قصة عبد الله بن حذاقة مع ملك الروم

الكاتب: رامي -
قصة عبد الله بن حذاقة مع ملك الروم
"القصة لصحابي جليل من المهاجرين أسلم في عهد رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، وكان فيمن هاجروا إلى الحبشة ، وأرسله الرسول صلّ الله عليه وسلم بكتابه إلى كسرى ليدعوه للإسلام ، وقد كان له من المواقف ما يستحق الذكر فقد صبر على الجوع والعطش حتى كاد أن يشرف على الهلاك من أجل إرضاء الله والتمسك بدينه ، وقد توفي في عهد عثمان بن عفان عام 33 هجريًا.

عبد الله في قبضة هرقل :
بعد أن استقرت الدولة الإسلامية في الشام ، وتولى معاوية بن أبي سفيان زمام الأمور بأمر من سيدنا عمر بن الخطاب ، قام بغزو الروم  كما أرسل إليه سيدنا عمر يأمره بذلك كما أمره بتولية عبد الله بن حذاقة السهمي قائدًا على الجيش.

ففعل معاوية ذلك ، وخرج الجيش لغزو الروم ، فغزاهم  وأوقع بهم ، ولكن وقع عبد الله بن حذاقة وقلة من المسلمين معه في أيدي الروم ، وأخذوهم أسرى ، وهو الأمر الذي استغله هرقل ملك الروم ، فطالما سمع الكثير عن المسلمين وتعجب من أمرهم ، فأراد أن يختبرهم ؛ ليعرف أي نوع من الرجال هم ؟

اختبار هرقل لعبد الله بن حذاقة :
دفع هرقل بالصحابي الجليل عبد الله إلى أحد رجاله ، وأوصاه أن يمنع عنه الطعام والشراب ، ولا يقدم له سوى لحم الخنزير ، وبالفعل جاءه الرجل ، وكلن كل يوم يأتيه بلحم الخنزير ، فيضعه أماه ليأكله ، ولكن عبد الله كان يأبى ذلك قائلًا : هذا طعام لا يحل لنا أكله ، وظل على هذا الحال أياما حتى أشرف على الهلاك ، فأخبر الرجل هرقل بما لقي من الصحابي الأسير ، فقال له : أطعمه ما يريد ، ثم لا تقدم له الماء حتى يشعر بالعطش الشديد ، وحينها قدم الخمر بدلا من الماء ، ففعل الرجل ذلك .

ولكن عبد الله بن حذاقه أعرض عن شرب الخمر ، ورفض أن يشمت به الروم أعداء الإسلام ، فكان يرفض دائمًا وهو يقول : هذا شراب لا يحل لنا شربه ، وظل هكذا عدة أيام حتى شارف على الهلاك.

فأخبر الرجل هرقل بذلك ، فقال له : دعه يأكل ويشرب حتى يرتوي ، فإنني قد بلوته بالضراء ، وسأبلونه بالسراء ، فلترسلوا إليه أفخر الثياب ، وأشهى الطعام والشراب ، ففعل الرجل ما أمر به ، ولكن الصحابي الجليل كما صبر على الضراء ، لم ينهل من السراء ، فما كان يلتفت إلى شيء مما قدم إليه ، فلم يأكل إلا اليسير ، ولم يشرب إلا ما يقيه خطر الفناء ، ولم يبدل ثوبه إلا إذا اتسخ.

عبد الله يفك أسرى المسلمين :
حينها تعجب هرقل من أمره ، وأرسل في طلبه ، ولما وقف بين يديه قال له : لقد بلوتك بالضراء والسراء لكنك صبرت ، وإذا أردت النجاة سأمنحها لك ، ولكن بشرط أن تقبل رأسي ، فرد عليه الصحابي الجليل قائلًا : لا . لا أقبل رأسك لأنجو بنفسي فقط.

فقال له هرقل : هل لك أن تقبل رأسي ، وأعطيك كل أسرى المسلمين لتنجو بهم ؟ حينها وافق عبد الله بن حذاقة رضي الله عنه ، وقبل رأس هرقل ، فدفع إليه جميع أسرى المسلمين الذين وقعوا في يديه ، وكان عددهم ثمانين رجلًا.

فعاد بهم إلى خليفة المسلمين سيدنا عمر بن الخطاب ، ولما قص عليه ما حدث ، قال له : يرحمك الله ، لما لم تأكل حينما شارفت على الهلاك وبلغ منك الجهد مبلغه ، لقد أحل لك الله ذلك طالما أنه لا بديل لديك ، فقال الصحابي القدوة : والله ما أردت أن أشمت الروم بالمسلمين ، وبالإسلام ، وحينها ابتسم سيدنا عمر وقام وقبل رأس الصحابي عبد الله بن حذاقة.

"
شارك المقالة:
50 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook