قصة صاحب شفرة حرب أكتوبر

الكاتب: رامي -
قصة صاحب شفرة حرب أكتوبر
"يوجد في هذا العالم الكثير من اللغات التي تنطق ، ولكن أهلها لا يكتبون هذه اللغات ، ويرجع سبب ذلك إلى أن هذه اللغات غالبًا ما ينشغل أهلها بمقومات الحياة عن الجوانب الثقافية وتدوين انجازاتهم الثقافية .

وواحدة من تلك اللغات التي لا تكتب ، ويتكلم بها عدد قليل من البشر هي اللغة النوبية في جنوب مصر في محافظة أسوان ، ولا شك أن لهذه اللغة دور كبير في أحداث حرب أكتوبر وهزيمة إسرائيل عام 1973م ، فمن صاحب هذا الاقتراح ؟ وكيف تم التفكير لاستخدام هذه الخطة؟

البطل النوبي أحمد إدريس صاحب خطة استخدام اللغة النوبية كشفرة سرية في حرب أكتوبر 73 :
إن هذا البطل هو أحد الجنود النوبيين في الجيش المصري ، كان له فضل في تغيير أحداث الحرب لصالح القوات المصرية ، ويخبرنا البطل أنه دخل الجيش عام 1954م كعسكري متطوع وحضر العدوان الثلاثي ، وظل في صحراء سيناء منذ عام 57 حتى حرب اليمن ، وبعدها دخلت البلاد في حرب 1967م ، وكان يعرف جميع مناطق صحراء سيناء شبرًا شبرًا.

كيف اشترك في الحرب أكتوبر عام 1973م
كان عمله هو ضبط الحدود مع مكافحة المخدرات ، وكان معدل الخسائر بقوات حرس الحدود يزداد يومًا عن يوم ، وبناء على ذلك تم إصدار قرار بضم ضباط صف من قوات حرس الحدود ، ووفقًا لأوامر الفريق عبد المنعم رياض تم تدريب المختارين لمدة 3 سنوات ، على جميع المعدات بالقوات المسلحة ، من المركبات من العجلة وحتى الدبابة ، والإشارة ، وأعمال كتابية ، والتعيينات ، وصاعقة ، وكافة الفرق.

كيف جاءت فكرة استخدام اللغة النوبية كشفرة للتواصل داخل الجيش أثناء الحرب؟
عانى الجيش المصري لفترات طويلة من قدرة العدو الإسرائيلي على فك الإشارات المرسلة ، وارتبك الجيش فترة طويلة ، فقد ظل جنود الجيش حوالي سبعة أيام لا يستطيعون إرسال المزيد من الرسائل الداخلية بين وحدات الجيش ؛ لأن اليهود يأخذون تلك الأخبار ويتحركون وفقها ، وكانت هذه الأحداث بعد تولى الرئيس السادات الحكم بحوالي 3 شهور.

بعد ذلك قام قائد الجيش بعمل مؤتمر للفرق والكتائب ، لبحث ذلك الأمر ، وعلم إدريس بالأمر ، حيث بلغه أن قادة الجيش الكبار يبحثون عن حل لمشكلة إرسال الشفرات دون أن يتمكن العدو الإسرائيلي من حلها ، ومعرفة محتواها ، وفي ضوء ذلك أشار إدريس على قائد اللواء ورئيس الأركان أن يستخدموا اللغة النوبية .

رد فعل قادة الجيش على فكرة إدريس واستخدام اللغة النوبية كشفرة خلال الحرب :
كان إدريس يرى أن في هذه اللغة ما يميزها عن غيرها ، فعندما يتراسل بها اثنان هي لغتهما الأم ، لن يستطيع أي شخص سواهما معرفة مفاد الرسائل بينهما ، وبالفعل كانت وجهة نظر سديدة ، وعندما علم الرئيس السادات بها وافق على الفور على العمل وفقها ، وأخبرهم أن هذا السر من الأسرار العسكرية ، ويتعرض من يفشيه للمحاكمة العسكرية.

كيف تم اللقاء بين الرئيس السادات والبطل إدريس :
طلب الرئيس لقاء البطل ، وهناك أخبره بالفكرة كاملة ، وعلى سبيل التخطيط للأمر ، تم اختيار الجنود المكلفين بنقل الرسائل واستقبالها من الجنود الذين تربوا في أرض النوبة القديمة ، وأخبره أن هذه اللهجة نوعان ، النوع الأول هو لهجة الكنز والنوع الآخر هو لهجة الفتكا ، وبالفعل تم اختيار344 جندي منهم 172 يتكلمون لغة فتكا ، والآخرين يتكلمون لغة كنز.

كيف كانت طبيعة العمل في سيناء على الحدود؟
كان الجنود المكلفون بإرسال الرسائل ، يعيشون في بئر ومغارات طبيعية طول النهار ، وفى الليل كانوا يخرجون لجمع المعلومات عن عدد المركبات في المنطقة ؛ ليعرفوا أعداد العدو وحجمه ، ولم يكن معهم سلاح كانت مهمتهم التجسس فقط ، وكانوا حسب الخطة يتكلمون بالنوبي ؛ لإرسال الإشارات بتحركات العدو .

كيف تم استخدام اللهجة النوبية في الحرب:
تم إطلاق أسماء المركبات ، والسيارات ، والإشارات ، وأسماء الجنود ، والمحطات ، بأسماء مختلفة عن طبيعتها ، وكلها باللهجة المتفق عليها وهي اللغة النوبية ، وتم إطلاق هذه الاسماء بالاتفاق حتى لا يعرفها العدو ، أما وقت الحرب فقد كانت إشارات البدء أيضًا باللهجة النوبية ، وتعنى في الاشارة النوبية السجن دى فكوتى .

تكريم البطل أحمد إدريس من الرئيس عبدالفتاح السيسي :
واليوم وبعد أربع وأربعين سنة من انتهاء الحرب ، تم تكريم البطل من الرئيس ، ولم ينتظر البطل هذا التكريم ، فهو يرى أنه واجبه تجاه بلاده ، وأن أسرار الحرب ليست سببًا للوجاهة الاجتماعية.

 

"
شارك المقالة:
48 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook