قصة علي بن الجهم مع المتوكل

الكاتب: رامي -
قصة علي بن الجهم مع المتوكل
هو علي بن الجهم بن بدر الملقب بأبو الحسن شاعر عربي من بني سامة من لؤي بن غالب ، ولد عام 188 للهجرة في مدينة بغداد ، ينحدر الشاعر لأسرة عربية أصلها من قريش ، مما اكسبه هذافصاحة اللسان والموهبة الشعرية والقوة والرزانة .

سلك الشاعر الحياة السياسية والدينية وتأثر بها فقد نشأة في زمن يعج بالخلافات السياسية وانتشار المذاهب المتنوعة في زمن الدولة العباسية ، حاصر فترة حكم المأمون والمعتصم والواثق بالله ، ربطته عدة علاقات فكرية مع عدد من رموز العصر كالإمام أحمد بن حنبل والشاعر أبي تمام واشتهر بانتصاره لمذهب أهل الحديث في أشد الأيام ظلمه على المسلمين في فترات حكم المعتزلة حتى جاء الخليفة المتوكل وأنهى الحكم المعتزلي .

من أشهر القصص التي روى عن علي بن الجهم مع الخليفة المتوكل ، تلك القصة التي قال فيها كان الشاعر بدوي صحراوي ولما قدم إلى بغداد للمرة الأولى أثر أ يبدأ عهده بمدح المتوكل فقال له :

أنت كالكلب في حفاظك للود وكالتيس في قراع الخطوب
أنت كالدلو لاعدمناك دلوا من كبار الدلا كثير الذنوب .

لذا عرف المتوكل عنه حسن مقصده وخشونة لفظة ، لعدم اختلاطه بسوى تلك التعابير في البادية لذلك أمر له بدار على شاطئ نهر دجلة بها بستان يدخله النسيم يغذي الروح وأقام به ستة أشهر ثم استدعاه الخليفة لينشد شعرًا فقال له :

عيون المها بين الرصافة والجسر جلين الهوى من حيث لا أدري ولا أدري
خليلي ما أحلى الهوى وأمره وأعرفني بالحلو منه وبالمر
كفى بالهوى شغلًا وبالشيب زاجرًا لو أن الهوى مما ينهنه بالزجر
بما بيننا من حرمة هل علمتما أرق من الشكوى وأقسى من الهجر

ولكن سرعان ما غضب المتوكل منه بسبب العلاقة الفكرية وسعوا لإفساد العلاقة بين الشاعر والخليفة ولم تغفر للشاعر معلقته وتم مصادرة أمواله وممتلكاته ودخل إلى سجون خُرسان وتضاعف عليه المصائب ، لما انتهت مدة سجنه عاد إلى بغداد للجهاد في سبيل الله ضد الروم وانتقل منها إلى حلب ، فقطع عليه الطريق جمع من أعدائه ومات شهيدًا بعمر الستين عامًا .

شارك المقالة:
62 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook