قصة ساعة دقيقة باتساع الحديقة

الكاتب: رامي -
قصة ساعة دقيقة باتساع الحديقة
ليست هي أكبر ساعة في العالم ، لكنها من كبريات الساعات ، وحتى نراها لابد من أن نرجع لأكثر من قرنين من الزمان .

كارلينوس والقرن الثامن عشر :
تصوروا نحن الآن في القرن الثامن عشر ، نقف مع عالم نباتات أوروبي اسمه ، كارلينوس ، نطل من شرفة قصره ، على حديقة واسعة مليئة بالزهور والنباتات المختلفة .

ساعة كارلينوس :
هو يمسك بمنظار وليس معه ساعة ، ونحن لدينا ساعة ، لنختبر به دقة ساعته ، ننظر في ساعتنا ونسأله : كم الساعة الآن يا بروفيسور ليوس ، فيرفع منظاره إلى عينيه ، وينظر إلى حديقته ، ويخبرنا بالساعة ، فنكتشف مندهشين أنه لايخطيء في تحديد الوقت ، نكرر التجربة على مدار اليوم ، ونكتشف دائماً أنه يحدد الوقت بدقة ، وكأنه ينظر إلى ساعة !!

خدعة أم حقيقة :
نتصور أن في الأمر خدعة ما ، ولكننا بعد التحري والتفتيش ، لا نكتشف أي خدعة ، ولما أعيانا البحث وأرهقنا ، عن سر اكتشاف ساعة لينوس العجيبة تلك ، سألناه :  فأخبرنا بالسر وهو يضحك مسروراً ، قائلًا : أنه يعرف الوقت من الزهور .

التوقيت وساعة الزهور :
فالزهور لديها مواعيد محددة ، تتفتح فيها كأنها تصحو من النوم ، ومواعيد أخرى تنغلق فيها لتنام ، والزهور تتفتح وتنغلق ، تبعاً لإحساس بتلاتها بالضوء ، يلاحظ ويدرّس ويدون ملاحظاته واستنتاجاته ، وفي النهاية حصل على تصنيف دقيق ، لأوقات انفتاح الزهور ، وأوقات انغلاقها ، وبمجرد النظر إلى الزهور ، يستطيع تحديد الوقت وكأنه ينظر إلى ساعة .

مواعيد تفتح وانغلاق الزهور :
فكل زهرة في مكان ، لها وقت معين تصحو فيه متفتحة ، ووقت معين تنغلق فيه وتنام ، فزهرة الهاندباء تتفتح في السابعة صباحاً ، وزهرة أذن الفأر تتفتح في الثامنة صباحاً ، وزهرة قطيفة الحقل تتفتح في التاسعة صباحاً ، وزهرة حلمة الصمت تنغلق في العاشرة صباحاً ، وزهرة الآلام تتفتح في الثانية عشر ظهراً ، وزهرة الخصب القرمزية تنغلق في الساعة الواحدة ، أما زهرة زنبق الماء فهي تنام في الخامسة عند الغروب .

ساعة كارلينوس المدهشة :
تدهشنا ساعة كارلينوس هذه ، حتى أننا نظل نستمتع بسؤاله عن الوقت ، وهو يجيبنا بعد أن يتطلع إلى الزهور في حديقته الكبيرة ، كأنه ينظر في ساعة باتساع الحديقة ، وهي ليست أكبر ساعات العالم .

العالم أيضاً ساعة :
فالعالم نفسه بمجراته ونجومه وكواكبه ، هو ساعة هائلة ساحرة الدقة ، والآن فلنودع عالم النبات كارلينوس ، ونعد مرة أخرى إلى زماننا الحالي ، لكننا بعد العودة ، سنجد أنفسنا ننظر دائماً بدهشة وسعادة وفرحة شديدة ، إلى الزهور في النهار ، وإلى السماء في الليل .

شارك المقالة:
54 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook