قصة ظاهرة التوائم المتشابهة

الكاتب: رامي -
قصة ظاهرة التوائم المتشابهة
تحرص الأم عادة عندما ترزق بتوأم أن تجعلهما يبدوان بمظهر واحد ، فتلبسهما الثياب نفسها ، وتطعمهما الطعام نفسه ، وكذلك الأمر بالنسبة لاختيار الألعاب والمدرسة ، مما يجعلهما يمران بالخبرات التربوية نفسها ، ولكن ماذا عن التوأم اللذين يتم فصلهما منذ الولادة ، حيث يعيش كل منهما ويتربي في بيئة مختلفة ؟!

أنواع التوائم :
هناك نوعان من التوائم : نوع ينتج التوأم فيه من بويضة واحدة لقحها حيوان منوي واحد ، ولذلك يكون لهما الصفات الوراثية نفسها ويسمى الوليدان في هذه الحالة بالتوأم المتشابه.

أما النوع الثاني : فينتج من تلقيح بويضتين اثنتين بحيوانين منويين في الوقت نفسه ، ويأتي الوليدان مختلفان اختلاف الأخوة في العائلة الواحدة ، أى قد يكون أحدهما ولداً والآخر بنتاً ، أو قد يكون أحدهما أسمراً والثاني أبيضاً ..الخ

ويسمى هذا النوع بالتوأم غير المتشابه ، وحديثنا هنا عن النوع الأول الذي يكون فيه التوأم متشابهاً تمام التشابه بحيث يصعب التمييز بينهما ، ويكون الاثنان بالطبع ذكوراً ، أو الاثنان من الاناث .

محاكمة فريدا وجريتا :
في عام 1980م ، شهدت محكمة يورك محاكمة التوأم فريدا وجريتا ، بتهمة الاعتداء على جارهما ،والتهمة ليست هي المهمة ، لكن المهم في الأمر بل والغريب ، أن التوأم كانا يجيبان على الأسئلة ذاتها بالعبارات ذاتها في الوقت نفسه ، وتبين أنهما كانتا تتصرفان دوماً التصرف نفسه ، وتقضيان كل وقتيهما معاً ، بل وعندما أعطيتا ذات مرة معطفين أخضرين بأزرار مختلفة ، قطعتا الأزرار وأعادتا ترتيبها ، بحيث جعلتا في كل معطف نصف نوع الأزرار ، أى جعلتا في كل معطف النوعين من الأزرار ، بحيث بدا الواحد مشابهاً تماماً للمعطف الآخر .

وكان التوأم مهووساً بالنظافة بحيث كانتا تستهلكان 14 قطعة صابون أسبوعياً ، وثلاثة زجاجاتمن الشامبو ، قالت فريدا وجريتا في المحكمة : نحن الاثنتان شخص واحد ، والواحدة منا تعرف بماذا تفكر الأخرى .

حالة توأم آخر :
أما في أوهايو فالحالة كانت مختلفة ، حيث ولد في عام 1939م توأم لأم غيرمتزوجة ، فتم توزيعالوليدين على عائلتين مختلفتين تبنت كل واحدة منهما أحد الوليدين ، وكانت العائلة الأولى لويس تعيش على بعد 80 ميلاً من العائلة الثانية سبرنغر ، وكان قد تم اخبار كل من العائلتين أن شق التوأمالآخر ، قد توفي أثناء عملية الولادة .

لقد سمت عائلة لويس طفلها المتبني جيمس ، وصدفت أن عائلة سبرنغر سمت ابنها المتبي جيمس أيضاً ، وبعد أربعين سنة التقى التوأم جيمس لويس وجيمس سبرنغر ، وتبينا من خلال دهشتهما أن كل واحد منهما عاش حياة مماثلة لحياة الآخر .

فلكل منهما أخ آخر بالتبني اسمه لاري ، واهتمامات كليهما واحدة ، وكذلك ضعفهما في بعض المواد الدراسية ، ولكل منهما كلب اسمه تروي ، وقد تزوج كل منهما امرأة اسمها ليندا ، طلقها وتزوج امرأة غيرها اسمها بيتي ، وسمي كل منهما ابنه الأول جيمس آلان ، وعمل كل منهما في محطة لبيع الوقود ، بعد أن كان قد عمل في محل لبيع الهمبروجر ، كما أن هوايتهما واحدة وهي : النجارة والرسم الفني .

الحالة الطبية :
كان تاريخهما الطبي والفيزيائي متماثل ، فطول كل منهما 6 أقدام ، ووزنه 180 رطلاً ، وعانى كلمنهما من الصداع النصفي في الفترة نفسها ، ثم شفي منه عندما بلغ العمر ذاته ، علاوة على أنهما كانا قد شكيا من أوجاع معينة ، ومن مشكلات في القلب في فترات زمنية معينة .

الحالة الثالثة من التوأم المتشابه :
لقد أجريت دراسات وأبحاث عديدة حول التوأم المتشابه ، وفيما يلي حكاية أخرى مختلفة إلى حد ما من حكايات التوأم المتشابه ، ففي عام 1933م عندما تم الانفصال بين زوجين ، في ترينيداد أخذتالأم الألمانية الأصل أحد ولديها التوأم الى ألمانيا ، حيث نشأ هناك وتربى على حب النازية ، بينما بقي الآخر مع والده اليهودي في ترينيداد ، كان اسمه الأول أوسكار ستوهي ، وكان اسم الثاني جاك يوفي ، وبالرغم من أن كل منهما نشأ بعيداً عن أخيه آلاف الأميال ، إلا أن كثيراً من الأشياء كانت مشتركة بينهما .

كان كل منهما يحب أن يغمس الخبز المدهون بالزبد في قهوته ، ويقرأ المجلة من الصفحة الأخيرة ، كما كان لكل منهما الحركات المضحكة نفسها والنكات نفسها ، غير أن جاك يوفي كان يتحدث الانجليزية ، أما أوسكار ستوهي كان يتحدث الألمانية .

اللقاء :
عندما التقا الشقيقان بعد 46 عام على مولدهما ، كان كل منهما يرتدي ثيابًا متشابهة ، ويضع علىعينيه نظارات باطار معدني متماثل ، ونظراً لأن أحدهما لا يفهم لغة الآخر ، فقد تعانقا بصمت وعيونهم ملؤها الدموع .

شارك المقالة:
50 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook