يحكى أنه فى قديم الزمان كان هناك فتاة جميلة تدعي سوسن، كانت سوسن تعيش وحيدة مع أباها وأمها تروفى يوم تذكر الأب الطيب أن له خاتماً من الذهب تركه عند صديق له يدعي سلمان، فعندما حس أن ساعته قد إقتربت، دعا سوسن وأخبرها أن تتصل بهذا الصديق لتأخذ الخاتم الذهبي منه وتستعمله فى وقت الشدة، فهذا الخاتم سحري !
بكت سوسن عندما فهمت ما يفكر فيه الآب وقال له : ولكن بقاءك بجاني يا أبي أفضل من ألف خاتم ذهبي، إلا أن الله عز وجل قد توفي والدها وصعدت روحة إلى بارئها.
بعد فترة أخذت سوسن تبحث عن صديق والدها لتنفذ وصيته ولكنها لم تعثر عليه، حتى ملت من البحث عنه ويأست أن تجدة، وبينما هى تتنزة يوماً فى الغابة وحيدة سمعت صهيل حصان، أخذت تلتفت حولها حتى وجدت شاب وسيم يركب على حصان أبيض جميل جداً، تقدمت سوسن نحوه وسألته : من أنت يا سيدي ؟ فرد الشاب : أنا ابن سلمان، ماذا تفعلين وحدك فى الغابة وعمن تبحثين .. قالت له سوسن : أبحث عن صديق والدي الذى يدعي سلمان، هل تساعدني ؟ رحب الشاب بمساعدة سوسن المسكينة وأخذها إلى منزل والده سلمان.
حكت سوسن إلى سلمان قصة والدها وأخبرته أنها تريد الخاتم الذهبي، قال سلمان : بالفعل إن الخاتم السحري موجود لدي الآن، ولكنى لا أستطيع تسليمك إياة فى الوقت الحالي، ولكي تستعيدية عليك أن تأتي إلى بورقة مخطوطة بماء الذهب، وستجدي هذة الصورة فى صندوق من ثلاثة صناديق متشابهة تماماً، تعجب سوسن من كلام الرجل وقالت له أنها لا تعلم أى شئ عن قصة الصناديق الثلاثة، قال لها الرجل أنها والدها لم يستطع أن يخبرها بها وإلا يبطل مفعول الخاتم السحري .. عليك الآن أن تذهبى إلى منزلك وتبدأي البحث عن الصنداق الثلاثة، تساءلت سوسن : ولكن كيف سأعرف الصندوق الذى بداخلة المخطوطة وهم جميعاً متشابهين، قال سلمان : عليك أن تعتمدي على ذكاءك للتعرف عليه، فصندوق واحد هو الذى يحتوي على المخطوطة والصندوق الثانى يحوي عقرب فى داخلة والثالث يحوي أفعي سامة .. إحذري فعليك ألا تخطئى أبداً فى فتح الصناديق وإلا ستعرضين نفسك للموت!
أعطاها سلمان مفتاح لتفتح الصندوق، عادت سوسن إلى منزلها خائفة تفكر فى أمرها ولا تدري ماذا تفعل، أخذت تفتش فى المنزل حتى وجدت الصناديق الثلاثة تحت سرير والدها، أخذت تتأملهم بحذر شديد ولا تتجرأ على الإقتراب منهم أو لمسهم .. وفجأة خطرت لها فكرة، إقتربت بحذر من الصنادق وأخذت تنصب بأذنيها لعلها تسمع أى أصوات تأتى من داخل الصندوق لتعلم مكان الأفعي والعقرب، وفعلاً وجدت صندوق واحد لا يصدر منه أى خربشة أو أصوات غريبة، فقررت فتحة وأدخلت المفتاح، وإذا بشعاع ذهبي قوي جداً يضئ أرجاء المنزل، أخرجت سوسن من الصندوق مخطوطة الذهب وهى تشعر بالسعادة والحماس .
ذهبت مسرعة إلى منزل سلمان وأعطته الورقة، فأحضر لها سلمان الخاتم السحري على الفور قائلا : هذا الخاتم ملك لك الآن ضعيه فى إصبعك وإمسحي علية مرتين، ثم إطلبي كل ما تتمني وسيتحقق بإذن الله.
إرتدت سوسن الخاتم ومسحت علية وقالت : يا خاتمي الذهبي أريد زوجاً مثالياً وبيتاً صغيراً هادئاً وذرية صالحة أربيها فى طاعة الله عز وجل، وفعلاً تحققت أمنيتها وعاشت سوسن مع زوجها فى سعادة هناء وظل الخاتم السحري فى إصبعها لا يفارقها أبداً، وكانت دوماً تحمد الله الذى أعطاها ما تمنت .عاها وتسهر على راحتهما، مرت أيام طويلة ولم يأت أى حد لخطبة سوسن التى بدأت تكبر فى السن شيئاً فشيئاً، بدأت سوسن تشعر بالحزن وتفكر كل ليلة فى عيش حياة سعيدة مليئة بالحب والأطفال الصغار .
وفى يوم من الأيام ماتت والدتها فجأة، فأصاب سوسن حزناً شديداً لفراقها وأخذت تبكي كل ليلة وحيدة فى غرفتها، كما حزن والدها كثيراً لموت زوجتة وأصبح مشغولاً بإبنتة الوحيدة ولا يكف عن التفكير ليل نهار فى مستقبلها .. لمن سيتركها إن لحق بزوجتة هو الآخر، وقد أصابة المرض وأصبح عاجز عن الحركة وأيامه أصبحت معدودة