قصة رحلة من الخطبة إلى الزواج (الجزء الثاني).

الكاتب: ولاء الحمود -
رحلة من الخطبة إلى الزواج (الجزء الثاني).

قصة رحلة من الخطبة إلى الزواج (الجزء الثاني).

 

إن أجمل لحظات السعادة التي نمر بها طوال عمرنا هي تلك اللحظات التي انبثقت فيها مشاعرنا بالحب وتلألأت فيها أعيننا لرؤية من نحب، فما أجمل لحظات الحب الحافلة بالسعادة؟!

كان الوالد متحمسا للغاية لفكرة زواج ابنه وخاصة من فتاة مثل “بونام”، فقد أخبره صديقه بأن ما يميزهم عن غيرهم أنهم مخلصين ووفين للغاية مع كل من عرفوه، صادقين أيضا ومثل هذه الصفات ندرت بزماننا.

توجب على الوالد إعطاء كافة النصائح لابنه عن حياته، ذكره بأنه طالما ما كان له الأب المثالي الذي يتمناه أي ابن بالدنيا، سأله والده عن إذا كان يحب فتاة أخرى، ولكن “بريم” كل ما كان يقلقه في أمر الزواج أنه بوقت مبكر للغاية، وأنه للتو قد أنهى دراسته الجامعية حتى أنه لم يعمل بعد.

جاءت نصيحة والده بحكم تجاربه بأن الزواج في سن مبكر يدعم التوافق والتناغم بين الزوجين إذ يسهل التكيف فتنمو العلاقة بينهما بثبات واستقرار لتصبح علاقة قوية تمتد جذورها لأجيال، وأن “بريم” لطالما حلم بتحقيق ذاته بالعمل وأنها ستعمل كمصدر إلهام له، تأخذ دائما بيده إلى الأفضل، وتشاطره أحزانه وتضاعف له سعادته مثلما فعلت والدته؛ في النهاية وافق “بريم” وأخذ صورتها من والده، وأول ما وقعت عينيه عليها دق قلبه ولم يستطع إبعاد نظره عنها، وأخبر والده بأن عليه الذهاب لرؤية عروسه وتبادل الحديث سويا لمعرفة مدى تناغمهما سويا

في مادهوبور

تلهفت أنظاره رغبة في رؤيتها على الحقيقة والتمعن في جمالها، ولكنه في البداية توجب عليه الجلوس هو وعائلته مع أسرة الفتاة، تزينت العروس بأفضل حلي وأول ما ظهرت خطفت الأنظار، لقد كانت في غاية الروعة والجمال قلبا وقالبا، أخذا ينظر كل منهما للآخر خفية، وها قد جاء الإعلان من العائلتين بأن عليهما الجلوس سويا ومعرفة شخصية كل منهما للآخر حتى يتمكنا من التوصل إلى القرار الصائب بأمر ارتباطهما.

جلست “بونام” خجولة ترتعد أطرافها من شدة الموقف التي تمر به، شعر بها “بريم” لذلك بدأ بالحديث: ” درست بجامعة إدارة الأعمال بدلهي، سافرت بعدها إلى الخارج لاستكمال دراستي على نطاق أوسع، أما عن حياتي العاطفية ذات مرة شعرت بأنني أميل عاطفيا إلى زميلتي بالدراسة الجامعية ولكنني لم أمتلك الشجاعة للتحدث معها، وبعد عام كامل اكتشفت أنها كانت على علاقة مع زميل لنا؛ حاولت مرة أن أدخن ولكن زوجة أخي اكتشفت أمري وأخذت علي عهدا بألا أدخن مرة أخرى، ومن حينها لم أدخن ثانية، أعتقد أنكِ قد علمتِ كل التفاصيل عني، هل من أية أسئلة؟!”

 

كان كلاهما متوترا للغاية، “بونام” لم تستطع طرح أية أسئلة عليه، بل كانت تجيبه عن كل الأسئلة؛ وفي النهاية جاء الوقت لمعرفة رأي كل منهما في الآخر؛ “بريم” أعطى موافقته على الفور فلقد سحر بجمالها وانبهر بأسلوبها الفريد، أما “بونام” فقد أخبرت ابنة عمها أنه يشبه عمها تماما، وأن الله قد استجاب لدعائها.

كانت عائلة “بريم” قد جهزت كل شيء من أجل الخطبة، تضايقت زوج العم “راما” من أجل ذلك فأرسلت في طلب زوجها لكي تحدثه في ذلك الأمر…

راما: “لقد جاءوا مستعدين لأمر الخطبة ولكن كان لزاما عليك أن تتحدث معهم مسبقا في أمر المهر، لن أسمح لك أن تنفق كل مدخراتنا من أجل زواج ابنة أخيك، فلدينا نحن ابنة ونريد تزويجها هي الأخرى”.

حزن الزوج كثيرا من موقف زوجته تجاه ابنة أخيه فبدلا من أن تسعد من أجلها تجادله بأن يرفض الزواج من أجل ألا يتكبد المصاريف الزائدة بسببها.

هنا تدخل والد “بريم” بأنه لا يريد إلا زوجة ابنه “بونام” ولا شيء آخر، فإنه لن يجد فتاة مثلها ولو بحث في الأرض طولا وعرضا؛ تمت الخطبة وتحدد موعدا للزفاف بعد ستة أشهر وسكنت الفرحة القلوب والكل متأهب ليوم الزفاف والجمع بينهما.

واستعدوا جميعا للرحيل والعودة إلى دلهي على انتظار الموعد المشهود، ولكن عم “بونام” دعاهم إلى قضاء بضعة أيام ببلدة تسمى “سوم ساروفار”، ووافق الجميع.

ما الذي سيحدث ببلدة “سوم ساروفار”؟

وكيف ستأخذ علاقة الحب بينهما شكلا مختلفا؟

 

 

شارك المقالة:
71 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook