قصة طبق النواصر التونسي

الكاتب: رامي -
قصة طبق النواصر التونسي
ارتبط طبق النواصر ارتباطًا وثيقًا بالنقود بالدراهم ذات الشكل المربع ، و هي الدراهم التي تعود للعهد الموحدي قام الخليفة الناصر الموحدي بصكها ، وتواصل استعمالها حتى العهد الحفصي ، وأبقى الحفصيون على العملة دون تغير وأبقوا على شكلها ، لذلك فطبق النواصر ليس طبق عادي ، فتلك الأكلة مرتبطة بتاريخ طويل .

تحتل أكلة النواصر مكانه كبيرة في التقاليد التونسية وخاصة في قرية تينجة فجميع العائلات متمسكون بأكلات لم تعد موجودة في المدن الكبيرة ، أغلب سكان القرى في تونس يطبخون النواصر بطريقتهم التقليدية الخاصة ، يبدؤون بتحضير مؤونة كافية من النواصر تستغرق يومين أو ثلاثة أيام حتى يتم تجهيز كمية كافية منها لستة أشهر حسب عدد أفراد العائلة .

والنواصر طبق أندلسي يقال أن مؤسس الدولة الحفصية أبو زكريا عند قدومة من إشبيلية ، أحضر معه مجموعة من الأندلسيين سكنوا بالحي المعروف اليوم بنهج الأندلس ومن ضمنهم سيدة أرادت ابتكار أكله جديدة تجلب الرزق والحظ ، فقامت بطرح العجين على شكل وريقات رفيعة ، وقامت بقصها مربعات صغيرة من ثم سكبت عليها الزعفران فأصبحها لونها كالذهب كأنها كومة من الدنانير الذهبية المربعة ، ومن هنا جاءت التسمية النواصر ، وتنسب إلى محمد الناصر الموحدي والذي قام بصك العملة مربعة الشكل ، قد يكون التشابه في الشكل هو سبب التسمية .

ولكن الحقيقة أن السيدة عندما وجدت نفسها أمام عجين رقيق جدًا ، فقطعت الورقة لمربعات وبما أن سكان بنزرت يستعملون البخار في الطهي كثيرًا ، فقد طبختها بنفس  الطريقة ، وربما يكون الاسم مستمد من شيء أخر ولكن تلك القصة هي الشائعة عن طبق النواصر من أشهى أكلات المطبخ التونسي ، بعد ما يتم وضع تقطيع العجين يتم تركه بالشمس ليومين حتى يجف ثم يتم وضع الزعفران ومن ثم طهيه على البخار ثانية ، ثم وضع الزبد عليه ثم طهيه ثانية على البخار ، من ثم وضع المرق واللحم عليه وصلصة الطماطم المميزة ثم التقديم للتناول مع العائلة ، وهو من أشهى الآكلات التقليدية في دولة تونس .

شارك المقالة:
51 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook