قصة ستيفن وصحن المعكرونة

الكاتب: رامي -
قصة ستيفن وصحن المعكرونة
في منتصف الطريق وفي تمام الساعة العاشرة مساءًا كان ستيفن ذو الـ 14 عامًا يسير وحده فيالشارع في ليلة باردة ، والثلوج تهطل بغزارة من حوله ، كان ستيفن يسير بلا هدف في الطريق لأنه تشاجر مع والدته ، وخرج من المنزل والدموع تملئ عينيه .

فقد وقع بينهما شجارًا كبيرًا في الصباح ، لأن والدته استفسرت عن درجاته المنخفضة في الامتحان الأخير ، ووبخته لإهماله في المذاكرة واللعب طوال الوقت ، ولكن ستيفن رد على أمه بشكل سيء ولم يكن يدرك أنها فعلت ذلك خوفًا عليه ورغبة في أن يكون متفوق .

حينما غادر ستيفن المنزل ظل يمشي قرابة الساعتين ، وبينما هو يسير شم رائحة ذكية جذبته فاقترب منها  ، وقال لنفسه ما أجملها من رائحة أنا حقًا لا أستطيع مقاومتها ، فقد كان يشعر بالجوع الشديد ، واكتشف أنه لا يملك في جيبه ولا قرش واحد .

فحزن لذلك ووقف أمام محل المعكرونة الصغير وهو يمني نفسه بطبق منه ، ولكن بعد أن وقف فترة أمام المحل ، قرر المغادرة والابتعاد عن تلك الرائحة التي تثير الجوع بداخله ، فرأه صاحب المحل  ، وخرج له وهو يبتسم في وجهه ثم قال : ما رأيك في دعوة لتتناول معي بعض المعكرونة ؟

فقال له ستيفن : لكني لا أمتلك المال كي أدفع لك ، فابتسم صاحب المحل وقال له : وأنا لا أريد منك مال أنا ادعوك لتأكل معي ما تريد ، فدخل صاحب المحل بصحبة ستيفن وأعد له وعاء ساخن من المعكرونة الحلوة اللذيذة .

أكل ستيفن المعكرونة الحلوة وشكر صاحب المحل من كل قلبه ، وقال له أنا مدين لك بجميل وسارده يومًا ما ، فقال له صاحب المحل : أريد أن أعرف فقط السبب الذي كان يبكيك قبل أن تدخل المحل ، فروى ستيفن ما حدث معه ومع والدته من تلك المشاجرة ، وأخبره أن والدته لا تفهمه وتعنفه كثيرًا .

فسأله صاحب المحل هل تشعر أنك مدين لي بسبب ما أكلته في مطعمي اليوم ؟ فقال ستيفن نعم بالفعل ؟ فابتسم صاحب المطعم وقال له : جيد يا عزيزي ولكن دعني أخبرك أمرًا إن أمك كانت معك منذ ولادتك ، حملت بك وولدتك واهتمت بك ولعبت معك وأنت طفل صغير ، وأعانتك في الأوقات الصعبة وسهرت على رعايتك في مرضك ، وكانت موجودة دائمًا عندما احتجت إليها ، وحتى الآن هي تحارب من أجلك لكي تكون في أحسن حال ، ألا تشعر بالدين لها ؟

فأدرك ستيفن أنه أخطا مع والدته وشكر صاحب المحل على نصيحته وهرع بعدها إلى المنزل ، وهناك رأى والدته تقف وهي تزرف الدموع في قلق وحزن على غيابه عنها ، وعندما رأته سعدت وفرحت به كثيرًا ، وقالت له :

هيا يا ستيفن لقد كنت أبحث عنك في كل مكان وطهيت لك وجبتك المفضلة ، هيا تعالى لتأكل لعلك جائعًا يا صغيري ، فعانقها ستيفن وناشدها أن تغفر له ما فعل  ، ووعدها أنه سيجتهد في دراسته ولن يجعلها تحزن ثانية بعد الآن ، فهذا جزاء الحب الأبوي غير المشروط .

 

شارك المقالة:
66 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook