قصة زهور الكوزمس

الكاتب: رامي -
قصة زهور الكوزمس
كانت هناك فتاة فقيرة تعيش وحدها ، وكانت دائماً ما تتذكر وصية والدتها قبل وفاتها ، وهي أنت تكون فتاة طيبة ولا تؤذي أحًدا ، وكانت تقوم بجمع زهور الكوزمس لتضعها على قبر والديها ، وكانت تخص تلك الزهور لوضعها على قبرهما ، لأن والدتها كانت تحب زهور الكوزمس .

وكانت تذهب الفتاة إلى البحيرة ، التي كان ينمو بجانبها زهور الكوزمس لجمعها ، ترتدى قبعة مثقوبة ورداءً بالياً وشالاً ، ولم تكن سلتها تحوي سوى قطعة خبز واحدة ، وكانت تلك الأشياء كل ما تملكه تلك الفتاة الفقيرة .

الفتاة تساعد الفقير :
وفي أحد الأيام خرجت الفتاة ، نحو البحيرة المجاورة لمنزلها ، وجلست هناك وكانت تتأمل نقاء المياه مع روعة الخضرة المحيطة بالبحيرة ، وفجأة أتى فتى فقيراً متكئاً على عصا ، ويبدو عليه الفقر والشقاء .

وما أن أقترب منها الفتى ، حتى قال لها : مرحباً أنا جائع جداً وسقط متعباً على الأرض صرخت الفتاة ، وقالت : يا الهي ، ما الامر ؟ ، كرر الفتى كلامه : أنا جائع جداً وأشعر بتعب شديد ، فأنا لم أتناول الطعام منذ يومين ، فنظرت الفتاة إلى سلتها ، والتي كان بداخلها قطعة من الخبز ، وتذكرت وصية والدتها وهي كوني طيبة وساعدي الناس ، وسوف يرعاك الله ، فأمسكت الفتاة بقطعة الخبز التي كانت لديها ، وأعطتها للفتى الفقير وفرح الفتى الفقير ، وشكر الفتاة وتناول قطعة الخبز ورحل .

رحلة جمع الكوزمس :
نهضت الفتاة من جلستها لتقوم بجمع زهور الكوزمس ، التي تود جمعها لعمل عقد تضعه على قبر والدتها ، وبينما هي في طريقها لمكان زهور الكوزمس ، هبت رياح شديدة وعاصفة قوية ، وطارت قبعتها بعيداً فحاولت مقاومة الرياح ، وأسرعت الفتاه حيث توجد زهور الكوزمس ، المزروعة بجوار الينبوع .

وكان الفتاة عليها أن تسرع قبل أن تغرب الشمس ، ويحل المساء وبينما الفتاة تسير ، سمعت صوت بكاء ، تطلعت يميناً ويساراً ، حتى وجدت كومة من أوراق الشجر المتراكمة ، ويسمع من تحتها صوت البكاء .

فاقتربت الفتاة وأزالت أكوام أوراق الشجر ، فوجدت طفلاً يبكي من شدة البرد ، وقد جمع أوراق الشجر حوله لتشعره بالدفء ، وعلمت الفتاة أن ذلك الطفل كان يلعب في الغابة ، وضل طريق عودته إلى المنزل .

وظل يبكي وهو يشعر بالخوف ، ويرتجف من شدة البرد ، فنظرت إليه الفتاة وتذكرت مرة أخرى وصية والديها ، هي مساعدة كل من كان في مأزق ، فنزعت الشال الذي كانت ترتديه ، وأعطته للطفل وفرح الطفل وأرشدته لطريق العودة .

أكملت الفتاة مسيرتها ، وبدأت الأمطار تتساقط فركضت الفتاة أسرع ، فكان عليها أن تسير مسافة طويلة للوصول ، إلى الينبوع وزهور الكوزمس ، وكان عليها الوفاء بوعدها لوالدتها بجلب قلادة من زهور الكوزمس لها .

وبينما تسير سمعت صوت بكاء مرة أخرى ، وقد كانت فتاة صغيرة تجلس بملابس مبللة باكية ، لأن زوجة والدها قد طردتها من المنزل ، لتناولها مزيد من الطعام ، فتعاطفت الفتاة معها ، وقامت بنزع ملابسها وارتدت هي الملابس المبللة ، وأعطت الفتاة ملابسها الجافة ، واصطحبتها معها في رحلتها .

أكملت الفتاة سيرها حتى وصلت أخيراً إلى الينبوع ، ويا لها من مفاجأة فلم تجد الفتاة زهور الكوزمس ، عند الينبوع فقد ماتت جميعها بسبب الرياح والعواصف ، فألقت بسلتها غاضبة .

ظلت تبكي وخاصة لم يعد لديها طعام ، وملابسها مبللة ، وبينما تنظر الفتاة إلى الينبوع وهي تبكي ، وأذ بنجم يسقط من السماء إلى الينبوع ، وتنمو زهرة الكوزمس في الينبوع ، اندهشت الفتاة من ذلك وكادت لا تصدق ما حدث .

وقامت بالتقاط زهرة الكوزمس من الماء ، وهي فرحة ونظرت إلى السماء لتشكر الله ، وإذ بالعديد من النجوم تتساقط من السماء ، وتتحول إلى زهور الكوزمس حتى امتلأ الينبوع من الكوزمس .

فقد بكت الطبيعة لشدة ، ما تأثرت بطيبة قلب تلك الفتاة ، فتحولت دموعها إلى نجوم ، التي تحولت بدورها إلى زهور الكوزمس ، وصنعت الفتاة فستاناً من زهور الكوزمس ، وارتدته وصنعت عقداً جميلاً لوالدتها ، وذهبت لتضعه على قبر والدتها .

شارك المقالة:
64 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook