قصة سورة الشرح

الكاتب: رامي -
قصة سورة الشرح
"تجلى القرآن الكريم بروح المناجاة إلى حبيب الله المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام ؛ كما ذكر المولى عز وجل الكثير من البشرى وتيسير الأمور لعباده ؛ وذلك لتقديم الاطمئنان والسكينة في نفوس المؤمنين.

جاءت سورة الشرح لتشرح النفوس وتطمئنها بقدوم اليسر بعد العسر ؛ حيث يقول الله تعالى في سورة الشرح بسم الله الرحمن الرحيم { أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ }

نزلت سورة الشرح بعد نزول سورة الضحى ، وكأن المعنى الوارد فيها جاء ليُكمل المعنى الذي ورد بسورة الضحى ، تتجلى بسورة الشرح روح العناية الإلهية والمناجاة إلى رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، كما تحمل البشرى بالفرج واليسر الذي يأتي ليزيل أي عُسر أو صعاب أصابت الإنسان .

وردت روايتان في سبب نزول سورة الشرح ، وتقول الرواية الأولى أنها نزلت بسبب معايرة كفار قريش للمسلمين داخل مكة بسبب فقرهم ، فأنزل الله تعالى “ِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا” ؛ ليبشر الله عباده بالفرج القادم .

وجاءت الرواية الثانية تبعًا لما ذكره ابن كثير بأن الرسول صلّ الله عليه وسلم سأل الله عزوجل من فضله الذي أفاض به على الرسل والأنبياء من قبله ؛ حيث المعجزات الكثيرة مثل إحياء الموتى وتسخير الرياح ، لذلك أنزل الله تعالى سورة الشرح ليُذكر نبيه صلّ الله عليه وسلم بنعمه العظيمة عليه ؛ حيث قد هداه إلى الحق وحفظه وهو طفل يتيم .

تبدأ سورة الشرح بسؤال ولكنه ليس سؤالًا للإجابة ؛ بل إنه جاء ليخاطب النبي صلّ الله عليه وسلم ويؤكد المعنى الوارد بالآية الكريمة ؛ حيث يقول الله تعالى ” أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ” ؛ وهنا يشير المولى عزوجل إلى هداية رسوله الكريم إلى طريق الدعوة والإيمان وحفظ الوحي .

وتأتي الآية الثانية لتُكمل حديث الله تعالى إلى رسوله الكريم في قوله تعالى ” وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ” ؛ أي قد تمت إزالة ما قد سلف من رسول الله صلّ الله عليه وسلم خلال أيام الجاهلية .

ثم تأتي الآية الثالثة كنتيجة لما قبلها في قوله تعالى ” الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ” ؛ وهو ما يعني أن تلك الأوزار السابق ذكرها والتي أسقطها الله سبحانه وتعالى عنك ؛ كانت ستثقل في حملها على ظهرك ؛ لذلك كانت إزالتها رحمة من المولى عزوجل .

ويؤكد الله تعالى في الآية الرابعة على مكانة رسوله الذي رفع من شأنه في قوله تعالى” وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ” ؛ أي أنه رفع من شأن مكانته وذكره في الدارين الدنيا والآخرة ، وعلى سبيل المثال وليس الحصر على ارتفاع شأن ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ هو إرفاق اسمه في نطق الشهادتين التي تقول “أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله” ، وكذلك يُذكر اسم الرسول الكريم أثناء إعلاء الآذان.

تأتى البشرى بالفرج في الآية الخامسة في قوله تعالى ” فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا” ؛ ويقدم الله وعده بأن الفرج سيأتي بعد كل حالة عُسر وضيق ، ثم يؤكد المولى عزوجل على نفس المعنى في الآية السادسة في قوله تعالى ” إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا” ؛ وقد ورد عن رسول الله صلّ الله عليه وسلم قوله “لن يغلب عُسر يُسرين”.

ثم يأمر الله تعالى رسوله الكريم بكثرة الدعاء في قوله تعالى بالآية السابعة ” فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ” ؛ وهو ما يعني كثرة التوجه إلى الله والسعي إلى الرزق ، وجاءت أيضًا الآية الثامنة والأخيرة بتتمة للأمر الإلهي في قوله تعالى ” وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ” ؛ أي التضرع إلى الله سبحانه وتعالى خشيةً من عذابه ورغبةً في رحمته وغفرانه.

"
شارك المقالة:
62 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook