قصة سفاح يوركشاير الرهيب

الكاتب: رامي -
قصة سفاح يوركشاير الرهيب
ظهر في الفترة من عام 1975م وعام 1980م ، في شمال انجلترا ، سفاح يوركشاير الرهيب ، الذي شغل الرأي العام فترة ليست بقصيرة ، قتل خلالها 13 امرأة معظمهن من بائعات الهوى ، غير أن بعضهنكن ربات بيوت محترمات ، علاوة على تلميذة شابة ، ونظراً لعدم تمكن الشرطة من القبض على السفاح ، طوال تلك السنوات ، فقد تقدم كثير من المنجمين ، ومدعي القوى الروحانية الخارقة ، بإفادات متناقضة أحيانًا حول هوية القاتل.

السفاح والشرطة :
لقد أرسل السفاح عدة رسائل الي الشرطة ، وشريطاً مسجلًا يسخر فيها من جميع رجال سكوتلانديارد ويتحداهم ، وقد تم فحص الشريط الصوتي من قبل علماء في الصوتيات ، كما تم عرضه في مؤتمر عام على أحد يتعرف على الصوت المسجل ، كما أن الشرطة استجوبت خلال تلك السنوات مئات المشبوهين ، ولكن بدون أن تتوصل إلى القاتل .

تنبؤ بمواصفات للسفاح :
وفي يوليو عام 1979م ، عندما كان نشاط السفاح على أوجه ، فوجئت الشرطة بمقالة في إحدىالصحف ، تضمنت صورة للقاتل تم رسمها ، حسب وصف البصَارة المشهورة ، دوريس ستوكس ، وكانت دوريس ستوكس قد استمعت الى الشريط المسجل ، وتنبأت أن طول السفاح 5 أقدام و8 بوصات ، ويدعى جوني أو روني ، وفي وجهه ندبة أسفل عينه اليسرى .

وقالت : إنه كان حليق الوجه ، ويعيش في شارع اسمه بيرويك أو بيويك ، واسم عائلته يبدأ بحرف الميم ، وكان قد دخل مصحة عقلية حيث تلقى علاج نفسياً ، قبل خروجه وارتكابه للجرائم .

وصف أدق للسفاح :
وادعت السيدة دوريس ستوكس أنها حصلت على تلك المعلومات ، عندما اتصلت بوالدة السفاح المتوفاة ، واسمها مولي أو بولي ، وقد وافق مفتش المباحث الهولندي النفساني جيرارد كروسيت ، على ما قالته السيدة ستوكس ، وأضاف أن السفاح كان يعرج قليلاً ، ويسكن في غرفة فوق كاراج في ساندرلاند .

مبصِر آخر :
أما المبصر باتريك بارنارد فقد عارض سابقيه ، وقدم في أواخر عام 1980م ، بعد مقتل الطالبةجاكلين هيل ، وصفاً للحادثة وللقاتل حيث قال : كان الحرفان رن ، ظاهرين بوضوح ، بلون أبيض فوق كتف معطفه الأسود ، وكنت أرى نفسي في اسكتلنده ، وشعرت أنه كان يعمل في غواصة نووية ، هل يفسر ذلك كل شيء ؟

بحار فى غواصة ، يغيب شهوراً في البحر ، ويترك الشرطة تبحث عنه في البر ، كما كشف بارنارد ، أنه شاهد في رؤية كذلك عربة قطار مهجورة ، حيث كان السفاح يغير ملابسه قبل عودته إلى بيته المطل على نفق لسكك الحديد .

القبض على السفاح :
ظل أمثال ستوكس وبارنارد وكروست يصولون ويجولون في تنبؤاتهم ، إلى أن تم القبض على السفاح ، في 2يناير 1981م ، ولم تكن توجد ندبة في وجهه ، وكان ملتح ، ولم يكن اسمه جوني أو روني ، ولكيكن يسكن في شارع بيرويك ، أو بيويك ، ولم يتلق علاج في مصحة ، ولم يكن يعمل في غواصة ، ولا كان يعرج ، ولم يكن يسكن في بيت مطل على نفق السكك الحديد ، ولم يكن يتردد على عربة قطار مهجورة ، كان اسمه بيتر ساتكليف ، وكان يعمل سائق شاحنة ، ويعيش في بيت مع زوجته بضاحية ، برادفورد الهادئة.

القبض على السفاح :
لقد تم الكشف عن بيتر أثناء اجراء روتيني للشرطة ، كان يجلس مع فتاة ليل معروفة ، داخل سيارة في موقف للسيارات ، عندما قام أحد مفتشي الشرطة بالتحقيق عن طريق الكمبيوتر ، من أرقام لوحة السيارة التي كانا يجلسان داخلها ، ولقد تبين أن أرقام اللوحة ، لا تتماشى مع أوصاف السيارة ، فاقتيد بيتر الي المغفر للتحقيق معه ، حيث لم يبد أية إشارة تدل على أنه القاتل المطلوب .

غير أن المفتش تذكر أثناء التحقيق ، أن المشتبه به طلب منه بعد خروجه من السيارة ، أن يسمح له بالتبول خلف محطة وقود قريبة ، فحدثته نفسه بالعودة إلى هناك ، وتفحص المكان حيث عثر على فأس ملطخة بالدماء .

الحدس والحاسه السادسه :
لم يكن لدى ذلك المفتش أي قوى خارقة ، أو قدرة روحانية على الاستبصار ، لقد استجاب فقط لحدسه وحاسته السادسة ، فاكتشف صدفة أخطر سفاح ، عرفته بريطانيا في القرن العشرين .

حياة السفاح :
لقد اعترف السفاح بجميع جرائمه ، وقدم تقريراً مفصل عن كل منها ، وخلال المحاكمة التي استغرقت ثلاثة أسابيع تبين أن سوتكليف كان من مواليد عام 1946م ، وأنه تزوج في أغسطس عام 1974م ، مدرسة تدعي سونيا زورما كانت على شجار دائم معه ، وعندما كان صوتها يعلو أثناء الشجار ، كان بيتر يطلب منها خفض صوتها لكي لا تزعج الجيران.

وفي أول أكتوبر عام 1975م بدأ ستوكليف سلسلة جرائمه بقتل بائعة الهوى ويلماماكان البالغة من العمر 28 عاماً ، وعندما تم القبض عليه ، في مطلع عام 1981م بشهر يناير ، كان عدد ضحاياه قد بلغ 13 امرأة .

هوس الجاني:
وقد عثر في قمرة قيادة الشاحنة التي كان يقودها ، علي ورقة مكتوب فيها بخط اليد : في هذه الشاحنة رجل لو أطلق العنان لعبقريته لهز الأمة ، وأخضع بطاقته الديناميكية جميع من حوله ، من الأفضل تركه نائمًا .

المحكمة :
كانت هيئة المحلفين تتكون من 6 رجال و6 نساء ، وكان قانون العقوبات عام 1957م ، يسمحبتخفيف عقوبة المجرم اذا ثبت جنونه ، وقد ادعى السفاح أنه كان يشكو من اضطرابات عقلية ، وأنه كان يسمع أصوات تدعوه الى قتل بائعات الهوى ، وأنه كان يقوم بمهمة مقدسة ، وعندما فحصته لجنة طبية في السجن ، أعلنت في تقريرها أن ستوكليف كان مصاب بالفصام ازدواج الشخصية .

الادانة:
بيد أنه لم يبد عليه أية علامات للجنون أثناء محاكمته ، كما أن بعض ضحاياه لم يكن من بائعات الهوى ، وهكذا تمت ادانته ، وصدر حكم عليه بالسجن مدى الحياة ، وبثلاثين سنة كحد أدنى .

السجن والجنون :
وفي السجن كان يقول ، أنه مازال يسمع أصواتًا ، ولذلك تم نقله الى مستشفى الأمراض العقلية ، في مارس 1984م ، حيث ساءت صحته العقلية وأخذ يشكل خطراً على حياة المقيمين والعاملين هناك ،لقد دلت جرائمه على أنه شخص غير سوي ، ولكن هل كان حقاً مجنوناً ، أم أنه ادعى الجنون وتظاهر به ؟ ، لقد ظلت حقيقة قواه العقلية لغزاً غامضاً ، لم يكشف النقاب عنه .

شارك المقالة:
46 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook