قصة طبعا أنا أحب الحياة

الكاتب: رامي -
قصة طبعا أنا أحب الحياة
اقترب .. اقترب منها أكثر ، قال جدي وهو يصورني مع عنزتي الحامل ، أنا أحب هذه العنزة كثيرة يا جدي ، فهي ترافقني إلى كل مكان ، وتلعب معي حتى أنها تنتظرني كل يوم تحت شباك الصف في ساحة المدرسة ، قلت لجدي مبتسماً حاضناً عنزتي ..

عنزتي والحادث :
في صباح أحد الأيام ، خرجت مع جدي وعنزتي وطبعا دبدوبي ، إلى نزهة ، فبدأت العنزة تركد خلفي مرة ، وتدور حولي مرة أخرى فرحة ، وهي تداعبني وتقبل وجهي بلطف ، وبينما كانت العنزة تقفز من حولي سعيدة ، جاءت من بعيد سيارة مسرعة ، ضربت عنزتي الغالية ، وقعت عنزتي على الأرض متألمة ، حملها جدي راكداً إلى الحظيرة ، محاولاً أن يساعدها .

جَديُ جديد :
بعد قليل خرج جدي من الحظيرة ، حاملاً بين يديه جدي صغير ، وقال لي لقد ساعدت عنزتك على الولادة ، خذ هذا الجدي الصغير فهو لك ، احمله ، فقلت له : ما أجمل وألطف هذا الجدي ، لكن أين عنزتي ؟ لماذا لم تحضرها معك ؟ ..قال جدي بصوت مخنوق : سامحني يا حبيبي حاولت انقاذ عنزتك ولم أنجح ، لقد ماتت ..

أين عنزتي :
ماذا ؟ ماذا تقول يا جدي ؟ .. عنزتي التي أحبها لم أراها بعد اليوم ، ما معنى ذلك ؟ أنا لا أفهمك ولا أصدق يا جدي ، أرجوك اذهب واحضر عنزتي ، أريد عنزتي ، قال جدي : اهدأ يا حبيبي اهدأ أنا أفهمك ، هذا حكم الله ولا نستطيع أن نغير شيئاً ، اعلم أن هذا الجدي الجميل الضعيف يحتاجك ، خذه واعتني به ، قال جدي حزيناً .

حزن ولوم  :
قلت له : أنا لا أريده ، لا أعرفه ، أنا أريد عنزتي ، قلت لك لا أريده ، ركدت بسرعة وأنا أفكر مع من سألعب الآن ، ومن سيرافقني في كل مكان ، ومن سيقفز حولي ، ومن سيودعني وأنا ذاهب إلى المدرسة ، وعندما وصلنا إلى البيت ، شعرت بضعف شديد في جسمي ، نظرت إلى الدبدوب فرأيت الدموع تسيل من عينيه ، حضنته وحاولت أن أهدئه لكني لم أتمالك نفسي ، فبدأت أبكي معه ، وأخذنا نبكي ونبكي ونبكي ، حتى سمع العالم كله بكاءنا..

وأنا أسأله مصدوما هل تصدق ما حدث ، لماذا تركتها تنزل من على الرصيف وتقفز من حولي كان عليّ ان أهتم بها أكثر ، أنا السبب فيما حدث ، آه لو أبعدتها عن الشارع ، وهذا جدي لماذا لم ينقذها ؟ .. وأنت ألست صديقها ، لماذا لم تنادها لتمشي معنا على الرصيف ، وهي لماذا نزلت إلى الشارع ، ألا تعرف أن الشارع خطر ، يا ليتني لم آخذها إلى النزهة ، آه كم أنا حزين ، كم أنا غاضب ..

الهدية :
بعد مرور عدة أيام اقترب مني جدي ملاطفاً وجهي ، مخبأً وراء شيء ما ، فقال لي مبتسماً : أغمض عينيك يا حبيبي ، لقد أحضرت لك معي مفاجأة جميلة ، هيا أغمض ، أغمضت عينيّ ، ثم قال لي : هذه هدية لك ، تعلقها في غرفتك ، والآن افتح عينيك ، فتحت عينيّ وإذ بجدي يعطيني الهدية ، نظرت إليها فرأيت صورتي ، نعم صورتي التي التقطتها لي جدي ، لكني لم أكن وحيداً ، بل كانت معي عنزتي ، ابتسمت ابتسامة دافئة ، حضنت الصورة وقبلتها ، شكرت جدي على هديته .

أنا والجَديّ :
تقدمت خطوة إلى الأمام ، ملت على الأرض وداعبت الجديّ الصغير ، ثم حملته بلطف ، بين يديّ وقلت له ، آه ما أجمل رائحتك ، فهي تذكرني برائحة أمك ، ليتها معنا الآن لترى جمالك ، لا تقلق سآخذك معي وسأعتني بك ، فأنت ابن عنزتي الغالية ، حرك الجديّ الصغير رأسه ، وقبل وجهي مداعباً ، ضحكت ضحكة وقلت فخوراً : ما أجملك ، أعلم أني لن أغسل وجهي طوال اليوم ، لكي أحتفظ بقبلتك الجميلة .

شارك المقالة:
88 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook