قصة سامي المشاغب

الكاتب: رامي -
قصة سامي المشاغب
الدين المعاملة ، هكذا حثنا ديننا الحنيف ، في التعامل مع بني البشر ، فلا نقابل الإساءة بالإساءة ، بل نحرص على مقابلتها بالإحسان ، اقتداء بأفعال رسولنا الكريم ، نبينا محمد صل الله عليه وسلم ، فقد تعرّض نبينا إلى مواقف كثر ، تأذى فيها كثيرًا ، إلا أنه لم يكن يرد الإساءة بإساءة ، بل كان يقابلها بإحسان ، فلا يتعدى على غيره ، أو يأتي على حقوقهم ، وهذه من الأخلاق الحسنة .

الحكاية :
سامي طفل مشاغب ، اشتهر دائمًا بأنه غير هادئ ، ويحب التكاسل والتأخر يوميًا عن موعد المدرسة ، وكثيرًا ما تعدى على زملائه بالضرب والعنف ، مما تسبب في كراهية من جانب الزملاء له ، خاصة وأن أفعاله كانت سيئة للغاية ، فقد كان يتعدي بالضرب على كل من هم أصغر منه عمرًا ، ويسرق طعامهم ، وإذا ما حاول أحدهم الدفاع عن نفسه ، كان ينال نصيبه من الضرب المبرح ، من جانب سامي .

كانت مديرة المدرسة ، دائمة العقاب والتوبيخ لسامي ، وكثيرًا ما استدعت ولي أمره إلى المدرسة ، إلا أن كل ما تعرض له من عقاب ، لم يثنيه للأسف ، عن أفعاله وشغبه الدائمين .

وكان لسامي زميل بنفس صفه ، يدعى أحمد ، وكان أحمد على العكس تمامًا من سامي ، فكان خلوقًا هادئًا ، يمرح ويلعب مع أصدقائه بود ، ومتميز أيضًا ، بحسن استماعه لمعلميه ، وتفوقه دراسيًا ولا يظلم أيًا من زملائه .

وفي أحد الأيام ، قام أحمد بالاجتهاد قليلاً ، واستطاع أن يحل مسألة عسيرة على الجميع ، وكانت إجابته صحيحة ، فقامت معلمته بالتصفيق له بنفسها ، أمام زملائه ومنحته وسامًا ، يعلقه على صدره بصفته الأكثر تفوقًا بين زملائه .

فرح أحمد كثيرًا بالوسام ، وشعر بالفخر وقام زملائه بتهنئته ، إلا أن سامي كان يحمل في قلبه حقدًا كبيرًا على أحمد ، وقرر أن ينتزع منه أحمد زميله فرحته .

عندما ذهب أحمد في طريقه ، عائدًا إلى المنزل ، عقب يوم دراسي طويل ، قابله سامي في الطريق ، وقطعه عليه ، وطلب من أحمد أن يعطيه الوسام ، فرفض أحمد أن يمنحه جائزته ، وأخبره أنه وسام قد أُعد خصيصًا له ، فغضب سامي ، وضرب أحمد وسرق وسامه ، وتركه يجلس أرضًا وهو يبكي بشدة .

تغيب سامي عن المدرسة ، بعد تلك الواقعة لعدة أيام متواصلة ، كان زملائه قد فرحوا بشدة لغيابه ، وتمنوا ألا يعود إليهم مجددًا أبدًا ، إلا أن أحمد كان هو الوحيد ، الذي شعر بالقلق عليه ، وقرر أن يزور سامي في بيته ، فرفض الزملاء واستنكروا قول أحمد بشدة ، إلا أن عامر كان الوحيد الذي وافقه الرأي ، بضرورة السؤال على زميلهم ، حتى وإن كان مؤذيًا .

ذهب أحمد وعامر إلى منزل سامي ، وطرقا الباب لتفتح لهما والدة سامي ، وتستقبلهما بترحاب كبير ، ثم أدخلتهما لرؤيته ، فوجدا سامي مريض بشدة ، وقد تعذر عليه الخروج من المنزل بسبب مرضه الشديد ، وجلسا بجواره ، فبكى سامي بشدة واعتذر من أحمد ، عما فعل معه وقال لهما ، أنه آسف لكل أفعاله السيئة .

التي أبعدت كل من حوله عنه ، فقال له أحمد المهم أنك الحمد لله ، بخير مهما حدث ، وسوف تشفى قريبًا ، وأما عني فأنا قد سامحتك ، لأن الله عز وجل قال لنا في كتابه الكريم (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) ، وفي تلك اللحظة تعانق الأصدقاء جميعًا ، وقرر أحمد أن يمنح سامي الوسام ، كعهد صداقة بينهما .

شارك المقالة:
71 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook