سمعت سلمى صوت فرقعه عاليه تأتى من خلف المركبة و دخان أخضر كثيف يتصاعد من خلف المركبة فنظرت برعب إلى” منيمار” الذي كان يحاول أصلاح ما أمامه من أشياء كثيرة و تسارعت الأرقام بقوة و أزداد الدخان كثافة.
وصرخت “سلمى” برعب لا تدري ماذا يحدث وماذا يفعل الصبي منيمار بتلك الأجهزة الكثيرة أمامه ، اخذت تنظر إلى الفضاء الواسع من حولها ، ثم إلى منيمار الذي يحاول التحكم في الأزرار المضيئة أمامه و هنا سمعت “سلمى “صوت “منيمار” يصرخ قائلا : اقفزي الآن يا سلمى ستنفجر المركبة سنموت إن لم تقفزي الان.
و هنا نظرت “سلمى “برعب لذلك الفضاء الواسع الذي لا ينتهي من حولها و تلك الكواكب التي تدور من حولها كالكرة العملاقة فردت قائلة برعب: سأموت إن قفزت يا “منيمار” فأنا خائفة و لا أستطيع أن اقفز .فرد عليها قائلا : لا تخافي يا “سلمى “سأحملك بيدي، أنظري لهذا القفاز و هنا نظرت “سلمى ” إلى يديه و كان يرتدي قفاز غريب الشكل و اللون و ذو عشرون إصبع في اليد الواحدة .
و في تلك اللحظة أزداد الدخان كثافة ،فأصبحت لا تستطيع الرؤية وأصبح كل شيء لونه اخضر فقفزت مسرعة من المركبة و هي تشعر بالخوف بأن تسقط على الأرض وهنا استقبلها “منيمار” الصغير بقفازة العجيب و اندهشت “سلمى “بأن يستطيع هذا الطفل الصغير و بحجمه الصغير أن يمسكها بذلك القفاز العجيب و هنا سمعا معا صوت تحطم المركبة الفضائية .
و قالت “سلمى “بقلق : لقد تحطمت السفينة الفضائية يا “منيمار”كيف سأعود إلى منزلي و كوكبي الآن ، فرد عليها “منيمار” :لا تقلقين يا “سلمى “سوف أعيدك إلى بيتك سالمة ،بعد أن تساعدين شعبي شعب الظلال في أعمالة الكثيرة.
و تتعلمين هناك ، كيف تساعدين أمك و في تلك اللحظة نظر “منيمار” برعب وفزع شديد إلى ذلك الفراغ الأسود الشديد الضيق و كأنة طريق أسود طويل ممتد بلا نهاية ثم صرخ بفزع : لقد ضعنا يا “سلمى “وسط الفضاء فقالت “سلمى “بقلق : كيف يا “منيمار”..ماذا تقول أرجوك أخبرني كيف نضيع في الفضاء ؟
فرد عليها بحزن و هو يشير بيديه إلى ذلك الطريق الأسود قائلا: فذلك الطريق الأسود الطويل هو الطريق الفاصل بين كوكبي كوكب الظلال و كوكبك أنت كوكب الأرض فتنهدت بارتياح قائلة :الحمد لله يا رب فنحن إذن لم نضيع يا “منيمار” فكل ما علينا هو اجتياز ذلك الطريق الفاصل بين الكوكبين ونكون بأمان ،فلماذا أنت حزين و ما هي المشكلة يا “منيمار” ؟
و هنا رد “منيمار” بحزن : المشكلة يا “سلمى” كبيرة و أنت لا تفهمين شيئا ،فهذا الطريق الأسود الذي يجب علينا المرور منه انه كوكب الخيال قالت “سلمى” متعجبة و ما هو كوكب الخيال يا “منيمار” ؟
فرد عليها قائلا : لابد أن نمر من خلال كوكب الخيال إلى كوكبي كوكب الظلال الجميل و أن نواجه عشرات بل الآلف الخيالات للأطفال في الكون كله لكي نعبر بسلام يا “سلمى “وهنا صرخ برعب قائلا : احترسي يا سلمى أنه خلفك مباشرا .
احترسي وهنا التفتت” سلمى” برعب خلفها فوجدت ديناصور ضخم يركض خلف فتاة صغيرة و تركض الفتاة مسرعه وتصرخ بفزع بان ينقذها احدهم. و هنا أمسكت “سلمى “بيد الفتاة الصغيرة وأسرعت تركض بأقصى سرعة ممكنة ..وتسابق الريح و هنا صرخ “منيمار” قائلا: أسرعي يا “سلمى” و أدخلي ذلك الكهف هناك ، و أشار بيده إلى أحد الكهوف.
فدخلت “سلمى” و هي تجر الفتاه خلفها إلى الكهف المظلم الذي وجدة “منيمار” و قالت “سلمى “برعب وهي تصرخ : سيدخل الديناصور يا “منيمار “فماذا سنفعل الآن فرد عليها قائلا: لا تخافي يا “سلمى” من شيء و حمل حجرا كبير بالقفاز العجيب الذي يحمله ذو العشرين إصبع و قام بسد فتحه الكهف .
فشعرت “سلمى” بالارتياح و حمدت ربها ثم قالت بتعجب: ديناصور يا “منيمار” لقد انقرضت من ملاين السنين فرد عليها قائلا : لا تتعجبين يا سلمى فأنت في كوكب الخيال ،حيث كل شيء ممكن أن يحدث و هنا تذكرت “سلمى” الفتاة الصغيرة التي معهما بالكهف وهنا نظرت سلمى بفضول إلى تلك الفتاة الغريبة التي كان الديناصور.
يركض خلفها : و من أنت أيتها الفتاة الصغيرة ، و لماذا كان الديناصور يركض خلفك ، و من أين أتى هذا الديناصور الضخم فردت الفتاة الصغيرة قائلة : أنا الشرطية “حقيقة “و من كوكب الحقائق ، و لقد كنت في مهمة رسميه إلى كوكب الظلال الجميل و لكنني تهت في نهر الزمن وتعطلت مركبتي الفضائية.
وأرسلتني إلى كوكب الخيال بالخطأ ، و أريد الآن الوصول بسرعة إلى كوكب الظلال لأخبرهم الرسالة ،التي احملها من ملك كوكب الحقائق السلطان “حقيق ابن أبي معلومات” فرد عليها “منيمار” قائلا : أنا الأمير “منيمار “ابن الملك “هنشتار” ملك كوكب الظلال الجميل ما هي الرسالة التي معك إلي أبي أيتها الشرطية حقيقة ؟
فقالت “حقيقة” بحذر : آسفة أيها الأمير “منيمار “لا استطيع أن أخبر أحد بالرسالة ، إلا أمام ملك كوكب الظلال الجميل و هذا وعدى لفخامة السلطان “حقيق ابن أبي معلومات “و لا استطيع أن أخون العهد أبدا فهذه أمانة أيها الأمير الصغير فهذه أمانه كبيرة و سيحاسبني عليها ربى إن فرطت فيها و أخلفت وعدي و أنا لا أخون العهد أبدا.
فرد عليها الأمير قائلا : احترم حفاظك على الوعد أيتها الشرطية الأمينة و لذلك سوف تصطحبينني أنا و “سلمى” من كوكب الأرض إلى رحلتي إلى كوكب الظلال و هنا قالت “سلمى بتعجب : و ما هو كوكب الحقائق يا “حقيقة” فلم اسمع عنه من قبل ؟
فردت حقيقة قائلة: إن كوكبي هو كوكب الحقائق و المعلومات من جميع الكواكب، أيتها الفتاة من كوكب الأرض فتعجبت سلمى ثم قالت: كوكب الظلال و كوكب الحقائق والمعلومات فما هذه الأسماء الغريبة فأنا لا أفهم شيئا أبدا.
فقالت حقيقة لسلمى : هذه كواكب أخرى يا” سلمى” غير الكواكب التي تعرفينها و تعلمتيها في المدرسة كواكب غير مرئية و لم يكتشفها أحد من البشر بعد هل تفهمين ما أقول يا صديقتي الأرضية..
الكاتبة منى حارس
العربية
