أوجد التقدم العلمي في ميدان الطب ، مجالاً خصباً للقضايا الشرعية ، والمشكلات الأخلاقية ، فهناك مسائل بنوك الحيوانات المنوية ، واستئجار الأرحام ، والتلقيح الاصطناعي وسواها ، ومن أوائل القضايا التي شهدتها المحاكم ، حول شرعية التلقيح الاصطناعي ، قضية السيدة الفرنسية كورين بارباليه ، والتي كانت مصممة على انجاب طفل من زوجها المتوفى !

كورين وألن بين زواج ووفاة :
قابلت كورين الضابط ألن ، أول مرة في شهر أغسطس عام 1981م ، وسرعان ما اكتشفت أنه مصاببمرض عضال ، يستدعي اجراء عملية جراحية ، قد تتركه عقيماً ، ولذلك اتفق ألن مع كورين على وضع مخزون من حيواناته المنوية ، في مركز لحفظ المني قبل اجراء العملية ، ولقد تدهورت صحة ألن بعد ذلك ، بسرعة وتوفي بعد يومين من عقد قرانه على كورين ، في المستشفى بتاريخ 23 أول شهر ديسيمبر عام 1983م .

الزوجه وقرار وزارة الصحة :
لم يترك ألن أية وصية بخصوص حيواناته المنوية ، غير أن زوجته ووالديه ، أصرا على أنه أعلن قبيل وفاته ، عن رغبته بإنجاب طفل من كورين ، ولما أصر بنك المني على عدم التصرف بالحيوانات المنوية ، إلا بعد الحصول على إذن من وزارة الصحة ، فتوجهت الزوجة كورين إلى الوزارة المذكورة ، للحصول على الإذن المطلوب ، لكن الوزارة رفضت اعطاءها  التصريح ، بحجة أن موضوع التلقيح الاصطناعي ، مازال قيد الدراسة .

الزوجة والقضاء :
لجأت السيدة كورين أخيرًا إلى القضاء ، فحكمت لها المحكمة التي عقدت في شهر أغسطس عام 1984م ، بحقها في أخذ الحيوانات المنوية الخاصة بزوجها المتوفي ، من البنك ، وعندما سمعت السيدة بارباليه الحكم بكت فرحاً ، وشكرت هيئة المحكمة ومحاميها قائلة لهم : هذا الحكم جعلني ، امرأة سعيدة .

الزوجة وفشل التلقيح الاصطناعي :
لكن سعادة السيدة بارباليه لم تتم ، نظراً لأن حيوانات زوجها المنوية كانت ضعيفة ، ربما بسبب مرضه ، ولذلك قرر الأطباء تلقيحها بمخزون زوجها جميعًا ، غير أنه تم الإعلان عن فشل المحاولة ، في مطلع شهر يناير عام 1985م ، فقد فشلت كورين في الحصول على طفل ، عن طريق التلقيحالاصطناعي .

الزوجة والحدث التاريخي :
ورغم فشل كورين في الحصول على طفل بتلك الطريقة ، إلا أنها قد نجحت في فتح الأبواب أمام شرعية ذلك الاجراء ، من الناحيتين القانونية والتاريخية .