قصة صدقي حدسك

الكاتب: رامي -
قصة صدقي حدسك
كانت فتاة عادية تدرس في الجامعة ، لم يكن لها أخوة من والديها ، في أحد الأيام كانت نائمة واستيقظت على صوت الهاتف المنزلي يدق بلا توقف ، فخرجت مسرعة وحين أجابت عرفت أن والديها توفيا في حادث سيارة ، لم تتمالك نفسها من هول الصدمة ، شعرت أن حياتها تنهار تمامًا .

بعد مرور ساعة واحدة على العزاء قام أحد أعمامها وطلب أن يتحدث إليها ، ودخلت غرفة المكتب ووجدت هناك باقي أعمامها وعمتها الوحيدة ، بعد أن تحدثوا إليها برفق لدقائق عرفت نواياهم الحقيقة ، حين طلبوا منها أن يقسم الإرث على حسب الشرع .

وطلبت منهم أن يؤجلوا أي حديث في هذا الشأن بعد مرور على الأقل ثلاثة أيام ، باتت ليلتها تبكي على وسادتها ، شعرت بأن الدنيا تدور بها ، وتحتاج إلى القليل من السكر ، فتحت المبرد ولم تجد أي شيء يمكن أن تتناوله .

فارتدت ملابسها بسرعة ونزلت إلى الأسفل لتشتري شيئًا تتناوله ، حينها وجدت هذا الشاب الذي لا طالما كان يبدي إعجابه بها ، نظر إليها وكأنه صياد وجد فريسته ، وقال بعض كلمات العزاء ، فردت هي بنظرة حزن ممزوجة بخوف ، دفعت ثمن عبوة العصير التي أخذتها وغادرت إلى شقتها مسرعة ، كانت دائمة الخوف منه ، قد يكون لأثر الجرح في وجهه أثر مرعب عليها .

في نهاية اليوم الثالث من العزاء قدم أعمامها وعمتها وجلسوا مجددًا في غرفة المكتب الخاصة بوالدها ، وكانت تعرف سبب تواجدهم ، والموضوع الذين يودون أن يتحدثوا حوله ، ابتلعت ريقها بصعوبة وحين دخلت إلى الغرفة وجدت وجهًا مألوفًا ، كان هذا الوجه لصديق والدها منذ الطفولة ، والمحامي الخاص به وكاتم أسراره .

فسلمت عليه واحتضنها برفق شديد وطلب منها أن تجلس جواره ، بدأ يتحدث موجهًا كلامه إليها ، أخبرها ألا تحزن وأنه معها ولن يتركها أبدًا ، ثم توجه إلى جميع الحضور وتحدث إليهم بشيء من الحزم .

وأخبرهم أن والدها الراحل كان يعلم أن هذا اليوم قادم لا شك في ذلك ، وبالتالي كان قد سبق ووضع كل ترتيباته بخصوص هذا اليوم ، بدأ يقرأ الوصية التي تركها والدها الراحل ، كان الأمر صادم للجميع .

فقد سبق وسجل والدها الشقة التي تسكن فيها باسمها ، والتي كانت شقة فارهة ومرتفعة الثمن للغاية ، أما باقي الأموال فقد جمدها باسمها في شهادات بنكية تدر ربح شهري ، يمكن أن تعيش به دون الحاجة لأحد .

أما عن أخوته فقد كتب لهم قطعة من الأرض الزراعية ليتشاركوا فيها وحدهم دون الفتاة ، ، وأعتبر الأعمام أن ما فعله الأب بمثابة إهانة لهم ، وسرقة لحقوقهم في إرثه ، واجهوا الفتاة بقسوة ، وهددوها أن تعيد لهم حقوقهم .

فحذرهم المحامي أن أي تصرف غير لائق مع الفتاة قد يحرم صاحبه من إرثه في الأرض ، وتحصل عليه الفتاة بدلًا منه ، صمت الجميع وقبل الرحيل أخبروا الفتاة أن تبحث عن أهل سواهم ، هم لا يريدون أن يجمعهم بها أي علاقة .

وكانت الفتاة هادئة تشعر بالصدمة مما حدث ، فلم تكن تتوقع أن يفعل والدها ذلك ، ومرت الأيام بطيئة كئيبة حزينة ، لم تكن الفتاة تخرج إلا لشراء احتياجات المنزل ، وكانت في كل مرة تقابل الشاب المريب .

ولكن الغريب في الأمر أنها لم تعد ترى في عينيه نظرات الشر التي كانت تراها فيه ، وحين ركزت في وجهه أدركت أن أثر الجرح الذي كان يرعبها دائمًا ، لم يعد يشكل لها فرقًا ، كان يعاملها بطريقة مختلفة ، كانت تشعر بالقليل من التعاطف معه ، أو ربما تكون تعلقت به بشكل أو بآخر .

في أحد الأيام كانت الفتاة في منزلها وحدها كالعادة ، وكان الجو بارد للغاية فكانت تجلس في غرفتها تقرأ أحد الروايات ، حين سمعت صوتًا في الخارج ، لم تدر ماذا تفعل ، لا تعلم بمن تتصل لينقذها ، نظرت من فتحة المفتاح بباب غرفتها ولمحت شخصًا يتحرك ، تملكها الفزع فتذكرت هاتفها .

بحثت مجددًا لعلها تجد شخصًا ينقذها ، لم تجد سوى رقم المحل بأسفل المنزل ، تمنت أن يكون الشاب في وردية عمل لهذه الليلة ، ولكن ماذا تقول له ، فهي لم تتحدث معه أكثر من ثلاثة أو أربعة كلمات طوال مدة عمله في المحل .

فكرت وقررت أن تجرب ، خفضت صوت هاتفها وبدأت تراسله من خلال رقم المحل المسجل على هاتفها ، كانت تأمل أن يرى الرسالة أحد ، ودق قلبها بسرعة مع حركة الرجال في الخارج ومع رؤيتها لهاتفها حين تأكدت أن هناك من قرأ الرسالة ويكتب رد في الحال .

أطمئنت حين أخبرها أنه سينقذها على الفور ، وألا تخاف وتختبئ في دولاب ملابسها ، فعلت ما قاله لها ، ولكنها صدمت حين سمعت أحدًا يركل باب الغرفة فانفتح الباب عن أخره ، وبدأت تسمع صوت ضحك هستيري .

وكانت تضع يدها على فمها حتى تمنع نفسها من الصراخ ، حين فتح باب الدولاب ووجدت أمامها الشاب صاحب الندبة في وجهه يقف أمامها مبتسمة ، بدأت تبكي دون صوت ، لم تدر ماذا تفعل .

هددها بسكين في يده ، فأسرعت ناحية النافذة حاولت أن تصرخ لكنها لم تستطع أن تنطق بكلمة واحدة ، فقدت وعيها من هول الرعب والخوف ، وحين استيقظت وجدت الشرطة تحوطها من كافة الاتجاهات .

حين هدأت عرفت أن السكان في الشقة المقابلة للعمارة التي تسكن بها شاهدوها وشاهدوا من يهددها ، فاتصلوا بالشرطة والتي أتت على الفور ، منذ ذلك الحين قررت الفتاة أن تثق في حدسها وأن تصدق قلبها ، وألا تثق في أحد مطلقًا .

قصة عن أحداث واقعية .

شارك المقالة:
66 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook