قصة عقلة الإصبع والشريرة

الكاتب: ولاء الحمود -
قصة عقلة الإصبع والشريرة

قصة عقلة الإصبع والشريرة.

 

جلست الجدة سعاد مع أحفادها الصغار يتحدثون ، فقالت روان احكي لنا يا جدتي قصة الفتاة الصغيرة ، ابتسمت الجدة سعاد وقالت أي فتاة يا صغيرتي ، قالت الطفلة بحماس :الفتاة الصغيرة جدا يا جدتي ،  التي لم يكن أحد يراها أبدا لقد أخبرني عنها جدي سالم وأسمها نمنمة ، قالت الجدة ، هل تقصدين قصة عقلة الإصبع يا روان ، نظر الصبي مروان وكذلك أخته سلمى وقالا صوت واحد ، عقلة الإصبع وهل هناك فتاة بحجم عقلة الإصبع يا جدتي سعاد ، هزت الجدة سعاد رأسها وقالت :

  • إنها قصة خيالية يا صغار ، أي أنها ليست حقيقية فلا يوجد فتاة في حجم عقلة الإصبع ولكنها القصة ، وهنا قال مروان برجاء ، إحكيها لنا يا جدتي من فضلك فتبدوا قصة مسلية وجميلة ، وقالت روان وسلمى نعم احكيها لنا يا جدتي من فضلك ، قالت الجدة ، سوف أحكيها لكم يا صغاري استمعوا لي ، ولكن بعد الأنتهاء سوف تخبروني ماذا استفدتم في نهاية القصة ، وماذا تعلمتم من عقلة الإصبع ، ردوا في صوت واحد اتفقنا يا جدتي .
 

قالت الجدة سعاد ، كان يا ما كان كنت هناك سيدة لم يرزقها الله بطفل وكانت تتمنى أن يكون لها صبي أو فتاة ، كانت تعيش مع زوجها الحطاب في الغابة البعيدة ، في بيت صغير ، كانت المرأة حزينة جدا تتمنى أن يرزقها الله بصبي  أو فتاة صغيرة حتى لو كانت في حجم عقلة الإصبع ، وكانت تدعوا الله كثيرا ، واستجاب الله لها ورزقها بفتاة صغيرة جدا في حجم عقلة الإصبع ، فرحت المرأة بالفتاة جدا وفرح زوجها وقالوا سوف نسميها ” نمنمة ” لأنها صغيرة جدا .

 

عاشت الأسرة بسعادة ويحمدون الله على ما اعطاهم وعلى الطفلة الجميلة نمنمة ، لمتكبر الفتاة بل ظلت كعقلة الإصبع في حجمها الصغير ، وفي أحد الأيام كانت الأم مريضة وتريد أن تذهب بزوجها بالغداء في الغابة ، ولكنها كانت مريضة ولا تستطيع ، فقالت المرأة حزن ، يا ليت لي صبي كان استطاع ايصال الطعام لأبيه الآن ، وهنا قالت نمنمة الصغيرة ، أنا يا أمي أستطيع إيصال الطعام لأبي ، قالت الأم وكيف يا نمنمة ، قالت فقط ضعي الأكل فوق الحصان وضعيني في أذنه ،  وأنا سوف أذهب لا تخافي على ابنتك فهي تستطع ، فأنا شجاعة ولا أخاف من شيء ، ترددت الأم في البداية ولكنها وافقت مع اصرار نمنمة الصغيرة ، وضعت الأم الطعام وربطته جيدا فوق ظهر الحصان ، ووضعت نمنمة بداخل أذن الحصان وقبلتها وتركتها تذهب لأبيها في الغابة .

سارت نمنمة بداخل أذن الحصان وهي توجهه وتقول له يسير كيف وكان صوتها عالي جدا ، وفي تلك الأثناء كانت تسير الساحرة العجوز في الغابة ،  تجمع حبات التوت البري من أجل وصفة سحرية ، وهنا سمعت العجوز الشريرة صوت عالي قادم من بعيد ، اختبأت خلف الأشجار وهنا سمعت صوت أحد يتحدث ولكنها لم ترى إلا الحصان فقط .

 

تعجبت العجوز وهي تفكر هل الحصان يتحدث ، سارت خلف الحصان حتى وصل إلى الحطاب وهنا شاهدت الحطاب وهو يخرج عقلة الإصبع من أذن الحصان ، شهقت بفرح فلقد كانت تبحث عن تلك الفتاة منذ زمن ، وتريد أن تصنع بها وصفة سحرية مميزة ، ذهبت للحطاب وقالت له هل تعطيني تلك الفتاة الصغيرة وسوف أعطيك جوهرة ثمينة ، وأخرجت الجوهرة وكانت كبيرة جدا ، رفض الحطاب وقال إنها ابنته ولن يتخلى عنها ، وها قامت الساحرة بضرب الحطاب وأخذت عقلة الإصبع وهربت ولكن عقلة الإصبع قالت للأب وهي تبكي بصوت عالي ، لا تخف يا أبي سوف أتصرف لا تقلق ، أنا أستطيع التصرف .

أخذت الساحرة عقلة الإصبع ، وركبت فوق مقشتها الطائرة وحلقت في الهواء مبتعدة وهي تمسك عقلة الإصبع بين يديها بقوة ، وصلت إلى منزلها ووضعت الساحرة الفتاة الصغيرة في صندوف من الزجاج ، واخذت تضحك بسخرية عليها  ، وكانت تعد القدر على النار وفيه الكثير من الأشياء ، شعرت عقلة الإصبع بالخوف الكبير والجزع فهل سوف تضعها الساحرة في ذلك القدر على النار ، فسوف تموت في الحال ، فكرت كيف تتصرف فقالت لابد أن أخرج من هنا ، فقالت وكيف أهرب ، وهنا شاهدت فأر صغير وكان مختبىء خلف أشياء العجوز فندت عليه برجاء ، نظر ها الفأر متعجبا فهل هذه حشرة فلم يرى إنسان في حجم تلك الفتاة ابدا ، قالت له ، أرجوك ساعدني كي أهرب من هنا سوف تلتهمني العجوز وتضعني بالقدر المغلي 

كان الفأر يعرف بأن الساحرة شريرة جدا وسوف تفعل ، لذلك ساعد نمنمة وقام بازاحة الصندوق الصغير ، حتى سقط على الأرض وتحطم تماما ، فاستطاعت نمنمة الاختباء سريعا داخل اقرب شيء وجدته وكانت مقشة الساحرة الشريرة ، وهنا الفتت الساحرة وهي تشعر بالحنق الغضب وعندما وجدت الصندوق تحطم ، اخذت تصرخ وتبحث عن عقلة الإصبع كثيرا ولكنها لم تجدها ولم تفكر أن تبحث في مقشتها الطائرة .

ظلت نمنمة في المقشة تختبىء بين شعيراتها الخشنة ، حتى تعبت الساحرة العجوز من البحث عنها ، وهنا خرجت عندما تأكدت من نوم الساحرة الشريرة ، ولكنها قررت أن تحطم كل شيء منزل السحرة جزاء على ما فعلته معها .

قامت بربط كل شيء من اشياء العجوز واشيائها بخيط رفيع سحري من خيوط الساحرة ، وبعدها ربطته في عنق القط النائم على الأرض .

وبعدها خرجت مسرعة من فتحه صغيرة في الباب وهي تصرخ حتى يستيقظ القط ، استيقظ القط وشاهدها وهي تقف اما الباب فركض خلفها ، وهنا سقط كل شيء في المنزل من الأشياء السحرية وتحطم منزل الساحرة العجوز،  التي استيقظت بفزع واخذت تنظر لأشيائها السرحية المحطمة بغضب كبير وتضرب القط على ما فعل وأخذت عقلة الإصبع تضحك بسعادة وهي تركض في الغابة ولكنها كانت لا تعرف كيف تعود للمنزل ، فكرت أن تقضي ليلها في مكان أن الشمس قد غربت وهي لن ترى في الليل الطريق حتى لا تتعرض للخطر ، وجدت بيت صغير لفأر فاستأذنت من الفأر للمبيت عنده ووافق الفأر ، وقضت ليلتها مع الفأر الطيب الذي أنقذها من الساحرة وقامت بمساعدته في أعمال المنزل ، وترتيبه له لأنه كان متسخ ، وأخبرته أن يهتم بنظافة منزله حتى لا يصاب بالأمراض ، ووعدها الفأر بأنه سيفعل ، وفي الصباح اعادها الفأر إلى منزلها ولكنه قبل أن يعيدها أعطاها مكافأة وهي عبارة عن جوهرة ثمينة جدا ، كانت لا تستطيع حملها فحملها لها الفأر وقام بأيصالها لمنزلها وهنا دخلت المنزل ، وهي سعيدة تنادى على امها وابيها وعرفتهم على صديقها الفأر وأعطتهم الجوهرة ففرحوا بها كثيرا ورحبوا بالفأر الصغير، وطلبوا منه أن يبقى معهم إن أراد ويعيش معهم ، ففرح الفأر ووافق وأشترى الأب منزل كبير جدا بعد بيع الجوهرة  ، وصنعوا منزل للفأر في حديقة المنزل وكانوا يحضرون له الطعام ، وكانوا سعداء وكانت عقلة الإصبع سعيدة هي وعائتها وصديقها الفأر الجديد

وبعد أن أنهت الجدة سعاد قصتها قالت هيا يا أطفالي كل واحد منكم يخبرني ماذا علم واستفاد من قصة عقلة الإصبع نمنمة ، قالت روان بحماس ، لقد تعلمت يا جدتي بأنالإنسان قادر على فعل شيء حتى لو كان صغير وضعيف فمادام لديه عقل يفكر ويبتكر يستطيع أن يفعل أي شيء ، لقد أحببت نمنه

وقال مروان ، وأنا لقد تعلمت بأننا لا نخجل من طلب المساعدة عندما نحتاجها ولا نسخر من أي كأئن مهما كان يا جدتي سعاد

وقالت سلمى وأنا يا جدتي تعلمت شيء جميل جدا ، وهو أن الله يستجيب الدعاء لنا فلقد دعته السيدة بأن يعطيها طفلة في حجم عقلة الإصبع فأعطاها لها ، ولو انها طلبت فتاة عادية كان الله سيستجيب لها أيضا لأنه يسمعنا ،  فعلينا أن ندعوه بكل شيء جميل ونحن واثقون من الإجابة ، نظر لهم الجدة سعاد بفرح وقالت :

بارك الله فيكم يا أطفالي وحفظكم من كل شر ومكروه

شارك المقالة:
106 مشاهدة
المراجع +

الكاتبة منى حارس

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook