني أكثر من مرة وعبر لي عن مدى امتنانه بتقديمي تلك الوجبة ، وعندما عدت إلى سيارتي شعرت بحملٍ كبيرٍ على قلبي بشأن هذا الرجل ستيف ، فعدت من على الطريق بعد أن سرت بالسيارة بضع خطوات ، فقد شعرت أنني يجب أن أعود لمساعدة هذا الرجل .

وعندما عدت وجدت أنه أنهى وجبته وكان يستعد لركوب دراجته كي يذهب بعيدًا ، اقتربت منه ثانية وسألته عما إذا كان بوسعي أن أساعده بأي شيء يطلبه ؟ فقال لي : حقا لا أريد شيئًا أنت رجلٌ تمتلك قلبًا من ذهب ، حينها لم يطلب مني المال وأنا أعلم أنه في حاجته / فسألته إن كان بإمكاني شراء بعض الوجبات ووضعها على بطاقة هدية له .

فقال لي بنوعٍ من الخجل سيكون هذا لطيفًا منك سيدي ، فعدت إلى ماكدونالدز واشتريت له بعض الوجبات وأعطيته بطاقة هدية ، ولكني عندما عدت إليه وجدته يبكي وقال لي أنه صلى من أجلي اليوم ! لم أكن متأكدًا مما كان يعنيه بقوله فكنت أفترض أنه كان يصلي من أجل ما فعلته معه كنوع من الشكر .

لذا شكرته على ذلك فقال لي “لا ، أنت لا تفهم لقد صليت أن يرسل الله شخصًا ليشتري لي وجبة ساخنة اليوم ، وأرسلك الله بالفعل لي اليوم كما دعوت ، لم أكن أعرف ماذا أقول حينها كنت عاجزًا عن الكلام ، الصلاة من أجل وجبة ساخنة فقط !

لقد كنت دائماً أصلي على طعامي لكني لم أصلي أبدًا من أجل وجبة ، فأنا لم أشك أبدًا في أنني لن أتمكن من الأكل في يومٍ من الأيام ، بدأت الدموع تملأ عيني وأخذت أقول في نفسي : يا إلهي كم أنعمت عليّ بالكثير من النعم ، وربما استخدمتني للإجابة على صلاة هذا الرجل المسكين  كي تخبره أنك تهتم  به وتعرف بما يمر !

ولكني فكرت أيضًا أن الله ربما استخدم هذا الرجل ، ليبرهن لي كم أنا مبارك ولدي نعم كثيرة ، قطع تفكيري صوت ستيف وهو يقول : هل ترى أنا مصاب بالسرطان ثم سحب قميصه وأشار إلى كتلة ضخمة كانت بارزة من بطنه ، قال لي إنه يعلم أنه لن يعيش أطول من ذلك بكثير .

فسألته أن يلتجأ لله فأخبرني أنه يلتجأ له ويدعوه دائمًا ، وهنا سألته إذا كنت أستطيع أن أصلي من أجله فقال لي إنني أستطيع فعل ذلك ، فصلينا هناك على رصيف ماكدونالدز والدموع تنهمر من عينيه ، أخبرني أنه يعلم أنه سيموت وأنه مستعد للموت فقد سئم من الألم .

وسيكون من الأفضل له أن يموت لأن هذه لم تكن حياة يستطيع العيش فيها ، مكثت إلى جواره وشجعته لبضع دقائق كنت أبكي أنا الأخر لكن صلاتي من أجله هذا اليوم أعطته أملاً  كبيرًا ، كنت أعرف أنني فعلت ما أراد الله مني أن أفعله فقد وضعه في طريقي عن عمد حتى أرى جيدًا وأزيل الغشاوة عن عيني .

لم أشعر قط بمثل هذا الشعور في مساعدة شخص ما كما فعلت اليوم ، وبسببه تذكرت كم النعم التي أمتلكها ، فلديّ سيارة تنقلني من مكان إلى آخر ، لديّ سقف فوق رأسي و ملابس نظيفة و نقود لشراء وجبة ساخنة ومياه جارية وكهرباء ، وصحتي ، ووظيفة وأسرة وأصدقاء ، اكتشفت أنني لدي كل شيء .

ففي بعض الأحيان يرسل الله المواقف في طريقنا لتذكيرنا بحالنا والنعم التي نحن فيها ، فلنشكر الله على نعمه الكثيرة ولنساعد المحتاجين في كل مكان ، فهناك الكثير من ستيف يقف في الشارع بلا مأوى ، دعونا ندعوا لهم جميعًا ونقدم لهم يد المساعدة .

القصة مترجمة عن :
Homeless man steve

شارك المقالة:
69 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook