قصة رداء التقوى

الكاتب: رامي -
قصة رداء التقوى
شهد أحد شوارع البلدة سلسلة من السرقات ، وكان ما يحدث مثيرًا للقلق ، لذا أرسلت الشرطة فريق للحراسة الليلية في ذلك الشارع ، والهدف هو الترصد لمن يقوم بأعمال السرقة والقبض عليه .

وذات صباح كان أحدهم في موقف مثير للشك ، حيث عندما طلب منه الشرطي التوقف للتحقق من هويته ومعرفة سبب تواجده في ذلك المكان ، رفض التوقف وعاد هاربًا ، وتقول المعلومات التي توصل بها مصلحة المداومة ، أن الشرطي عندما رأى الرجل وهو يهرب ، لجأ إلى استعمال مسدسه فأصاب الهارب في ساقه .

وتم القبض عليه ونُقل إلى المستشفى ، وطلب الطبيب المعالج بقائه في المستشفى لبضعة أيام ، وعند التحقيق مع ذلك الرجل في المستشفى ، ذكر في التحقيق إنه بائع خضار ، ويملك متجرًا في أحد الأحياء .

وذكر إنه تعود للذهاب إلى سوق الجملة بعد صلاة الصبح ، في المسجد كل يوم وقد استوقف عميد الشرطة تشديد الرجل ذو اللحية السوداء ، على إنه بإمكان الشرطة التحقق مما يقوله ، وسؤال إمام المسجد الذي اعتاد الصلاة فيه.

اجرى المحققون بحثًا حول ذلك الرجل ، ومن الغريب أن كل من سؤال عن ذلك الرجل أثنى عليه ، وعلى التزامه بصلاة الصبح في المسجد كل يوم ، وكان الشرطي الذي اطلق النار على ذلك الرجل هادئ الطباع ، ومعروفًا بدقة الملاحظة .

وذكر إنه اضطر لإطلاق النار على ذلك الرجل ، عندما رآه يتسلق أحد المنازل ، ولما رأى الرجل الشرطي اختبأ خلف السور ، وقال الشرطي إنه تظاهر بأنه لم يراه ، وليوهمه بأنه واصل السير ، أوقف دراجته النارية في منعطف وواصل تحريك الدواسة ، محدثًا صوتًا يوحي بأنه مضى .

فبدا للرجل المختبئ خلف السور أن الشرطي ابتعد ، فخرج من مخبأه ولكن الشرطي كان هناك وفاجئه ، وأمره بالتوقف لكنه امتنع وهم بالفرار ، وفي تلك اللحظة أطلق الشرطي النار .

ويرجح الشرطي أن يكون ذلك الرجل هو السارق ، الذي أثار الرعب في قلوب سكان ذلك الشارع ، وكانت مصالح الأمن في حيرة ، فهل تصدق الشرطي الذي أطلق النار بغرض القبض على الرجل ذو اللحية ، أم تصدق الرجل ذو اللحية السوداء ، الذي يزعم أن الشرطي أطلق عليه النار ظلمًا بينما هو في طريقه لسوق الجملة .

يبدو على الرجل وقار يكاد يبعد عنه كل شبهة ، ولكن سجل الشرطي الشاب لم يسجل إنه ارتكب أي خطأ مهني من قبل يومًا ما ، ولكن أن لم يثبت الشرطي صحة ما يقول فهو سيكون متهمًا ، بإطلاق النار على مواطن والتسبب في إصابته بجروح .

بقي الرجل ذو اللحية 7 أيام في المستشفى ، وأمر عميد الشرطة بعض الرجال بمراقبته ، وفي أثناءإقامته في المستشفى ، لوحظ أنه لم يزوره أحد سوى رجل كاد يدخل غرفته ، ولكنه عندما لمح وقوف رجال الشرطة في الجهة الأخرى من الغرفة انصرف وذاب وسط زحام الزوار في المستشفى .

ولكن بالرغم من تعذر معرفة هوية ذلك الشخص ، إلا أنه ظل موقفًا يثير الشكوك ، وكان على رجال الشرطة التحقيق العميق حول هوية الرجل ذو اللحية ، ولكن أكد إمام المسجد على مواظبته على أداء صلاة الفجر في المسجد .

لكن ما يثير الشكوك هو إنه يحضر فقط لأداء صلاة الفجر ، رغم قرب دكانه من المسجد ، وعند التحقق في هويته وجد أن عنوان إقامته هو نفس عنوان دكانه ، رغم إنه لا يقيم في دكانه ويرحل عنه كل مساء .

وبعد مراقبته لوحظ دخوله في أحد المنازل في حي مجاور ، وقررت الشرطة تفتيش المنزل ، وذهلوا لما شاهدوه فكان منزله يشبه مخزن حقيقي للسلع المختلفة ، وعند التدقيق عثر على أغراض قبل أبلغ اصحابها عن سرقتها من قبل .

وعلم الرجل ذو اللحية إنه لا مجال للإنكار ، وقام بالاعتراف إنه للتمويه تظاهر بالورع والتقوى ، وظل يواظب على صلاة الفجر مما جعل الكثير يثنون عليه ، وأحيل الرجل ذو اللحية إلى مركز الشرطة ، وحُكم عليه بالسجن خمسة أعوام .

شارك المقالة:
60 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook