قصة صوفي

الكاتب: رامي -
قصة صوفي
أينك ؟ لماذا لم تأتي إلى الاجتماع ليلة أمس ؟ طيلة الصباح وسيدتي تسألني لماذا لم تأتي! تعرفينها .. بالنسبة لها سواء كانت في مكتب الاستشارة أم هنا في البيت ، يجب أن تحشر أنفها في شئون كل شخص .

نبذة عن المؤلف :
قصة من روائع الأدب الافريقي ، للمؤلفة سندوي ماجونا ، ولدت سنودي في جنوب إفريقيا بالقرب من مدينة كيب تاون ، وتخرجت من جامعة جنوب إفريقيا ، وحصلت على درجة جامعية أخرى من كولومبيا الأميركية ، وتمتاز مؤلفاتها أن لها أبعاد انسانية عميقة وانحياز واضح للمرأة ولمعاناة المرأة.

المرأة التي أعمل عندها :
قلت لها أنك وعدت بالمجيء ، ولم أعرف سبب تغيبك ، تبيني الأمر ؟ أم أتبينه أنا ؟ هذا ما تطلبه مني خصوصًا أنها تعرف إنني لا أريدها أن تتحدث مع كل الخادمات وسيداتهن ، هكذا تختتم سؤالها عن أمر لا أحب أن أكلمها عنه ، وتورطني في مشكلة مع سيدات تلك النساء ، تعتقدين أن المرأة الملونجو لن تشغل نفسها بنميمة الخادمات ، لكن ليست المرأة التي أعمل عندها .

حال وأحوال وزواج :
كيف حال أم ساقي القلق هذه الأيام ؟ آمل انها مريضة وتعبة من تبديل الخادمات ، لقد تعبنا من رؤية وجوه جديدة في مطبخها كل يوم ، لكنني أعتقد أنك تشغلين عقلك ، أعتقد أنك ستبقين عندها ، لا تعبئين بهرائها ، ذلك جيد ، يجب أن تفكري بأطفالك فقط ، تعرفين ، أعتقد أن سيدتي قلقة من أن تضيعك سيدتك الملونجو كما ضيعت إميلدا ، تعرفين أن إميلدا لا تستطيع الإنجاب ؟ لذلك السبب غير ذلك الشاب الوسيم الذي يعمل في مشفى سكورجروت راية بشأن زواجه منها ، لقد أرسل أهله إلى أهلها ليتفاهموا بشأن الزواج .

إميلدا والإجهاض والتجريف :
لكنه كان قلقا ، حاول كثيرًا إنجاب الأطفال ، لكن عبثًا لم تستطع أن تحمل ، وعرّافة بعد عرّافة لم تستطع مساعدتها ، وتعرفين كونها حملت من قبل قبل أن تعرف ذلك الشاب الوسيم ، عرفت أنها قادرة على الإنجاب ، حاولا وحاولا لكن عبثًا ، لم تستطع إميلدا أن تحمل ، وأخيرًا أخبرها طبيب أبيض بالسبب : سألها متى حملت آخر مرة ، وعرفت بعدها من الطبيب ما حدث ، ذلك الطبيب الذي أخذتها له سيدتها ، والذي قام بالإجهاض أجرى لها تجريفًا ، نظفها ليس مما كان داخل رحمها فقط ، بل من كل ما يمكن أن ينمو فيه مستقبلاً .

مجرد امرأة ملونجو :
ماذا كان يفعل الرجل المسكين بعد سماع ذلك ، لماذا يريدها بعد ذلك ؟ سيدتي تعتقد أن سيدتك هي الأسوأ ، طبعًا لذلك السبب تعرفين ، المرأة التي أعمل عندها ، لا ترى القليل من الخير في السيدات ، وفي البعض عموما ، أقول لك تلك المرأة إنسان ، كائن بشري رغم أنها بيضاء ، تشعر بالشخص الآخر ، تعرفين أنها اشترت لي البيت الذي أعيش فيه في ماونستان ؟ تعرفين ذلك ؟ وهذه التي أتحدث عنها ليست ابنة أمي ، وليست أختي ، بل مجرد امرأة ملونجو أعمل عندها ، هذا كل شيء ، لكنها تشتري لي بيتًا ! كم سيدة تفعل ذلك لخادماتها ، كم سيدة !

عطاء بمقابل ثمن :
طبعا أدفع ثمن لطفها معي ، أدفع لها ، تعتقدين أن كائن يمشي على قدمين يمكن أن يفعل لكي الكثير دون مقابل ؟ ألا يقول لنا البائع الهندي في دكانه : لاشيء مقابل لاشيء ، وقليل جدًا المعروض للبيع ؟ أمتلك بيتا جميلاً مزودًا بالكهرباء والماء ، ولكن كتفي وقدماي تؤلماني دائمًا ، عمل ، عمل ، عمل ، أعمل حتى أقع منهكة كل يوم ، تسترد نقودها فورًا من كتفي وركبتي ، ذلك ما تفعله .

الزعيمة نومبيني :
أنا لم أر نومبيني منذ فترة ، كيف حالها ؟ماذا تقصدين أنك لا تعرفين شيئًا عنها ؟ اعتقدت أنكما بنات عم ، أليس كذلك ؟ يدهشني أنها لا تأتي لزيارتك يوميًا ، نومبيني زعيمة بالولادة ، كان يجب أن تكون مدرسة وتنجب اثني عشر ولدًا ، ولديها زوج يكسب نقودًا كافيه ، هكذا تستطيع أن تبقى طيلة الوقت مع الأولاد تتزعمهم ، أرى أنك لم تسمحي لها أن تتآمر عليك ، لابد أنه سبب عدم مجيئها ! إلى غرفتك لتقول لك ما تفعلين ، ومالا تفعلين ، صحيح ؟

تذمر ووخز ضمير من صوفي :
أطفالك ، هل تدبرت أمر إحضار الصغار التي قلت أنك قلقة بشأنه ؟ شيء مخجل ؟ هؤلاء النساء اللاتي نعمل عندهن يعاملننا كالكلاب ، بل أقل من الكلاب ، أقص معظمهن ، أشعر بالآسي كثيرًا عندما أتذمر من سيدتي ، لأنها في الواقع جيدة ، كل الفتيات الأخريات يشتكين من أشياء واقعية ، مشاكل حقيقية وكبيرة ، سيداتهن يدفعن لهن أجرًا زهيدًا ، ولا يتركهن يرتحن ، ساعة واحدة يوميًا ، نصف يوم أسبوعيًا ، أنا أحصل على كل هذه الأشياء .

صوفي والسيدة الطيبة :
ألست الفتاة التي تحسدها كل الفتيات ، ؟ أوه صوفي ، الله يحبك ، يا عزيزتي ، كيف وجدت امرأ ملونجو جيدة هكذا ؟ استمع لك الكلمات وقلبي يقول لي انها صحيحة ، لا يسعني التشكي مثل الفتيات الأخريات ، أحصل على أجر جيد ، وعندما أواجه مشاكل في البيت ، سيدتي تعلم بها وتعمل معي على حلها ، أقول لنفسي يجب أن أتفهم وضعها حينما تغضب ، سيدتي طيبة تلك هي الحقيقة ، أتذمر فقط لأنها تجعلني أخدم أناس سود مثلي ، فأشعر بالإهانة ، هذه هي الحقيقة .

أخدم السود هذا ليس عدلاً :
أنا خادمة ، وهم أساتذة وممرضات وعمال اجتماعيون ، وماذا يعني هجري لبلدي ، وآتي لكي خدم في مطبخ امرأة بيضاء ، وها هي تأخذ سيارتها ، وتأخذها إلى البلدة لتجلبها إلى هنا ، إلى مطبخها ، هل هي التي ستخدم كل هذه البلدة التي تجلبها إلى هنا ، كلا فالخادمة هنا ، الآن ! أنا خادمة لأناس سود ، لا أقول أنه يجب أن أحب الناس جميعًا ، لكن في الحقيقة هذا ليس عدلاً ، أتعرق من أجل ناس فقراء مثلي ، الناس البيض يبقششون ، أما السود فيأتون ليأكلوا فقط ، وأكون محظوظة عندما يقول لي أحدهم : شكراً لك.

الغضب :
أحيانًا أغضب وأفكر في ترك تلك المرأة ، لكنها اشترت لي بيتًا جميلاً ، أرضيته مفروشة بالسجاد ، فيه غرفة حمام حقيقي ، غرفة حمام أستطيع استخدامها ، كيف تتركين امرأة اشترت لك بيتا كهذا ؟ أشعر أن البيت قيد ، لأنني بسببه لن أستطيع ترك تلك المرأة ، هكذا هو القيد ، لا تضعين قدمك في أسمنت طري ، واذا فعلت ارفعي قدمك قبل أن يجف ، لقد جف أسمنتي وقدماي الاثنين في بيت تلك المرأة ، لقد علقت بقية عمري ، لكن لا يجب أن أتذمر.

صوفي شاكرة :
ولدي بيت ، بيت خاص بي ، كم واحد منا يستطيع قول ذلك ، بما فينا المثقفين ؟ حتى بعد حياة طويلة من العمل المضني ؟المرأة جيدة جدا معي ، عندما أفكر في ذلك أشعر في قرارة نفسي بالخجل من تذمري ، ليس صحيحًا ما أفعله المرأة جيدة معي ، أشعر بالأسى لأن غالبية البيض ليسوا مثل سيدتي ، لكن هناك قلة من البيض الجيدين ، الذين يبتلعهم السيئون فلا نرى الجيدين ، ومن ثم ننسى أنهم موجدون .

شارك المقالة:
91 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook