قصة ظاهرة ديجا فو

الكاتب: رامي -
قصة ظاهرة ديجا فو
"ألم يحدث لك من قبل أن مررت بنفس الشيء مرتين ؟ ألم يراودك شعور بأنك رأيت هذا المشهد بالتحديد من قبل مع نفس الأشخاص ، ونفس الأحداث ؟ أو تذكرت تلك الرائحة التي شممتها ، ولكن لا تعرف متى ، أو كيف ؟ ، ألم تستغرب من هذا ، وتبحث عن جواب مقنع ؟

ألم تقسم في مرة من المرات أنك سمعت هذا الحوار أو رأيت هذه الشخصيات أو مشيت من هذا الطريق من قبل ؟ لا تقلق يا عزيزي ، أنت لست مريض على أي حال ، وما تشعر به ما هو إلا ظاهرة علمية تسمى ديجا فو (Déjà vu) ، وهي تغني بالفرنسية شوهد من قبل ، وتسمى هذه الظاهرة بوهم سبق الرؤية.

وفيها يشعر الفرد أنه مر بهذا الموقف من قبل ، أو أنه قال نفس الكلام مع نفس الأشخاص في مرة سابقة ، وقد أطلق عليها هذه التسمية ، العالم الفرنسي اميل بوراك في كتابه مستقبل علم النفس.

ويتوقع بعض العلماء أن 70% من البشر ، يمرون بتلك الظاهرة مرة واحدة في العمر على الأقل ، وتزيد فرص حدوثها بين الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 15: 25 عامًا ، وقد ظهرت العديد منالنظريات التي حاولت تفسير تلك الظاهرة ، وسنسرد هنا بعضها .

النظرية الأولى : هناك عين ترى أسرع من الأخرى :
يتعلق هذا التفسير بحاسة النظر ، حيث يروا أن إحدى العينين ترى أسرع من العين الأخرى بفارق جزء من الثانية ، ورغم هذا الفارق الضئيل إلا أنه يؤثر على إشارات المخ ، فالعين التي ترى أولًا ترسل رسالة بتفاصيل الرؤية للمخ ، وحينما ترى الثانية ترسل نفس الرسالة التي سبق تخزينها في المخ.

وهنا يشعر الفرد أنه رأى هذا المشهد من قبل ، ولكن هناك من اعترض على هذا المذهب ، لأن ديجا فو لا تتعلق بالرؤية فقط ، فمن الممكن أن تشعر أنك سمعت نفس الكلام من قبل ، أو شممت تلك الرائحة التي تذكرك بشيء ما من قبل ، هذا غير أن التجارب أثبتت مرور ذوي العين الواحدة بتلك الظاهرة ، وهنا يثبت عدم انطباق هذه النظرية على مثل تلك الحالات.

النظرية الثانية : نظرية الاضطراب النفسي والعقلي :
كان لدى الأطباء في السابق اعتقاد سائد أن هذه الظاهرة مرتبطة ببعض الأمراض النفسية كالفصام ، واضطراب الشخصية ، وبعض حالات الصرع الخفيف ؛ حيث كانوا يعتقدون أن الديجا فو ما هو إلا خلل في تفريغ الشحنات الكهربائية في المخ ، ويحدث كثيرًا مع حدوث رعشة ما قبل النوم ، والتي تسبب شعور خاطئ في الذاكرة ينتج عنه وهم الديجافو .

كما كان هناك فريق منهم يرى أن السبب في ذلك بعض الآثار الجانبية للعقاقير الطبية كالأمانتادين ، والفنيلبروبانولامين ، والتي تؤخذ في حالات الأنفلونزا ، وقد ظهر هذا الاتجاه حينما قام عالمان بإجراء التجربة على رجل تناول تلك العقاقير ، وظهرت لديه أعرض ديجا فو.

النظرية الثالثة : نظرية الأكوان المتوازية :
وهي من أغرب النظريات التي تعرضت لها ديجا فو ، فتفترض هذه النظرية أنه ليس هناك عالم واحد ، بل عدة عوالم موازية وكل واحد منا يعيش بشخصية مختلفة في كل عالم على حدة ، و الغريب أن كل هذه العوالم قد تجتمع ، وتتداخل في نفسي  المكان ، كطريق واحد ، أو حجرة واحدة ، فمثلًا أنت في حياتك لم تزر المغرب مطلقًا.

ولكن نسخة منك في كون أخر سبق أن زارت تلك البلد ؛ فحينما تزورها بعد ذلك ، تشعر أنك مررت بها ورأيت معالمها من قبل ، وينطبق هذا التفسير مع قول عالم الفيزياء ستيف وينبرج الحائز على جائزة نوبل ، أن هناك عدة حقائق متواجدة معا داخل أكوان متوازية في نفس البقعة والمكان.

وأحيانًا يحدث بينها تداخل لسبب أو لأخر ، مما يتيح لنا معرفة بعض الأشياء التي لا تخصنا ، ولكنها تخص نسخة أخرى مننا تعيش في كون أخر موازي ، وهذا ما يفسر ظاهرة ديجا فو .

النظرية الرابعة : نسيان المعلومات السابقة :
تفترض هذه النظرية أن الديجا فو ما هي إلا نتيجة بعض المعلومات ، التي تعلمناها في الصغر ، ولكننا نسيناها بمرور الوقت ، ولأن المخ البشري لا يفقد أي معلومة مرت به ، فمع الوقت نقوم باسترجاعها ، ونشعر حينها أننا رأينا هذا الموقف من قبل .

ويرى العلماء أن الأمور قد تختلط في أذهاننا أحيانا ، فمن الممكن أن نزور مكانا لأول مرة ، ولكنه يتشابه من حيث الشكل والتصميم مع أماكن أخرى قمنا برؤيتها من قبل ؛ مما يؤدي إلى شعور وهمي برؤية المكان سابقا ؛ الأمر أشبه برؤية شخص يذكرك بملامح صديق لك.

النظرية الخامسة : نظرية تناسخ الأرواح :
تؤمن بعض الديانات الوثنية القديمة ، كالبوذية والهندوسية بفكرة تناسخ الأرواح ؛ وهي تعني أن الإنسان بعد موته يفنى جسده فقط أما الروح فتنتقل للحياة بجسد أخر ، وتولد مجددا لتبدأ من جديد دورة أخرى في الحياة ، وقد تسكن روح الرجل امرأة ، أو العكس ، بل يظنوا أنها قد تولد في هيئة حيوان أو جماد.

ويتوقف هذا على عمل الإنسان في حياته السابقة إن كان صالحًا ، أو سيئًا فقد يولد على هيئة ضفدع لأنه كان رجلًا شريرًا ، وهذا ما نفته الأديان السماوية الثلاثة ، حيث أكدت على الإنسان يعيش حياة واحدة ، وينال جزاءه من الله على حسب عمله في تلك الحياة .

النظرية السادسة نظرية الأحلام :
ويرى رواد هذه النظرية أن عالم الأحلام قد يختلط بالواقع ، فمن الممكن أن يحلم الإنسان بشيء ثم ينساه ، وبعد يتصادف حدوث نفس الشيء على الواقع ، وهنا يشعر الفرد أنه مر بذلك من قبل لأن الأحلام كالمعلومات تحفظ أيضا في ذاكرة الحالمين .

فقد تحلم مثلا أنك رأيت شخصًا ما وتحدثت معه ، وبعد فترة قابلت نفس الشخص ، وتحدثت معه ، حتى لو كان الحديث مختلف ، فستشعر كما لو كان متطابقا من خلال الإشارات التي سترسلها المخ إليك باستعادة بعض التفاصيل .

كانت هذه بعض التفسيرات التي تناولت نظرية ديجا فو ، ونترك لك عزيزي القارئ الخيار من بينها ، عليك أن تقرأ وتحكم ، ما الذي جعلك تشعر بتلك الظاهرة هل هي الأحلام أم أنه الاضطراب النفسي ، أو نظرية الكون الموازي ، أو الاعتقاد الشائع عن أن الجنين يرى دورة حياته كاملة وهو في بطن أمه ، ولكنه بالطبع لا يستطيع تذكرها عند الكبر ، فقط يستعيد بعض الأحداث.

"
شارك المقالة:
62 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook