قصة عبدالله بن حذافة مع قيصر الروم

الكاتب: رامي -
قصة عبدالله بن حذافة مع قيصر الروم

قصة عبدالله بن حذافة مع قيصر الروم

 

قام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه خلال السنة التاسعة عشرة للهجرة بإرسال جيش لمحاربة الروم ، وكان عبد الله بن حذافة السهمي من بين رجال جيش عمر ، وقد كان قيصر عظيم الروم قد بلغه نبأ جند المسلمين وما يملكونه من صفات حميدة ، حيث أنهم يتحلون بالإيمان والصدق ورسوخ العقيدة التي تجعلهم يُقدمون على الجهاد في سبيل الله بقلب صادق وعزيمة ثابتة لا تتزعزع أبدًا .

أسير عند قيصر الروم :
أمر قيصر الروم رجاله إذا تمكنوا من الظفر بأسير مسلم أن يحملوه إليه حيًا ولا يقتلوه ، وقد شاء الله تعالى أن يكون هذا الأسير هو الصحابي عبد الله بن حذافة السهمي ، فحمله الجنود إلى مليكهم ثم قالوا : “إن هذا من أصحاب محمد السابقين إلى دينه قد وقع أسيرًا في أيدينا ؛ فأتيناك به ” ، فنظر إليه قيصر الروم حتى أطال النظر ثم قال له :”إني أعرض عليك أمرًا” ، فسأله بن حذافة قائلًا :”وما هو ؟”.

أجاب قيصر الروم بقوله :”إني أعرض عليك أن تتنصر وتترك الإسلام ، فإن فعلت ذلك خليت سبيلك وأكرمت مثواك” ، ولكن عبد الله بن حذافة أجابه في عزة وحزم وشموخ :”هيهات ؛ إن الموت لأحب إلىّ ألف مرة مما تدعوني إليه ” ، حينها نظر إليه القيصر قائلًا :”إني لأراك رجلًا شهمًا ، فإن أجبتني إلى ما أعرضه عليك ؛ أشركتك في أمري وقاسمتك سلطاني ” ، لم يهتز بن حذافة بل إنه ابتسم قائلًا :”والله لو أعطيتني جميع ما تملك ، وجميع ما ملكته العرب على أن أرجع عن دين محمد طرفة عين ؛ ما فعلت”.

قام قيصر الروم بتهديد الأسير المكبل بن حذافة حيث قال له :”إذن أقتلك!” ، غير أن بن حذافة أجابه بكل شجاعة :”أنت وما تريد” ، ثم أمر القيصر ليُصلب بن حذافة حيث طلب من قناصته قائلًا باللهجة الرومية :”ارموه قريبًا من يديه ” ، وكان لازال يعرض عليه أن يترك دين الإسلام ليتنصر ولكن بن حذافة أبى أن يفعل ذلك ، فأمر القيصر جنوده قائلًا :”ارموه قريبًا من رجليه” ، غير أن بن حذافة كان صامدًا رافضًا بشدة لعرض القيصر .

حينما يأس القيصر من تحويل بن حذافة عن دينه ، أمر جنوده أن يكفوا عنه وأن يقوموا بإنزاله عن خشبة الصلب ، ولكنه أمر بإعداد قدر عظيمة ليُصب فيها الزيت ، ثم أمر برفعها على النار حتى وصلت إلى درجة الغليان ، ثم أمر فيما بعد بإحضار أسيرين من الأسرى المسلمين ، وقام بإصدار أوامره بإلقاء أحدهما في قدر الزيت المغلي ، وبالفعل تم إلقاء أحد الأسيرين حتى تفتت لحمه وكُشفت عظامه ، حينها التفت القيصر إلى بن حذافة ليدعوه من جديد إلى النصرانية ، ولكنه اشتد إصرارًا على الرفض .

وحينما ازداد اليأس في قلب القيصر من جهة عبد الله بن حذافة ؛ أمر جنوده بإلقاءه في قدر الزيت ، وبينما كان يمضي باتجاه القدر دمعت عيناه ، حينها قال رجال القيصر :”إنه قد بكى” ، اعتقد قيصر الروم أنه سيتراجع عن دينه من شدة الفزع ، فأمر جنوده أن يردوه إليه ، ثم عرض عليه أن يتنصر مرةً أخرى ، وحينما رفض قال القيصر :”ويحك ؛ فما الذي أبكاك ؟!.

أجاب عبد الله بن حذافة بكل عزة وخشوع لله تعالى بقوله :”أبكاني أني قلتُ في نفسي : تُلقى الآن في هذه القدر ، فتذهب نفسك ، وقد كنت أشتهي أن يكون لي بعدد ما في جسدي من شعر أنفس ؛ فتُلقى كلها في هذه القدر في سبيل الله ” ، تعجب القيصر من شدة إيمان بن حذافة فقال له :”هل تُقبّل رأسي وأخلي عنك؟ ، فأجاب بن حذافة بقوله :”وعن جميع أسرى المسلمين أيضًا ” ، فقال قيصر الروم :”وعن جميع أسرى المسلمين أيضًا”.

وبالفعل قام عبد الله بن حذافة بتقبيل رأس قيصر الروم من أجل أسرى المسلمين ، وحينما قدم بن حذافة على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وعلم ما كان من أمره ؛ سُرّ به جدًا ثم نظر للأسرى قائلًا :”حق على كل مسلم أن يُقبّل رأس عبد الله بن حذافة ، وأنا أبدأ بذلك”.

قصة عبدالله بن حذافة مع قيصر الروم

 

شارك المقالة:
56 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook