قصة عالمية مشوقة

الكاتب: ولاء الحمود -
قصة عالمية مشوقة

قصة عالمية مشوقة .

 

 قصة الرجل الثري :

 

يقال: إن رجلًا غنيًّا كان يعيش في أحد الأزمنة، وكان رقيق القلب كريمًا لا يدع محتاجًا إلا وقدم له المعونة، وكان يأخذ بأيدي عابري السبيل، ويرعى الأيتام والأرامل؛ فشاع ذكره في البلد، وأخذ الفقراء يذهبون إليه ويطلبون منه المساعدة ليحصلوا منه على ما يقدمه من أموال، وكان هذا الغني يعطي الناس جميعًا لا يبخل على أحد أيًّا كان.

 

في أحد الأيام وخلال تواجد الراعي بالقرب من الغابة شب حريق، فذهب كي يستطلع الأخبار وإذا بأفعى وسط النيران تحاول النجاة بحياتها، ما كان من الراعي في تلك اللحظة إلا أن يهب لمساعدتها، فهو طيب ومعتاد على مساعدة الأخرين مهما كانت صفاتهم، وبالفعل تمكن الراعي من انقاذ الأفعى، وفي تلك اللحظة تفاجئ الراعي بأنَّ الأفعى تتكلم وتشكره، وطلبت منه الذهاب معها إلى مملكة الأفاعي كي تقدمه لوالدها الحاكم ويكافئه على إنقاذه لها.

 

في إحدى الليالي وأثناء وجود الرجل بالقرب من الغابة اندلع حريق؛ فرح يستخبر الخبر وإذا به يجد أفعى بين النيران يحاول النجاة، فما رأى هذا الرجل ذلك المشهد إلا وأخذ في مساعدة الثعبان بلا تردد، فهو مجبول على مساعدة أي أحد حتى الحيوانات والأشياء التي لا تفهم، وفعلًا أمكن الرجل من إنقاذ هذه الأفعى، وفي لحظة عجيبة فريدة تفاجأ الرجل بالأفعى تكلمه وتشكره، وطلبت منه أن يذهب معه إلى مملكة الأفاعي؛ لكي يقدم له شكره على معروفه وما فعله معه.وافق الرجل على كلام الأفعى وسار معها حيث مملكة الأفاعي، ولكن أثناء ذهابهم في الطريق طلبت الأفعى من الرجل أن يتخير لغة أحد الحيوانات كي يتعلمها مكافأة له، ووافق الرجل على هذه النصيحة وطلب من الأفعى أن يتعلم منها لغة الحيوانات، ووافق الحاكم على ذلك الطلب وطلب من الرجل ألا يخبر أحدًا بهذا السر حتى لا يموت.

 

بعد تلك الواقعة استيقظ الرجل من منامه فظن أنه كان حلمًا لا حقيقة له، ولكنه سمع كلبه يكلمه ويفهم كلامه فعلم أن الأمر حق وصدق، وفي هذا الوقت جاء طائران ووقفا يستظلان بالشجرة التي كان يتظلل بها، وأخذا يتكلمان حول هذا الرجل بأنه في العادة ينام ويجهل بوجود كنز تحته، فلما سمع الرجل ما قاله الطائران سُرَّ وفرح فرحًا شديدًا وأخذ يحفر في الأرض من فوره واستخرج الكنز، قام الرجل بالعودة إلى منزله وهو في قمة سعادته وغاية انبساطه؛ لكونه أصبح غنيًّا كما كان، وأخذ يحلم بمساعدة الفقراء والمحتاجين من جديد، غير أن زوجته هددته بالضرب إذا قام بذلك، وأخذت تذكره بأن ما حدث له من خسارة كانت بسبب هذه المساعدة لهؤلاء لمساكين، ولم تتوقف زوجته عند حدها هذا بل أرات أن تعلم من زوجها حقيقة الأمر وكيف استخرج هذا الكنز غير أنه لم يخبرها ولم يطلعها على شيء.

 

وبمرور الأيام والزوجان يعيشان في حياة سعيدة جميلة، وفي إحدى هذه الليالي وأثناء عودتهما من السوق على ظهر حصانين يركبانهما، بدأ الحصانان بالتحدث، فقال الحصان الذي يركبه الرجل للآخر: لماذا تمشي بهذا البطء؟ فأجابه بأنه إنما يحمل إنسانين: الزوجة وجنينها الذي في بطنها، فلم يتمالك الرجل نفسه وأخذ يهنئ زوجته بحملها؛ مما أثار فضول الزوجة؛ لأنها لم تخبر زوجها بالأمر فكيف عرف ذلك ومن حدثه به ولا أحد يعلم بحقيقة الأمر غيرها؟! وبلغت منها إرادة شديدة بأن تعرف كيف عرف زوجها أنها حامل، وأخذت تلح في ذلك، فما كان من الرجل بعد هذا الإلحاح والإصرار الشديدين من زوجته إلا أن قرر مصارحتها بالحقيقة وإخبارها بجلية الأمر، غير أنه قبل أن يفعل ذلك قام بشراء قبر وجلس فيه مستعدًّا للموت بعد أن يخبر زوجته بالحقيقة ويفشي هذا السر.

 

وفي هذه اللحظات جاء كلب هذا الرجل وأخذ في البكاء، ثم جاء الديك وقال لهذا الكلب: علام تبكي؟ فهو رجل يستحق أن يموت؛ جزاء ما يود أن يفعل؛ فهو رجل غبي جدًّا أن يقدم نفسه للموت من أجل أن يشبع فضول امرأته المغرورة، فلما سمع الرجل كلام الديك ذهب إلى امرأته ونهرها ووبخها توبيخًا شديدًا ولم يحك لها شيئًا.

 

ومنذ ذلك الحين عاش الرجل في سعادة غامرة مع الحيوانات التي تحيا قريبًا من بيته دون أن تكدر زوجته صفو حياته.

شارك المقالة:
82 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook